الكويت .. مركز اقليمي لناقلات النفط والغاز

عُرفت الكويت منذ القدم بأنها من أهم النقاط التجارية في الخليج العربي، فتاريخ الكويت البحري تاريخ عريق ومشرف، ولم يأتِ من فراغ بل كان من وراء هذا التاريخ رجال ضحوا بأنفسهم وأموالهم حتى تمكنوا من الوصول الى سواحل عمان والهند بقصد التجارة، وكان الكويتيون يصنعون سفنهم الشراعية بأنفسهم، ويبحرون بها إلى هذه البلاد البعيدة، ما أظهر قوة عزيمتهم على الاعتماد على النفس والعيش بأصعب الظروف المناخية.
كل هذا التاريخ البحري يجب أن نتخذ منه العبرة بيومنا هذا، خصوصا أننا نتمتع بمركز جغرافي متميز ما بين أكبر ثلاث دول في المنطقة من الامكانات النفطية والاحتياطيات الموجودة في باطن الأرض، ومن بعدها تأتي دولة الكويت في المركز الرابع فيمكننا استغلال موقعنا الاستراتيجي لنبني مركزا اقليميا لاصلاح وصيانة ومناولة ناقلات النفط والغاز على مستوى عالمي مربوطا بشبكة خطوط نفط وغاز للدول المجاورة وعرض هذه الخدمات النفطية والصناعية واللوجستية المتكاملة التي ستكون رافدا حقيقيا لاقتصادنا، ويوفر فرص عمل كبيرة ومتنوعة لتشمل الكثير من مخرجات التعليم بكل مراحله وتخصصاته سواء الهندسية أو العملية وحتى الفنية، وسيزيد من فعالية المشاريع والاتفاقيات الخليجية المشتركة، حيث سيتمكن منتجو النفط الخليجيون من الاستفادة من هذه الخدمات بأن يستخدموا هذه المرافئ لتقديم خدماتهم بها، كذلك لتزيد التجارة البينية داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي ويتحقق التكامل الاقتصادي المنشود.
مشروع كهذا يفتح للكويت آفاقا كبيرة اقليميا وعالميا، فالتجارة ليست لها حدود اليوم، وها هي كوريا الجنوبية على سبيل المثال تصنع أكبر ناقلات النفط بالعالم وأكبر زبائنها اليوم دول الخليج العربي وشركاتها النفطية، فالطلب موجود ولدينا احتياطيات الموارد الطبيعية الحمدلله، أما آن الأوان لنعيد توطين هذه الصناعة؟ وأن نطورها وننميها ليستفيد منها اقتصادنا وأجيالنا القادمة؟!

فراس عادل السالم

2cb0236f-c6e3-4418-b579-7dff95287948_thumb-1

قد يعجبك ايضا