لماذا لم نخرج بعد من عنق الزجاجة طالما كل هذه الإستثمارات في وطني
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات …
كم أنا مصدوم وأنا أقرأ تصريحات وزيرة الإستثمار في وطني السيده خلود السقاف وأنا أتناول فنجان قهوتي الصباحي في بلد الجمال والمال، في بلد النظام والإستثمار، في بلد الجاذب للأستثمار لا طارد للأستثمار، في بلد التجارة والصناعة والخدمات والإقتصاد الأمن والجاذب من كل دول العالم، في بلد الشفافيه والمكاشفة فيه من أهم الأسس لنجاحه وديمومته، في بلد فرش السجاد الأحمر لأبنائنا ليقدموا خدماتهم وأفكارهم ودراساتهم وخبراتهم لأن أبواب وطني مغلقه في وجهوهم، لأنهم ( محبطون ) مثلي، وأنا أتكلم هنا عن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقه يا وزيرة الإستثمار ، أتكلم عن دولة عمرها خمسون عاما لكنها تنافس دول عمرها مئات السنين، تنافس في كل المجالات السياسية والإقتصادية والصناعية والتعليمية والصحية والثقافية والأجتماعية والسياحية والعسكريه وحتى الأمنية، في بلد حاكمها سمو الشيخ محمد بن زايد المؤمن بشعار المكاشفه والمصراحة حتى أوجدت نفسها على خريطة العالم ويحسب لها ألف حساب، قيادة حكيمة تؤمن بالواقعيه لا ( بصف الحكي ) لأن الحكي ماعليه جمارك في وطني، قيادة حكيمة تلتقط الخبرات من كل بقاع العالم وتستثمرهم وتحترم الكفاءات لا بالإسقاط على المناصب بالبرشوتات، وبالمقابل أقرأ تصريح وزيرة الإستثمار، الذي أشارت فيه إلى أن الإستثمارات العراقية في وطني قرابة ( 32 ) مليار دولار ، يضاف إلى ذلك إستثمارات أخرى كويتية وسعودية واماراتية وأجنبية، أكبر من حجم الإستثمارات العراقية، فسرعان ما يتبادر إلى ذهني وأنا أتصفح الصحف الإماراتية مع فنجان قهوتي، العديد من الاسئلة … لماذا لا تنعكس كل هذه الإستثمارات حسب أقوال وزيرة الإستثمار على نسبة النمو الإقتصادي والأجتماعي وعلى فرص العمل وتحسن الأوضاع الإقتصادية والأجتماعية ومعالجة الفقر والبطالة والمديونية في وطني ..؟؟ لماذا تزداد نسب البطالة والفقر حتى وصلت إلى نسب كارثية ..؟؟ لماذا المديونية في تصاعد ..؟؟ لماذا هروب المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال من وطني..؟؟ لماذا لم نخرج بعد من عنق الزجاجة إذا كل هذه الإستثمارات وغيرها في وطني ومع ذلك لا نشعر كدولة وكمواطنين بأنعكاس ذلك إيجابيا على أقتصادنا وصناعتنا وخدماتنا وعلى حياتنا الإجتماعية والمعيشية واليوميه ..؟؟ وسؤالي الذي أوجهه من هنا من ( دبي ) متى سنشعر بذلك ..؟؟ ومتى أشعر كمواطن أردني بفوائد هذه الإستثمارات ألتي تتحدثين عنها ويتحدث عنها رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونه بأن ( القادم أجمل ) .. ؟؟ وأين الخلل يا وزيرة الإستثمار ..؟؟ لماذا ينتابني الشعور أن هذه الأرقام وهذه الإستثمارات ألتي تتحدثين عنها هي كلام للأستهلاك المحلي بعيدة كل البعد عن الواقع، ولا تعنينا كمواطنين منتمين لتراب أردننا الغالي وشعارنا فوق رؤوسنا ( أنا جندي في هذا الوطن حتى الكفن ) ، متى سنعيش نتائجها التي يفترض أن تكون إيجابية وتنعكس على أحوالنا الإقتصادية والأجتماعية والمعيشية ..؟؟.
من بلد المكاشفه والمصراحة ألتي تحتضن أكثر من ( 200 ) جنسية لا فرق فيها بين المواطن والمقيم إلا بالأنتماء لها والعمل من أجل تطورها وتقدمها، من دولة الإمارات العربية المتحدة ألتي تؤمن قيادتها الحكيمة بالواقعيه، أتمنى أن نأخذ الدروس منها ونكون واقعين فيما نقول ونصرح.
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
الإمارات العربية المتحدة
21/6/2023