أمير عبد اللهيان: محور المقاومة مصمم على قلب المعادلة.. ورئيسي في دمشق قريباً
شبكة الشرق الأوسط نيوز : أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الجمعة، أنّ محور المقاومة “مصمّم على قلب المعادلة”.
وشدّد عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحافي في مبنى السفارة الإيرانية في بيروت، على أنّ إيران وضعت في أوليات سياساتها الخارجية “الانفتاح والتواصل مع دول المنطقة بشكل عام” ودول الجوار خصوصاً.
وكشف الوزير الإيراني أنّ التطورات الإيجابية الأخيرة تفتح مناخات إيجابية على مستوى المنطقة، وأنّ “لبنان يحتل مكانة مؤثرة في هذه المنطقة”، مضيفاً أنّ النُخب السياسية اللبنانية لديها “القابلية لاستكمال العملية السياسية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
جمهورية”.
وأضاف أمير عبد اللهيان أنّ لبنان موجود في الخط الأمامي للمواجهة والمقاومة، وأنّه يحظى دائماً باهتمام طهران.
وأشار أمير عبد اللهيان إلى أنّه خلال اللقاءات التي جمعته بالسيد حسن نصرالله والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة فهم أنّ محور المقاومة “مصمم على قلب المعادلة”.
وتحدث عن إطلاعه السيد نصر الله، على التوجه الجديد للمقاومة لتغيير المعادلة وضمان أمن واستقرار لبنان والمنطقة.
وفي وقت سابق اليوم، استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له بحضور السفير الإيراني في بيروت السيد مجتبى أماني.
وجرى استعراض آخر التطورات في المنطقة، ولا سيّما الاتفاق الإيراني السعودي وانعكاساته على مجمل دول الإقليم، وكذلك آخر تطورات الأحداث في لبنان وفلسطين المحتلة.
التقارب الإيراني السعودي يصُب في مصلحة المنطقة برمّتها
وعن العلاقات السعودية الإيرانية، اعتبر أمير عبد اللهيان أنّ التقارب بين إيران والسعودية لا يصُب في مصلحة الدولتين فقط إنّما في مصلحة المنطقة برمّتها.
وأكد أنّه من الطبيعي أنّ الحوار بين إيران والسعودية له آثار إيجابية على مستوى المنطقة ولبنان.
وأضاف أنّه قبل حلول عيد الفطر وجه دعوة رسمية لنظيره السعودي لزيارة طهران، مؤكداً ترحيب الأخير بالدعوة وأنّه سيقوم بتلبيتها.
وتابع أنّه تلقى أيضاً دعوة رسمية من وزير الخارجية السعودي لزيارة المملكة، مؤكداً تلبيتها.
ولفت إلى أنّه بالتزامن مع الحوار السعودي الإيراني انطلق الحوار بين دمشق والرياض وحصل اتفاق مهم بينهما حول عودة العلاقات.
وأشاد الوزير الإيراني بـ”الدور المهم والإيجابي” لعمان والعراق في التواصل بين إيران والسعودية الذي أدى إلى عودة العلاقات، مؤكداً أنّ المنطقة تسير نحو التعاون الوثيق بين مختلف دولها، وأنّ لبنان أيضاً يسير في هذا الاتجاه.
المسؤولون اللبنانيون يمضون قدماً للوصول إلى حلّ مناسب لجهة الفراغ الرئاسي
أمّا عن العلاقات الإيرانية اللبنانية، قال أمير عبد اللهيان إنّه لطالما كانت إيران صديقة الأوقات الصعبة للبنان الشقيق، وتدرك أنّ الأوضاع الاقتصادية معقدة على مستوى المنطقة.
ولفت إلى أنّ طهران تتمتع بطاقات متطورة في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية وبناء معاملها، مؤكداً أنّه تحدث مع المسؤولين في لبنان عن التعاون بهذا المجال.
ولفت الوزير الإيراني إلى أنّ المشكلة الأساسية أمام إنجاز هذا التعاون هي الضغوط الأميركية وخوف المعنيين من العقوبات، مشيراً إلى أنّ التعاون الثُنائي مع لبنان في مجالات الغاز والنفط والطاقة الكهربائية “سيعود بالأرباح على البلدين”.
أمّا عن الملف الرئاسي، كرر أمير عبد اللهيان دعم بلاده لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ودعم التوافق والاتفاق بين اللبنانيين وتشجع استكمال العملية السياسية، مؤكداً أنّ “أي شخصية لبنانية مرموقة” تصل إلى سدة الرئاسة اللبنانية بالتوافق سيكون مرحباً بها لدى إيران.
وكشف عن أنّ اللقاءات الرسمية التي أجراها في لبنان تمحورت حول آفاق العلاقات الثنائية ومختلف التطورات الإقليمية والدولية، موضحاً أنّه اغتنم هذه اللقاءات ليضع مسؤولي لبنان في آخر أجواء التطورات خصوصاً ملف اليمن والسودان.
ولفت إلى أنّه لدى إيران ولبنان “مواقف سياسية مشتركة ومتقاربة ” تجاه العديد من القضايا السياسية، مؤكداً أنّ إيران تضع دائماً في جدول أعمالها مسألة الانفتاح والتشاور وتبادل وجهات النظر مع المسؤولين اللبنانيين.
ووضح أمير عبد اللهيان أنّه على الرغم من التباين في المواقف السياسية لجهة الفراغ الرئاسي فإنّ “المسؤولين يمضون قدماً للوصول إلى حلّ مناسب”.
وأملا أن يرى في المستقبل القريب “إنجازاً للعملية السياسية وانتخاباً لرئيس جمهورية”، مشدداً على أنّ إيران لم ولن تتدخل في انتخاب اللبنانيين لرئيس جمهوريتهم، وأنّ طهران ستدعم أي شخص يتم التوافق عليه.
وتابع أنّه على اللبنانيين أن يُقرروا بأنفسهم انتخاب رئيس للجمهورية الذي هو شأن لبناني داخلي.
الرئيس الإيراني سيزور سوريا في الفترة المقبلة
وتحدّث وزير الخارجية الإيراني عن العلاقات بين طهران ودمشق، وأكد أنّها “ممتازة وعميقة واستراتيجية”، ورحب بتعزيز العلاقات بين سوريا والعالم العربي ودول المنطقة.
وأشار أمير عبد اللهيان إلى أنّ الرئيس الأسد والحكومة والجيش والشعب وقفوا ضد الحرب الإرهابية وانتصروا في النهاية، مؤكداً أنّ المستشارون العسكريون للجمهورية الإسلامية ساعدوا سوريا في مواجهة الحرب الإرهابية.
وتحدث عن وضع خطة من أجل زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا في الفترة المقبلة.
وفي وقت سابق، قال مصدر إقليمي كبير مقرب من الحكومة السورية لرويترز اليوم، إنّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيزور دمشق الأسبوع القادم.
وأكد أمير عبد اللهيان أنّ الظروف الحالية أثبتت أنّ الرهان على انهيار الحكومة السورية محكوم عليها بالفشل، وأنّ اللوبي الصهيوني كان وراءها.
وذكر الوزير الإيراني بسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، معتبراً إياها “انتهاك للسيادة السورية”.
تبادل الأسرى “إنساني”.. ونعارض جود القوات الأجنبية في المنطقة
وعرض أمير عبد اللهيان آخر التطورات فيما يخص تبادل الأسرى مع لولايات المتحدة، وقال إنّه بلاده اتفقت مع الطرف الأميركي قبل 13 شهراً على تبادل الأسرى، وأنّهم قاموا بتسمية سيدة دبلوماسية بريطانية كممثلة لهم.
ووضح وزير الخارجية الإيرانية بأنّه “لم يكن لدى بلاده أي قيود أو محدودية زمنية” لتنفيذ اتفاق التبادل، مشيراً إلى أنّه “بسبب بعض الملاحظات الأميركية تمّ تأجيله لعدة أشهر”.
واعتبر أمير عبد اللهيان أنّ موضوع تبادل الأسرى “إنساني”، مؤكداً تنفيذه وفقاً للاتفاق.
وعارض الوزير الإيراني وجود القوات الأجنبية لا سيما القواعد العسكرية في المنطقة، لافتاً إلى أنّ المنطقة تشهد تطورات جديدة وسريعة في النظام الدولي.
وأكد وزير الخارجية الإيراني في وقت سابق اليوم أنّ جميع التطورات الإيجابية في المنطقة ستؤدي إلى انهيار الكيان الصهيوني، وذلك خلال زيارة بلدة مارون الراس في جنوب لبنان عند الحدود مع فلسطين المحتلة.
وأضاف أنه تلقى من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله “تقييمات دقيقة” وتأكيدات بأنّ المقاومة الفلسطينية واللبنانية “بأفضل حال”.
وأمس، بحث أمير عبد اللهيان ونظيره اللبناني عبد الله بو حبيب جملة ملفات، أهمها تداعيات الاتفاق الإيراني السعودي على المنطقة والأوضاع الحالية في لبنان.
ووصل وزير الخارجية الإيراني، الأربعاء، إلى لبنان بعد اختتام زيارته إلى سلطنة عمان.
وأكّد أمير عبد اللهيان، لدى وصوله مطار بيروت الدولي، أنّ إيران “تعدّ أمن لبنان من أمن المنطقة وأمن إيران”، مشيراً إلى أنّ “تطورات جديدة حدثت في المنطقة في الأسابيع الأخيرة، وأنّ نتيجتها جيدة للمنطقة والعالم الإسلامي، بما في ذلك لبنان”.
المصدر : الميادين