الحزام الأخضر ضرورة مستحقة
مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة لتقارب خمسين درجة مئوية وازدياد نسبة الغبار في الأجواء نستذكر بعض النظم والسياسات المعمول بها في الدول الأخرى للمحافظة على بيئتهم وتحسينها، وإحدى هذه السياسات هي الحزم الخضراء. المملكة المتحدة تعتبر أكثر الدول تطبيقا لهذه السياسة في عالمنا اليوم، حيث تغطي الحزم الخضراء ما يعادل 13 في المئة من إجمالي مساحتها، مع العلم انها ليست دولة صحراوية ولا تعاني من شح بالامطار او جفاف، ما يسبب ازدياد الغبار في الأجواء، كما هي الحال لدينا بدول الخليج العربي، وضع هذا النظام في المملكة المتحدة لكبح جماح التوسّع العمراني للمدن الكبيرة لكي لا تبتلع القرى الصغيرة والبلدات الأصغر حجما وتصبح جزءا منها للمحافظة على خصوصية واستقلالية هذه القرى وما تحمل من قيمة تاريخية ومعنوية واستمرار تواجدها على ما هي عليه.
سياسة الحزام الأخضر أثبتت فعاليتها وحدّت من توسع المدن وخلقت مساحات ومتنفسات لأهالي المدن وساهمت في الحفاظ على بيئة نظيفة، حيث أصبحت كالرئة لهذه المدن يتجدد بها الهواء كما يفعل الحزام الأخضر الأكبر بالمملكة المتحدة المعروف بالـ Metropolitan Green Belt والذي يقع حول مدينة لندن وتقدر مساحته بأكثر من خمسة آلاف كيلو متر مربع، هذا النموذج من الحزم الخضراء يستوجب تطبيقه في دولنا نظرا الى الظروف المناخية لدينا والمشاكل التي تأتي تباعا لها والتي ممكن ان تخفف هذه الأنظمة من حدتها في التجمعات السكنية كأمراض الربو وغيرها، فهنا نستدرك أننا أحوج منهم لأنظمتهم ومن الضرورة تطبيق هذه السياسة لدينا لتكون كل مدينة محاطة بغطاء نباتي يحميها من موجات الهواء الجاف والأتربة المتطايرة، ويكون لدينا متنفس خارجي جميل لجميع أطياف المجتمع أثناء الفصول الأخرى.
ختاماً، نتمنى أن نرى مثل هذه المشاريع على أرض الواقع، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم في هذا الشهر الكريم.
فراس عادل السالم