كيف نواجه الزلازل

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي.…….

 

ونحن نتابع ألقنوات الإخبارية وتركيزهم على الزلازل وآثارها التدميرية وما تخلفه من ضحايا موتى وجرحى ومهجرين ومرعوبين فارين فإنني أرى أن المشكلة ليست في معرفة ومكان وزمان الزلازل المدمرة التي تكون مفاجئة ،لأن العلوم الحالية وعلماء الجيولوجيا لغاية الأن عجزوا عن معرفة باطن الأرض وكيفية خلقها وحركاتها ، فكل العلوم الجيولوجية الأن تتكلم عن نظريات وفرضيات عن كيفية حدوث الزلازل ولا يوجد علوم مؤكدة حولها .

وقد أشار بعض الناس إلى أن هناك بعضا من الحيوانات التي قد تشعر بالزلازل والبراكين فطريا ، وهذا ما حصل مع أحد جيراني الذي يملك ببغاء في منزله حيث صار البغاء قبل وقوع زلزال كهرمان بعشرة دقائق يتصرف بطريقة هستيرية لدرجة أنه أيقظ ألجميع مستغربين تصرفاته و معتقدين ان هناك احتمالية دخول قطة إلى منزلهم و حاولت التهجم عليه حيث قاموا بالبحث عنها ولم يجدوا شيئا ، فعادوا لنومهم ثم بعد ذلك سمعوا بوقوع الزلزال الذي تزامن وقته مع وقت جنون الببغاء..

وسأعود إلى الموضوع الأساسي في ما هو الأسواء في الزلازل التدميرية والذي أقول فيه أن المآسي ليس فقط بوقت وقوع الزلازل وإنما تكون ما بعده من إيواء وطعام ورعاية صحية وانتشار للأوبئة وخسائر مادية واقتصادية وتفكيك للأسر والعائلات وضياع وتشدد للأطفال .

قد اقترح بعضا من الحلول للإيواء لمن تتدمر منازلهم أو تم اخلائهم من خلال إستغلال السجون الكبيرة بحيث تستطيع ان تتجنب مشاكل الطقس والأكل والرعاية الصحية والسيطرة على إنتشار الأوبئة والأمراض ، فكلنا يعرف ان بعضا من السجون يمكن ان تتسع إلى عشرات ألآلاف من النزلاء التي اذا تم تضمينها لخطط ما بعد الكارثة أن تخفف من فجاعة الأزمات وأثارها على السكان المهجرين أو المرعوبين الذين سيخلون منازلهم حتى لو أنها تتدمر أو تتضرر .

يجب أن يتم وضع خطط إستباقية في إدارة الأزمات باستخدام السجون والفنادق والشقق المفروشه والإسكانات الفارغة وشركات النقل والمواصلات كمراكز إخلاء و إيواء للمتضررين من الزلازل ، ومهم جدا أن يتم تدريب العاملين فيها على الواقعية في التعامل مع مثل هكذا أزمات من خلال التمارين العملية الوهمية .

وأخيرا يجب أن يتم الإستفادة من الدروس التي حصلت مع من تعاملوا مع هكذا أزمات من خلال الدورات الإرشادية والعملية والتوعية الإعلامية على الإعلام الخاص وعلى السوشال ميديا .

نسأل الله أن يجنبنا الوباء والبلاء والفقر والقهر وغلبة الدين والمرض وان لا نفجع بعزيزا لنا أو علينا .

قد يعجبك ايضا