متى ستجتمع الصحافة والأخلاق في وطني؟؟!!
محيي الدين غنيم ……
عندما تم تكليف دولة سمير الرفاعي لتشكيل الحكومة التاسعة في عهد الملك عبد الله الثاني في 14 ديسمبر عام 2009 والتي إستمرت لغاية شهر نوفمبر 2011، وكانت الظروف قاسية جدا بالنسبة لحكومة الرفاعي، إبان ما يسمى بالربيع العربي المشؤوم على الوطن العربي، وأنا على الصعيد الشخصي كنت متفائلا بهذه الحكومة وخصوصا بأن من يقود هذه الحكومة ” شابا” ملئ بالحيوية والأفكار البناءة، ووقتها طرح دولة سمير الرفاعي مدونة ” السلوك الإعلامي” والتي تنص على دعم الإعلام الملتزم بالميثاق الصحفي الأخلاقي والملتزم بسياسة الدولة العليا من خلال دعم تلك وسائل الإعلام بالإعلانات الحكومية والمؤسسات العامة والشركات المساهمة، ولكن وبكل أسف لم يتم تفعيل مدونة السلوك الإعلامي بعد رحيل حكومة سمير الرفاعي في شهر نوفمبر 2011، وبكل أسف أيضا بأن الحكومات المتعاقبة قد طبقت مدونة السلوك الإعلامي ولكن ” بالعكس” حيث تم تجفيف منابع الرزق لوسائل الإعلام الملتزمة بالميثاق الصحفي الأخلاقي والملتزمة بسياسة الدولة العليا والتضييق على الإعلاميين الملتزمين والعمل على إفقارهم، حيث قامت الحكومات المتعاقبة بالدعم الوفير للصحافة الصفراء ودعم شيوخ الإعلام المبتزين وارسال المغلفات بألاف الدنانير لكي يغمضوا أعينهم عن الفساد ورموز الفساد وفي معظم الدوائر الحكومية، وبكل أسف تلك الظاهرة افسحت المجال لرموز الفساد بالتغلغل بكافة مفاصل الدولة الأردنية وسط التلميع الإعلامي المبالغ فيه لتلك الرموز ( والشواهد عندي لا تُعد ولا تحصى) وبكل أسف مدونة السلوك الإعلامي ” المعكوسة” قد افقدت الصحافة رونقها وتألقها ومصداقيتها، وجلعت الأبواق المأجورة ذو مكانة ودعم مادي بلا حدود والإعلاميين الملتزمين جففت منابع رزقهم واوصلتهم لحد العوز الدائم. وهنا اتذكر مقولة مسؤول كبير سابق عندما أطلقت صحيفتي في عام 2010 حيث أكد لي بأن عمر صحيفتي قصير وقال لي لا اقصد التقليل من شأنك ومهنيتك ولكن الصحافة والأخلاق لم ولن تجتمعان وقلت له بإذن الله سأستمر مهما كانت الظروف وستبقى صحيفتي ما دمت حيا.
والسؤال الذي يفرض نفسه : متى ستجتمع الصحافة والأخلاق في وطني؟؟!!