موسكو والصين تحركا: إصبعتهما الوسطى في مؤخرة الامبريالية. أمريكا تخوض حروبها “أونلاين” عن بعد عبر شعوب حلفائها. سورية هي حقل التجارب الجديد لتدمير مفهوم الدولة. الممر السوري والثغرة الاستراتيجية والفعل الروسي
*كتب: المحامي محمد احمد الروسان* ….
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
العملية العسكرية الروسية الخاصة والمشروعة، في عروق الجغرافيا الأوكرانية، المتقيحة بالإرهاب والنازيين الجدد، مستمرة وبثبات وعمق: حتّى القضاء على النظام النازي الفاشي في كييف، والفدرالية الروسية وكارتيلاتها الحاكمة، ستضم مناطق ومقاطعات جديدة، شاء من شاء وأبى من أبى…. هذه هي المعادلة والنتيجة.
خصوم الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا والعالم يدركون، أنّ معضلة اليانكي الأمريكي في جانب منها تتموضع في التالي: كيف انتقلت دبلوماسية أمريكا من الأدمغة البشرية الى الأدمغة الإلكترونية، فبانت عوراتها الأمنية والعسكرية والدبلوماسية، بعكس حلفائها، الذين لا يفكرون الاّ في كيفية ملئ البطون والجيوب، واشباع ما بين الأرجل، حتّى ولو كان بين الأصول سفاحاً دون ضمانات صحية.
الكباش المتعدد والمتجدد، على طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية، ومن خلفها مع الغرب في جلّه وساحاته ومساحاته، قادت الى حروب أعمق من الحرب الباردة، وأشرس من حرب عسكرية تتفاقم، كالحرب الناتوية الروسية الحالية في أوكرانيا(المواجهة مع الأطلسي، الذي يسعى الى تحويل ربيعه الأوكراني الحالي، الى ربيع روسي في داخل الفدرالية الروسيّة لشطبها وتقسيمها)، حيث مؤشرات التصعيد المتفاقم يقود، الى حروب بيولوجية قادمة عميقة، تتجاوز المعقول والمستحيل، من حيث خلقها وتخليقها، يتم هندستها وتوليفها وتوظيفها من جديد، وفقاً لرؤى أصحاب العالم السفلي، في الدولة العميقة في أمريكا – البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية – انّها حروب الدم المتفاقمة.
وصحيح واقع ومنطق، أنّ الخسائر الفادحة للجيش الأوكراني المتهالك، تشكل مصدر خصب ومهم، لتجارة الأعضاء البشرية في القارة الأوروبية، وفي ساحات ومساحات القارة الامريكية، تشرف عليها إدارة مشتركة من: استخبارات البنتاغون، واستخبارات وزارة الخارجية الأمريكية، واستخبارات ووزارة الخزانة الأمريكية أيضاً، حيث الفاعل والمحرك مع كل أسف: وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بقيادة الدبلوماسي السابق وليام بيرنز – السفير الأمريكي الأسبق في عمّان.
وفي معلومات مجتمع المخابرات الروسية، تم مقاطعاتها مع معلومات، ذات مصادر متعددة وموثوقة، تتحدث بشكل واضح وجليّ، عن ظهور مجموعات منظمة، تضم عشرات الأطباء في مختلف التخصصات، مع غرف عمليات طبية متنقلة مع ثلاّجات صغيرة، انّها مجموعات مدربة وفنيّة وتقنية، من الصائدين السود، للأعضاء البشرية، تواكب عمل القوّات الأوكرانية وفي كل الجبهات.
كلّ ذلك بفعل وتفاعلات ومفاعيل، البرامج العسكرية الجرثومية الأمريكية، وهذا ما يبرر توجه المزيد من مجموعات الخبراء والعلماء الروس، من مختلف قطاعات الجيش الروسي الى الجغرافيا الأوكرانية، والجغرافيا السورية، مع تعزيزات روسية سورية عسكرية، في مطار الجراح، ونشر منظومات دفاع جويّة روسية متطورة، بعد حزم المساعدات العسكرية الأخيرة لأوكرانيا، بما فيها دبّابات برايمز الأمريكية، وصواريخ بريطانية وأمريكية ذات مدى طويل، مما يدخل المعركة في كييف الى مرحلة جديدة حرجة جداً، وما يتطلبه ذلك، من رد روسي عسكري عميق على وفي الميدان، مما يقود الى أن تتجاوز المعركة جغرافية أوكرانيا، بعد الحسم الشبه كلي في جلَ الجغرافيا السورية، وسير العملية العسكرية الروسية، كما هو مرسوم لها في أوكرانيا، استعداداً لما قد يحضّر لدمشق من جديد، ومن بوّابة الجنوب السوري مثلاً، وما يجري لها في الشمال السوري، والشمال الشرقي مع الأمريكي، وكذلك ما يجري في السويداء ودرعا والقنيطرة الان، وهو ما يبرّر أيضاً توجه عدداً من السفن الحربية الروسية من القرم، قبل بدء الحرب الروسية الأطلسية، على الساحة الأوكرانية باتجاه المتوسط، لتعزيز قاعدتها العسكرية في طرطوس، بحيث يبدو أيضاً أن لهذه القاعدة حسابات، لا يمكن أن تلتقي مع التي تؤسس لها واشنطن، وتعمل من أجلها عبر التعاون مع الغرب، وبعض العرب الواهم، وهذا ما يعزّز الحرب بالمفهوم السابق وصفه، بما فيه أي تسوية محتملة للمسألة السورية والمسألة الأوكرانية.
روسيّا كما تدرك أهمية ديكتاتورية الجغرافيا الأوكرانية وتخوض حرباً الان مع الأطلسي من أجلها، تدرك أيضاً وتماماً ديكتاتورية الجغرافيا السورية في المنطقة، وأنّ سورية بنسقها السياسي وعنوانه، بجانب الجغرافيا، منطقة إستراتيجية لا تفوّت، ولذلك ترغب في زيادة نفوذها فيها، من خلال توسيع قاعدتها البحرية، وخاصة بعد أن صار القرم جزء من الاتحاد الروسي، فهي تشعر بالقلق والاستفزاز، وتهديد لها، بما يحصل من نشر رادارات الدرع الصاروخي الأطلسي في كل من تركيا وبولندا، لذلك لن تتخلى عن منطقة نفوذها في المنطقة، كونه يهدد مصالحها ويعزلها ويؤثر على اقتصادها ومجالها الجيوسياسي، وهنا تبرز أهمية دور موقع سورية الجغرافي، وكلاعب كبير في السياسات الإقليمية والدولية، بجانب تماسك دولاتي لمؤسسة الجيش العربي السوري العقائدي وانجازاته الميدانية المستمرة، والذي وفّر الفرصة الكافية لتماسك القطاع العام السوري، وهى أوراق مهمة وقويه تعتمد عليها سورية ونسقها السياسي في مواجهة المؤامرة والخروج من الأزمة.
أحسب وأعتقد أنّه ورغم كل ذلك، ما زالت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تدخل في حزم جديدة من الأزمات، لا حزم حلول لمتاهاتها العميقة في العالم، وخلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز التسع سنوات، عزّز مجلس الأمن القومي الأمريكي استراتيجية الاحتواء، لجهة إضافة عنصر الاستباق، ولم تعد الإدارة الأمريكية تنتظر نشوء المخاطر والتهديدات، ثم الشروع في احتوائها وفقاً لاعتبارات الأمر الواقع، وبدلاً عن ذلك فقد دفعت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي باتجاه، مفهوم تعبئة القوى والموارد السياسية والاقتصادية والعسكرية الأمريكية، وتجاوز منظومة القيم الدولية القائمة على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والعمل بشكل استباقي لجهة التعامل بشتى الوسائل والأساليب العسكرية وغير العسكرية، مع كل ما تعتقد الإدارة الأمريكية بأنه يشكل خطراً يهدد المصالح الأمريكية.
انّ الولايات المتحدة الأمريكية ورغم ما عانته وتعانيه من أزمات سياسية واقتصادية وعسكرية، وقد لا تظهر للشخص العادي غير المتابع لمفاصل تطورات النسق السياسي الأمريكي، الاّ أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وبغض النظر، ان كانت الادارة التي تسيّر أعمال وتفاعلات النسق الأمريكي(ديمقراطية أو جمهورية)قد بدأت الشروع في تنفيذ مخطط السيطرة على العالم عبر زومبيات العالم السفلي ومن جديد، وبنسخ مستحدثة، انّها حروب الدم، غير مهتمة بفكرة التعددية التشاركية في قيادة العالم، والحفاظ على التوازنات الأممية.
هذا وقد تضمنت مسألة السيطرة، على خطوات عملياتية تراوحت، من نشر القدرات العسكرية الأمريكية في سائر أنحاء العالم، رغم أزمة سقف الديون الأمريكية، إضافةً إلى اعتبار خارطة العالم، بأنها تمثل المسرح العسكري، الذي يتوجب أن يتم تجهيز القوات الأمريكية، على أساس اعتبارات احتمالات خوض الحرب في أي مكان منه وأي زمان، واستناداً إلى هذا المفهوم، قسّم البنتاغون العالم إلى مناطق عسكرية، بحيث أصبحت كل منطقة إقليمية تقع ضمن نطاق إحدى القيادات العسكرية الأمريكية.
وتبع الخطوة السابقة مسألة أمركة الاقتصاد العالمي، وذلك عن طريق استخدام المؤسسات الاقتصادية الدولية الثلاثة الرئيسية: البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، في القيام بإدماج الاقتصادات العالمية، ضمن إطار نفوذ الاقتصاد الأمريكي، على النحو الذي يتيح للاقتصاد الأمريكي، وضعاً استثنائياً ومزايا اقتصادية دولية استثنائية، تعزز القدرة على نقل التضخم والبطالة وانخفاض معدلات النمو وغيرها، من المؤشرات الاقتصادية الكلية السلبية، إلى الاقتصادات الأخرى – بفعل مفاعيل المواجهة الروسية الأطلسية الحالية، وبعبارة أوضح: أن يدفع الآخرون خسائر الاقتصاد الأمريكي.
كما عملت وتعمل واشنطن على إعادة توجيه المجتمع الدولي، عبر الدفع باتجاه توظيف مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية، في عملية إعادة ضبط وتقويم منظومة القيم الدولية، بما يتيح للإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي ممارسة النفوذ على الكيانات الدولية، كما لو أنها كيانات خاضعة لسلطة السيادة الأمريكية – انّها الغطرسة الأمريكية والوقاحة السياسية.
وصحيح أنّه بعد الحرب الجورجية الروسية في عام 2008 م، لم تحدث المواجهة العسكرية الروسية – الأمريكية غير المباشرة، الاّ الان عبر أوكرانيا، حيث تخوض كييف حرباً بالوكالة عن أمريكا، ولكن حدثت مواجهة البروكسي بين روسيا وجورجيا، والأخيرة خاضت حرباً بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كشفت التسريبات والحقائق أن العملية العسكرية التي نفذتها تبليسي، قد تم الترتيب لها بواسطة الإدارة الأمريكية، ومباركة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ونائبه الرئيس الحالي جو بايدن.
فمن سورية وحدثها، الى أوكرانيا ومسألتها، وهي نتاج وفعل الأولى – الحدث السوري، بجانب ما حدث في جورجيا عام 2008 م، فانّ تحليل الوقائع والأحداث وتداعياتها، يشير بوضوح إلى أن عملية إعادة اصطفاف عسكري – أمني دولي ستحدث، وسيكون من أبرز تداعياتها صياغة معادلة جديدة لنظام(الأمن العسكري – الأمني الدولي والإقليمي)ومن أبرز الملامح المتوقعة يمكن الإشارة إلى الآتي: تعديل نظام توازن القوى داخل مجلس الأمن الدولي على النحو الذي ستقف فيه روسيا والصين، في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ستجد الدعم الواضح من بريطانيا، مع احتمالات أن تعود فرنسا إلى موقفها الاستقلالي السابق داخل مجلس الأمن الدولي، مكان وقيمة(فرنسا)ما يمكن أن نسميه القوة الثالثة الدولية داخل المجلس، وذلك بما يتيح للفرنسيين المزيد من هامش حرية الحركة والمناورة داخل المجلس، وذلك نكايةً بألمانيا، وهو أمر سيؤدي حدوثه إلى إنهاء التحالف الفرنسي – الأمريكي في مجلس الأمن، والذي سبق أن أسفر عن صدور الكثير من القرارات الجائرة، وعلى وجه الخصوص، تلك القرارات المتعلقة بالأزمة الليبية والسورية، وأزمة مالي وبوركينا فاسو، والان النيجر والغابون، وجلّ الساحل الأفريقي، والأزمة اللبنانية وأزمة السودان ودارفور، وبلا شك الازمة الأوكرانية وغيرها.
فألمانيا أقوى الاقتصاديات الأوروبية حتّى اللحظة، وتعرضت لانكماشات اقتصادية ومالية بنسب وازنة، أواخر العام الماضي 2022 م، بفعل الحرب في أوكرانيا، والهدف الان هو كيف يتم اضعاف ألمانيا اقتصاديّاً؟ فجاءت المسألة الأوكرانية كفرصة ذهبية للزج بألمانيا بتفاصيل الحدث الأوكراني، لضمان تغطية اقتصادية كبيرة تضعفه، ولإعادة توجيهه من جديد نحو موسكو، والأخيرة وعبر مجتمع مخابراتها الاقتصادية والمالية، وضعت كافة ما لديها من معلومات وأوراق ورؤى، على طاولة مجتمع المخابرات الألماني، وباللغة الألمانية التي يتقنها الرئيس فلادمير بوتين، لعلّ وعسى أن تفوق المانيا، ولكن يبدو أنّها: ابتلعت الطعم الأمريكي بنهم كبير.
أيضاً كما سعت وتسعى أمريكا لتعديل بنود وأجندة العلاقات عبر الأطلنطي، فخلال فترة الحرب الباردة، كانت واشنطن تقوم بدور الحامي والمدافع عن أوروبا في وجه الخطر الشيوعي – السوفيتي – النووي، وبعد انتهاء الحرب الباردة، ظلت أمريكا تقوم بدور الشريك العسكري – الأمني المدافع عن استقرار أمن أوروبا، والذي أكد ذلك عملياً بتدخله في أزمة البلقان، إضافةً إلى دور الزعيم العالمي المكلف بنشر وحماية القيم الديمقراطية الليبرالية الغربية.
ولكن بعد حرب جورجيا – روسيّا عام 2008م، وبعد الخديعة الغربية لموسكو في ليبيا والتي تعيش مرحلة اللاّدولة، وبعد الحرب الكونية على سورية وما زالت تستعر، وبعد تجليات الحدث الأوكراني وعقابيله، عبر ضم القرم لروسيّا عبر استفتاء شعبوي نزيه وعميق أذهل الغرب، وكذلك ضم الأقاليم الأربعة، حيث تمر الذكرى الأولى هذه الأيام، لعمليات الضم تلك، وبالرغم من التوافق الأمريكي الأوروبي حتّى اللحظة ازاء كييف وحدثها، بعد بدء الحرب الروسية الأطلسية على الجغرافيا الأوكرانية.
والسؤال المطروح الآن وبتجرد: هل سيصمد جدار التفاهم الأوروبي الأمريكي هذا، والذي اتخذ خطوات عملية لأطول فترة ممكنة؟ وهل ستدخل العلاقات عبر الأطلنطي، في مواجهة عاصفة الخلافات الأمريكية – الأوروبية لاحقاً، لجهة رغبة بعض الأطراف الأوروبية الرئيسية مثل فرنسا وألمانيا الوقوف موقف الحياد إزاء ما يجري على خطوط العلاقات الروسية – الأمريكية، ورغبة العديد من الأطراف الأوروبية، عدم الاستجابة لطلب الولايات المتحدة المتعلق بملف توسيع حلف الناتو شرقاً، وضم جورجيا وأوكرانيا إلى عضويته، إضافة إلى عدم رغبة الأوروبيين في الاستجابة للطلب الأمريكي، المتعلق بتوسيع الاتحاد الأوروبي شرقاً؟ وهل ستنتقل أوروبا من مرحلة الهجوم، الى مرحلة الحياد لاحقاً ازاء ما يجري، بالرغم من توقيع الاتحاد الأوروبي لاتفاق الشراكة مع قادة أوكرانيا الجدد( الانقلابيون ثم من حلّ مكانهم عبر الانتخابات لاحقاً)وهو الشق السياسي حتّى اللحظة كما أعلنوا هم بذلك؟. وهل تستطيع أوروبا ابتلاع أوكرانيا اقتصاديّاً؟ ألا تشكل أوكرانيا باقتصادها المتهالك والمنهار: قنبلة هيدروجينية في الحضن الأوروبي؟.
في المعلن وغير المعلن: أنّ الروس أفشلوا ودمروا أكثر من 16 مختبر بيولوجي جرثومي عسكري، لصناعة الأمراض الجرثومية ضمن الخطط والبرامج الأمريكية العسكرية في الداخل الأوكراني، والتي هي بتأسيس وتمويل أمريكي، عبر السي أي ايه واستخبارات البنتاغون، وهي مختبرات عسكرية وليست طبية صحية، حيث بدأ هذا البرنامج العسكري الجرثومي الأمريكي منذ عام 2014 م، وكانوا الروس على علم به، ويستعدون له بالخفاء بفعل وفعل مضاد معاكس.
الموظفون الأوكرانيون في المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا، وضعوا ما لديهم من معلومات منذ سنوات، على طاولة المخابرات الروسية والعلماء الروس المختصين بعلم الجراثيم، بما فيها التجارب التي أجرتها واشنطن على فايروس كورونا، على البشر والحيوان والنباتات، وكذلك محفزّات المعلومات البيولوجية الجرثومية، حول ما كانت تعده أمريكا لنقل الأمراض المميتة المخزّنة، التي يصار الى انتاج فايروساتها في المختبرات، ونقلها عبر الطيور المهاجرة بين الفدرالية الروسية وأوكرانيا وعبر الخفافيش القاتلة الناقلة لأسلحة بيولوجية، من الجمرة الخبيثة الى أنفلونزا الطيور، الى حمّى الخنازير وغيرها من الأمراض المكتشفة حديثاً، وعلى رأسها أمراض السرطانات المختلفة، وجميع الأبحاث والدراسات الأمريكية عالية الخطورة، كما كشفوا عن تلك المختبرات البيولوجية التي أنشئت على الحدود مع ايران والصين والباكستان، وعن العلماء الأوكرانيين الذين يعملون بها.
وجلّ الهدف العسكري البيولوجي الجرثومي من هذه المختبرات، هو الى خلق وتخليق آليات انتشار سرية بسيطة لأمراض قاتلة، وتم العثور على أدلة لتمويل البنتاغون لهذه المختبرات المنتشرة، في لفوف وكييف وخاركوف وأوديسا، وغيرها من البلدات والمدن الأوكرانية، بما فيها الحدود مع دول الجوار الأوروبي مجتمعةً.
انّ ميكانيزميات هندسة الدور البولندي في الحدث الأوكراني الحالي، من قبل مفاصل الحكم الأمريكي العميق والمخفي، ضمن ثنايا ومسارات جنين الحكومة الأممية، هو ذات مفاعيل وتفاعلات الدور التركي في الحدث السوري وما زال، وأمريكا تخوض حروبها “أونلاين” عن بعد، عبر شعوب حلفائها، ولقد كان حظر و \ أو القيود على النفط والغاز الروسي، من قبل الناطق الرسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي، الرئيس جو بايدن وادارته، هو المسمار الأول في نعش الاتحاد الاوروبي.
وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وبإسناد من القوّات الخاصة في البنتاغون آواخر عام 2021 م كما تقول المعلومات، وبعد أن أفرجت من سجونها وسجون عملائها الأكراد – قوّات قسد في الشمال السوري المحتل وشرق نهر الفرات المحتل، عن دواعش وارهابيين من جنسيات روسية والدول المستقلة، قامت وذهبت بهم الى التنف السوري المحتل حيث قواعدها ودربتهم تدريب احترافي، ثم يتم استخدامهم الان، في الدونباس بعد ادخالهم، لهذه الوحدات الداعشية المدربة تدريب جيد، عبر الحدود مع أوكرانيا من بولندا ورومانيا، وستكون كل الوحدات الأجنبية، التي تدخل من دول الجوار الأوكراني، أهدافاً روسيةً مشروعةً، والعمل جاري على قدم وساق ومستمر لتحقيق ذلك وشطبها.
والان لعبة نقل المقاتلين الأجانب الى أوكرانيا كساحة حرب ضروس ضد الفدرالية الروسية، صارت باتجاهين متقابلين، بعد اعلان موسكو قبول المتطوعين الى جانبها، والرئيس الأوكراني زيلنيسكي يستنكر هذا القبول الروسي بوقاحة عزّ نظيرها، متناسياً أنّه أول من قبل وعمل ودعا الى ذلك وبدأ اللعبة، بتشجيع من أمريكا والغرب، وبلا شك سيكون الشرق الأوسط الخزّان البشري الرئيسي لمفاعيل وتفاعلات هذه اللعبة في الداخل الأوكراني، حيث مجاميع ارهابية ستكون على الحدود مع جلّ أوروبا القارة العجوز، المتصابية بالعلاقة مع الناتو واليانكي الأمريكي، وشرقنا الأوسط دائما وأبدأ مع كلّ أسف وحزن، خزّان بشري وحطب وقود لحروب الأمريكان والغرب، من زمن الحرب في أفغانستان وصولاً لأوكرانيا.
هذا وقد برزت كاستراتيجية وعنوان، مسألة قضية المتطوعين الأجانب والوحدات الداعشية الأخرى، وجلب مقاتلين من مناطق مختلفة من العالم للقتال في أوكرانيا، وباتت محل قبول وتشجيع من قبل طرفي المواجهة الروسيّة مع الأطلسي في أوكرانيا، وهذا مؤشر حقيقي، الى تحول الحرب في أوكرانيا الى مزيد من التعقيد، وساحة نزاع وحرب طويلة الأجل، ومتعددة الأوجه، كل أوروبا ستكون المتضرر الأول منها، وسيصار الى شطبها وشطب ساحاتها وشعوبها خدمة لليانكي الأمريكي، والذي ينظر اليها كعمق اقتصادي منافس عميق له، مع ما يحمله هذا التحول من مخاطر انتشار تأثيرات المخاطر والصراع خارج الحدود، ومن الدول التي يأتي منها المقاتلين الأجانب والوحدات الداعشية ومجاميع الارهاب، وحيث يصبح المقاتلون مشكلة بحد ذاتها في محاولات انهاء النزاع.
وفي الوقت الذي يشتكي فيه الرئيس الأوكراني فولديمير زيلنسكي، من اعلان روسيّا الموافقة على قبول متطوعين أجانب للقتال في صفها كمرتزقة في بلاده، نسي أو تناسى هذا الزيلنسكي، أنّه هو من بدأ هذه اللعبة الخطرة في الداخل الأوكراني، في إعلانه أول أيام الحرب في شباط الماضي وبوقاحة، عن قبوله تشكيل فيلق دولي، من متطوعين أجانب للقتال في صفه ضد القوّات الروسية، وأطلق دعوة علنية لمن يود القتال من أنحاء العالم ضد روسيّا في أوكرانيا، ليس هذا فحسب: بل دعمت الولايات المتحدة ودول أوروبية هذا الاتجاه، وهذه الدعوة، وخاصةً بريطانيا الخارجة من الاتحاد الأوروبي، بعد أن أدّت دورها كحصان طروادة لليانكي الأمريكي فيه.
وأعلنت بريطانيا والدنمارك أنهما ستجيزان للمتطوعين من بلادهما الانضمام إلى (فيلق دولي)للقتال الى جانب الجيش الأوكراني ضد الجيش الروسي، وبدأت سفارات كييف بعدد من عواصم العالم، في استقبال طلبات الراغبين بالتطوع لغرض القتال بشكل علني وحماسه منقطعة النظير، ووفق تلك الحقائق المعروفة والمعلنة يكون الرئيس زيلنسكي وحلفاؤه الغربيين وأمريكا، هم من أدخلوا الحرب في أوكرانيا أولاً بلعبة جلب المقاتلين الأجانب والوحدات الداعشية الارهابية، وفي الوقت عينه، يعتبرون هؤلاء، اعلان موسكو دعوة مقاتلين في صفها عملا خطيراً – فأي وقاحة وصفاقة سياسية هذه؟. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال: إنّه يريد السماح للمتطوعين بالقتال إلى جانب القوّات الشعبية في الجمهوريتين في منطقة دونباس(إقليما لوهانسك ودونيتسك)ضد القوّات الأوكرانية، مضيفاً خلال ترأسه المستمر، لاجتماعات لمجلس الأمن القومي الروسي: نحن نرى كيف يتوجه المرتزقة من مختلف مناطق العالم للقتال في أوكرانيا بشكل علني.
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو قال: بأنّ هناك 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع القوات الشعبية في الدونباس المدعومين من موسكو، والذين يسيطرون على مساحات واسعة في منطقتي لوهانسك ودونيتسك.
وأراد الكرملين من خلال الدخول المماثل في لعبة جلب المقاتلين الأجانب، الى وضع الدول التي بدأت اللعبة لأهداف بعيدة الأمد، تتمثل في جعل أوكرانيا أفغانستان ثانية، وتدفيع الجيش الروسي الثمن بعملية استنزاف مستمرة، أرادت روسيّا فعل ذات الشيء بوضع المقاتلين الأجانب المعادين للغرب على حدود أوروبا، وافشال أهداف نشر هذا النوع من المقاتلين التابعين للناتو في أوكرانيا، واحباط خطة الناتو، في تطبيق السيناريو الذي تعرضت له القوّات الأمريكية في العراق بعد غزوه عام ٢٠٠٣م، حينها دخلوا بغداد، ولكن وقعوا في مستنقع المقاومة العراقية الذي استنزف وجودهم، واضطرهم الى المغادرة في نهاية المطاف محملين بخسائر مادية وبشرية فادحة.
كتائب أممية: ثمة تطورات مستجدة عميقة في حرب الدفاع الروسية ضد الثورة المضادة والملونة في أوكرانيا أهمها: أنّ الحرب تتجه لما يشبه الحرب الأهلية الاسبانية، بين القوى الاشتراكية الأممية، وبين الفاشية بزعامة الجنرال فرانكو، فمقابل تحشيد الرهابين عبر أوروبا ضد التحالف الروسي، أعلن الرئيس بوتين الاستعداد والموافقة لاستقبال مقاتلين من الشرق الأوسط، الى جانب القوّات الروسية، والقوّات الشعبية في الدونباس، وهذا من شأنه أن يقود الى خلق كتائب أممية في الحرب الروسية الأطلسية.
ويدور اليوم تعبئة عامة لجيشين ضد روسيّا في البلدان التابعة له، وجيش الارهاب: ابرت IPRT – وهذا اختصار لجيش معولم من قوى الدين السياسي والإرهابيين:
International politicized Religious Terrorists – IPRT
وهذا الجيش يتسلل الى داخل أوكرانيا ضد روسيّا، وهذا الجيش من أتباع الابراهيمية، مجاهدي ومجاهدات النكاح والمثليين والمافيا، ومحترفي القتل من سلالة الأوروبيين الذين استوطنوا أمريكا واغتصبوا معظم الكوكب، وتعلن أمريكا جهاراً نهاراً، أنّ هناك مائة وخمسون ألفاً متطوعاً، لقتال روسيّا في أوكرانيا منIPRT، والسؤال لديك أو لديها: فما علاقة هذا بجهاد النكاح؟ والجواب على ذلك: أنّ الغرب الرأسمالي لن يسمح باقتلاع النازية والصهيونية بالمطلق، وسيجنّد لهدفه كلّ شيء، بما في ذلك حتّى المثليين الجنسيين السفلة(الطنطات)الذين جنّدهم و\أو تطوعوا في سوريا.
القادة العرب تحت منع التجول – مختلف حكّام العالم الكبار والحقيقين في حراك دائم – روسيّا تواجه الغرب بأكمله، عملاء الغرب لا يناموا يركضون من علاقة لعلاقة – فنزويلا ترفض خيانة موسكو- موسكو والصين تحرك اصبعتهما الوسطى في مؤخرة الامبريالية بهدوء مخيف، الهند تنأى وترفض الانضمام ضد روسيّا، بالرغم من بدء تموضعها ضمن المحور الأمريكي من جديد! فهل تكمل أم تتراجع؟.
رئيس وزراء الباكستاني السابق عمران خان، يهين كلّ دبلوماسي الغرب فتم اسقاطه، وتم وضع الدمية بهروز شريف، الدمية الأمريكية السعودية، الذين كما يبدو هؤلاء الدبلوماسيين، لا يزالون ضمن عقل الهيمنة العتيقة، جلّ حكّامنا في صمت القبور، الاّ من رحم ربي، ولا كلمة ولا نفس ولا همس، وبالطبع أصغر من محاولة الوساطة الاّ من رحم ربي، أصحاب الذهب الأسود يحققون مزيداً من الأرباح، بكل الكسل الصحراوي الممكن، ولكن ترى اذا ما توقفت سلاسل التوريد، ماذا سيفعلون في ذهبهم الأسود؟ ولبنان الرسمي يكتب موقفه ضد روسيّا، بإملاء السفيرة الأمريكية، وهي تقضي حاجتها.
انّ لعبة نقل المقاتلين الأجانب الى بؤر الصراع، لعبة دولية مستمرة رغم مخاطرها على الدول والمجتمعات، خاصة الدول العربية والإسلامية ومناطق الشرق الأوسط الخزّان الرئيس للمقاتلين العابرين للحدود.
فمن زمن الوجود السوفييتي في أفغانستان، مروراً باحتلال العراق وما زال، الى قرار تدمير سورية واسقاط النظام فيها، الى النزاع في ليبيا وتحويلها الى دولة فاشلة، وصولاً الى ناغورني كرباخ، فأي مالات لهذه السياسية الدولية الخاطئة في أوكرانيا اليوم.
انّ التطورات الميدانية المتسارعة، على ريتم زمجرة الجيش العربي السوري وانجازاته العسكرية المركّبة، والقوّات الرديفة والحليفة، أصابت جلّ المحور الخصم للدولة الوطنية السورية، بتلبك معوي عميق، تبعه اسهال سياسي حاد، استوجب من الجميع، استخدام لمناديل ورقية من نوع ذو الأجنحة وسكر بنات، لإزالة كل القذارة المتراكمة، على مؤخرة هذا المحور الخصم، كعوالق وطفيليات، أرادت دعماً لمشروعها في الداخل السوري المستهدف.
وهناك بون شاسع بين الممكن والمتاح، وهو المسؤول عن تموضع الشكل والجوهر الذي ينتهي اليه مسرح العمليات، حيث تضيق الخيارات كل الخيارات، وزمن المتاح بدأ يتلاشى قبل الكارثة القادمة التي ستمزّق المنطقة، حيث العرب ما زالوا يمارسون استراتيجية اللهاث وراء ايران، والأخيرة توظف وتستثمر في الأيديولوجيا لأحداث اختراقات جيو – استراتيجية تخدم مصالحها، في حين أنّ العرب الأيديولوجيا عندهم تستخدم لحماية الأنظمة، حتّى ولو قادت الى تفتيت المجتمعات أو حتّى الغائها.
واذا كانت وما زالت منظمة الخوذ البيضاء نموذج مثالي وحيّ، لازدواجية السياسات الأمريكية ذات المولات التجارية، بعروضها وأسعارها المختلفة، فانّ ادلب أيضاً رئة وخزّان العالم ارهابيّاً، ومغناطيسه الجاذب للإرهاب المعولم.
انّ موضوعة الازدواجية في السياسات، والتي عادةً يمكن فهمها بلغة السياسة، الافتراق بين الفكر والممارسة، أو بلغة الابداع، الانفصال بين الفكر والواقع، فانّ الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة التي هي الجزء الأساس في العدوان المعولم على سورية وفي سورية وما زالت، والأمم المتحدة التي دمّرت العراق وليبيا واليمن، والأمم المتحدة عفواً المرتشية من بعض العرب، والأمم المتحدة التي خلقت الكيان الصهيوني وسلّحته نوويّاً، أما آن الأوان للتخلص من فيروسات التروتسك العربي المتصهين وغير العربي الصهيوني الآخر؟.
نعم وهو الذي أسّس لدولة مع الصهيونية، حيث يجري التثقيف على قدم وساق لمسارات الدمج المختلفة، اذاً ثمة ماركسيّة ثقافوية في اطارات التصهين البعض العربي المزمن بشكل حاد.
نواة الجيوش الأمريكية وأركان كوادرها وقياداتها، ما زالت تعتبر أنّ مجموعات القاعدة ومجتمعات الدواعش والمجاميع الإرهابية الأخرى، وفرق ما تسمى بالخوذ البيضاء القاعديّة الإرهابية، والتي هي(أي الخوذ البيضاء)تعبير حقيقي وحي على ازدواجية السياسات الامريكية، والتي أسّستها المخابرات البريطانية الخارجية عبر أحد ضبّاطها، وصرفت عليها المال الكثير لغايات التدريب والاعداد، خياراً قابلاً للتحالف مع واشنطن وحلفائها بشكل مستمر، لتوجيه ضربات لاحقة وحالية لسوريا، مع بدء مسارات معركة تحرير ادلب من الإرهاب المعولم، لضرب أركان الجيش العربي السوري والبنى التحتية الاستراتيجية له، بعد الاعداد لفبركات لمسرحيات كيميائية في ادلب ولصقها بدمشق كذباً وزوراً وبهتاناً، لتبرير لعمليات عسكرية جديدة.
وترافق هذا كلّه مع تصريحات لبعض المسؤولين الامريكان أنّه: اذا استخدم السلاح الكيميائي في ادلب، أو ثبت استخدامه سابقاً، فانّ المجتمع الدولي سوف يرد(يقصد بالمجتمع الدولي: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وباقي الجوقة وكلابها)، خاصةً وأن عناصر ما تسمى بالخوذ البيضاء التي تم تهريب جزء منها من الجنوب السوري الى الأردن سابقاً، نقلت الى ادلب في الشمال السوري، والتقوا مع ذات العناصر الذين تم تهريبهم الى الكيان الصهيوني، ثم نقلوا الى ادلب عبر طائرات أمريكية حربية خاصة، ويتم الآن الأعداد لمسرحيات الفبركة عبر غرفة عمليات استخباراتية بريطانية فرنسية أمريكية إسرائيلية بدعم واضح من ملياردير اليهودي شيلدون اديلسون، وبدفع هندسي من الموساد والمسيحيين الإنجيلين في الداخل الأمريكي وكوادرهم، وتنفيذها عبر الأداة الإرهابية في الميدان الادلبي المسماة، بمنظمة الخوذ البيضاء – تنظيم القاعدة نفسه، بالتعاون مع ما تسمى بهيئة تحرير الشام الإرهابية، من خلال الإرهابي حسين الشرع المعروف بالجولاني وباقي الأفاعي الإرهابية الإفرنجية، من عناصر الحزب الإسلامي التركستاني الإيجور والذين تم اسكانهم في قرية الزنبقي وغيرها، حيث تم تسليمهم عبوات عديدة من غاز الكلور وغيره للقيام بالعمل الاستفزازي(المخابرات الصينية واستخبارات الجيش الصيني في حالة طوارئ واجتماعات مستمرة مع السوريين والروس والأتراك في الداخل السوري).
والغريب هنا أنّ القطاع الخاص البريطاني والقطاع الخاص الفرنسي، متورطان في هذا العمل الاستفزازي الإرهابي المفبرك، والذي هو جزء من حرب هجينه على سورية والمنطقة، وسيصار الى الكشف عن أسماء الشركات المشاركة لاحقاً، والكميات التي وردّتها الى الداخل السوري الشمالي الادلبي، ومؤشرات صحة كل ما ذكر، وهو ما كشفته المخابرات والاستخبارات الروسية، تكمن في تحشيد قوّات عسكرية أمريكية، وقطعات عسكرية من حاملة طائرات وغيرها، وتحرك المدمرة الأمريكية يو اس اس سوليفان الى منطقة الخليج، محمّلة بستة وخمسين صاروخاً، وتحديداً الى القاعدة الأمريكية السرطانية العيديد في دولة قطر، حيث الهدف واضح من كل ذلك، متموضعاً في تفاقم الوضع في المنطقة، وعرقلة عملية السلام في الداخل السوري لعرقلة عملية اعادة الأعمار، وتشويه صورة الرئيس بشار الأسد، مع تصميمهم على ازاحة الرئيس الأسد عن الحكم، وكتابة دستور سوري مشابه لدستور 24 أذار في لبنان، من هنا نلحظ دعوات متكررة للمبعوث الاممي لسورية، الى كل من روسيا وتركيا وايران وسورية، للمشاركة في اجتماعات تعقد في جنيف، لغايات عمل اللجنة الدستورية.
في المعلومات، أنّ هناك وفد عسكري ومخابراتي تركي يزور موسكو الان، بشكل غير معلن وبطلب تركي صرف، لغايات التفاعل، ووضع الملاحظات في التعامل مع تداعيات وعقابيل العملية العسكرية في ادلب، والتي قد تقود الى مواجهات مع الجيش السوري، او كادت ان تقود مؤخراً قبل أسبوعين – وثمة وفد عسكري واستخباري أيضاً في روسيّا، والروس وسورية وايران، يريدون النتائج على أرض الميدان في الشمال السوري في ادلب تحديداً، وليس على الهواء وعبر تصريحات هنا وهناك للترك، يريدون تظهيراً لنتائج اجتماعات الوفد السياسي والعسكري والمخابراتي التركي في موسكو، على أرض الميدان السوري، وكيف سوف تتصرف تركيا الان مع بدء العمليات العسكرية لتحرير ادلب من الإرهاب المعولم، وبعيداً عن لغة التهديد الأمريكي الجديدة القديمة، مع ارسال مدمراتها وقاذفاتها الى المنطقة، لتضفي شيئاً من الجديّة فيما تذهب اليه، ولدفع التركي لعدم التساوق والتماهي مع الروسي والايراني والسوري في معركة ادلب ونتائجها.
كما يصر البنتاغون ومجلس الأمن القومي الأمريكي، على العمل وبقوّة على ضرب هياكل روسيا والصين معاً، عبر الحروب الهجينة وغيرها من الحروب غير المتماثلة، كون الأخيرتين(موسكو وبكين)ذات خطر عميق بشكل جدي على الأمن القومي الأمريكي.
لذلك فانّ الاستهداف الروسي السوري المشترك للقاعدة ومشتقاتها، ومن مجتمعات الدواعش في الداخل السوري والعراقي، سوف يلحق بالغ الضرر بالمشروع الأمريكي للتحالف مع هذه الزومبيات الدينية لضرب هياكل الأمن والاستقرار في روسيّا والصين وايران وجلّ قارة أسيا.
تتصف عمليات مكافحة الإرهاب في الجمهورية العربية السورية ذات النطاق الزماني والمكاني بأهداف وغايات ذات طبيعة خاصة، عبر هندسة متتاليات التعاون السوري الروسي الإيراني، وتقاطعاً بالفعل والعمل مع حزب الله والمقاومات الشعبية، وجلّ السابق مدعوم الآن بإسناد صيني حقيقي كخط خلفي لم يظهر بعد للعامه بوضوح، مع بدء العمليات العسكرية لمعركة تحرير ادلب(بكين معنيه بالأغور في الداخل السوري، وبمجاميع الحزب الاسلامي التركستاني كصوفيي للسي أي ايه والأم أي سكس وللمخابرات التركية، كما هي روسيّا معنيه ببعض الشيشان وبعض الشركس من مواطنيها، كبرابرة جدد، وكصوفيي لتلك المجتمعات المخابراتية السالف ذكرها)، فهي ليست بحرب كلاسيكية ولكن ذو محتوى ومضمون مختلف وفريد من نوعه، ولم يظهر حتّى لا في الحرب العالمية الأولى ولا الثانية، ولا بالحرب على أفغانستان والعراق ولا في ليبيا أيضاً.
فالقوّات الحكومية السورية وحلفائها على الأرض، مسنودة من الروسي تعمل على دحر الإرهاب وتدمير وتخريب تشكيلات المتطرفين من مراكز وقواعد تدريب وعزل المناطق القتالية، ووقف تدفق المسلحين والأسلحة من الخارج(نلحظ عمليات للمخابرات الجوية السورية في داخل ادلب ونتائجها مبهرة، نموذج مصغّر من سلّة نماذج أخرى)، وفق عمليات تتصف بالدقة والنوعية لجهة الفعل والنتيجة.
إلاّ أنّ حركة القوّات الأمنية وعلى الأغلب الأعم والأدق، مقيدة بظروف صعبة وموضوعية، فهي تتصرف كما لو كانت مكتوفة الأيدي، حيث البرابرة الجدد صوفيو المخابرات الغربية والإقليمية، وصوفيو مخابرات الساحات الضعيفة والقويّة، سيدخلون في صراع مع الجيش العربي السوري ضمن الأبنية السكنية المأهولة، ويستخدمون المدنيين كدروع بشرية، والعمل على تخريب المؤسسات الحكومية، والاتصالات والبنوك والجسور وما الى ذلك.
فحماية المدنيين والبنى التحتية يمنعها(أي الدولة السورية)من استخدام الأسلحة الأكثر قوّة وفعالية في بعض المناطق، كمسار اجباري للدولة على تحويل جهد كبير في حماية الموارد المائية والسكنيه والأقتصادية والطرق من هجمات العناصر الأرهابية، ومناطق أخرى مفتوحه ويتواجد فيها البرابره الجدد صوفيو مجتمع المخابرات الأمريكي والمخابرات الغربية ومن تحالف معهم، يكون القصف فيها سجّاديّاً(قريباً سيكون الشمال السوري وعلى طول الحدود مع تركيا، القصف فيه سجّاديّاً من الجو مسنوداً من الروسي والسوري والطيران الصيني(قد تتمنّع الصين في البداية)والطيران الأيراني أيضاً)مع بدء عملية بريّة يقوم بها الجيش السوري وحلفائه، وبمشاركة تركية، لحسم وانهاء التنظيمات الأرهابية المسلّحة، والتي تم تليينها وتذويب نواتها عبر القصف الروسي منذ بدء فعله المؤثّر.
الحكومة السورية تحارب مجموعات مسلحة ذات تشكيلات وتنظيمات متعددة وأخطرها المنظمات الإرهابية التي تشكلت في دول الخليج ذوات اللحى وغيرها، كلّها موجودة الآن في ادلب، والتي يتمتع أعضاؤها بمهارات قتالية وتكتيكية اكتسبوها خلال تدريبهم في معسكرات خاصة، كما أنهم يتميزون بالانضباط وقدرتهم على التأثير في القضايا ذات الطابع الديني والعرقي، وكسب ثقة السكّان المحليين لتوريد الأسلحة والمقاتلين والمؤن، وفئة أخرى أقل تنظيماً ومعنوية قتالية، يعتمدون التعصب الطائفي والقتل والنهب والسرقة والارهاب الوحشي، عبر حبوب الكبتاغون كوقود للبرابرة والخوارج الجدد، على حد وصف الملك الاردني عبدالله الثاني لهم، ذات نشاط في مساء ولقاء.
فصوفيوا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(البرابرة الجدد)يهدّدون روسيّا والصين وايران، وضرب هياكل الأمن القومي في هذه الدول وجلّ أسيا ضمن استراتيجية الأستدارة بعد الأفراغ من السيناريو السوري، والأخير يهدد الأمن القومي الروسي من قبل البرابرة الجدد صوفيو المخابرات الدولية وعلى رأسها الأمريكية، فمن الواضح أن سورية هي حقل التجارب الجديد لتدمير مفهوم الدولة، وقد ظهرت نتائج هذه التكنولوجيا في(ليبيا والعراق واليمن ويوغوسلافيا)، وأنّ مصير كل من روسيّا وإيران والصين واليمن وحتى الاتحاد الأوربي، يتوقف على نجاح أو فشل هذه التجارب، فسورية أصبحت الخط الأمامي المتقدم الذي يسعى الكل للحفاظ عليه ولكن كل حسب مصالحه، روسيّا تحاول الحفاظ على سوريا كدولة، لأن الوجود الروسي العسكري في سورية وبالقاعدة العسكرية في طرطوس وحياة الآلاف الروس الذين يعيشون في سورية، والمصالح الاقتصادية والعسكرية على المحك، إن لم نقل مستقبل روسيّا نفسها على المحك وأمنها القومي.
لذا الروس دخلوا بقوّاتهم سورية بطلب من الدولة الوطنية السورية وتحت راية العلم الروسي، حتّى لا تقول أمريكا والناتو وثكنة المرتزقة اسرائيل أنّ هذا كاسر للتوازن العسكري في المنطقة، وهناك مبدأ هام في العلوم العسكرية تدركه موسكو والصين وايران يقول: اذا لم تتمكن من منع الحرب فعليك المبادرة الى شنّها، فعدم مبادرة روسيّا وايران والصين، الى شن الحرب على صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن تحالف معها، سوف يتيح للناتو استلام الزمام ونقل الحرب الى حدود روسيّا(المسألة الأوكرانية نموذج)والصين وايران وجلّ أسيا، وضرب هياكل الأمن القومي فيها – وهذا ما تم مع الفدرالية الروسية، حيث تم نقل الحرب عبر المواجهة الروسية الأطلسية اليها، ومع ايران عبر اثارة الداخل الإيراني مؤخراً.
في حين نرى واشنطن والعواصم الغربية، يدافعون عن مصالحهم عن طريق محاولة شطب سورية أو على الأقل كسر سورية لتكون دولة فاشلة للحفاظ على ثكنة المرتزقة اسرائيل وأمنها، من خلال التزييف الإعلامي والحرب الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وإضعاف الموارد البشرية والمادية، ناهيك عن الدعم العسكري المعلن لبرابرتها الجدد دواعش الماما الأمريكية، صوفيو المخابرات الدولية الذين يحاولون كسر الدولة السورية من خلال القتل والتفجيرات.
فحسب استراتيجية البلدربيرغ الأمريكي جنين الحكومة الأممية ورمزه الجمجمة والعظمتين، أنّه بعد سقوط سورية وإيران فإن احتمال الحرب في القوقاز وآسيا الوسطى كبير جداً، فالناس الذين يحملون النسخة المحرّفة من الإسلام سيكونون موجهين ضد روسيّا والصين وأوروبا أيضاً، لشطبها واعادة صياغتها والتفجيرات الأرهابية في داخل أوروبا حيث صارت مغناطيس جاذب للإرهاب على مدار ثلاثة عشر عاماً، وخاصة في باريس وبلجيكا، خطوة أولى على طريق ارهابي طويل سيضرب هياكل الأمن القومي الأوروبي، وفي أيدي هؤلاء الناس مخزونات ضخمة من الأهداف، فروسيّا والصين قد تكونان الحلقة الأضعف هنا ضمن استراتيجية البلدربيرغ الأمريكي، خاصةً وأن روسيّا الاتحادية تعاني من المشاكل ونقاط الضعف، والحل الوحيد لتفادي روسيّا من الوقوع في الهاوية، هو إنقاذ سورية من صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
فتصعيد الذرائع المتعلقة باشتراكات حزب الله اللبناني في الحدث الأحتجاجي العسكري في سورية، من قبل الطرف الثالث في جلّ المسألة السورية عبر محركها، الامريكي والصهيوني وباقي الجوقة من بعض عرب وبعض غرب، ومساندته العسكرية العميقة الآن للجيش العربي السوري، مع باقي القرارات الدولية السابقة بخصوص لبنان وأي قرار لاحق، سوف تشكل مجتمعة عناصر الملف الذي سوف تتم عملية بنائه لاستهداف لبنان، واستخدامات التطورات المتعلقة، بتصاعد العدوان أو التوصل الى سلام وتفاهمات بين أطراف العدوان وحركة انصار الله، كوسيلة لبناء ملف استهداف اليمن وتقسيمه من جديد عبر الأقاليم السته، وتجري حالياً فعاليات إدخال الجماعات والعناصر المسلحة إلى الداخل الجزائري، وعندما تنفجر الأوضاع سوف يتم استخدام ملف العنف السياسي كوسيلة لاستهدافها من قبل المحور الأمريكي الأسرائيلي البعض العربي، والأخير(البعض العربي المرتهن)سيصار الى استهدافه لاحقاً، كل ذلك من أجل تحقيق التفوق العسكري الأستراتيجي الأمريكي الغربي عبر الناتو لأستهدافات للنفوذ الروسي المتفاقم وعلى الأقل لأحتوائه، مع اتباع حملات بروباغندا عدائية ازاء موسكو، قد تتطور الى استراتيجيات أمريكية جديدة في غير مكان غير سورية بدءً من أوكرانيا – وفد بدأت منذ عام ونصف – وما بعدها.
ومن أجل أن تتحق هذه النتائج واشتقاق رؤى سياسية جديدة، ليصار الى اكتمالات عميقة للحياكة الأقليمية في المنطقة وقلب الشرق سورية، يتوقف نجاح كل ما ذكر على مدى قدرة المحور الأمريكي الأسرائيلي عبر أدواته من البعض العربي المرتهن، وقدرة حلف الناتو من القضاء على الثغرة الأستراتيجية(سورية ولبنان)في هذه المشروع المتجدد للشرق الأوسط، لذلك وفي المعلومات تتمركز سفن حلف الناتو الحربية وسفن أمريكية وفرنسية وأخرى على مواقع من سطح الماء باتجاه السواحل اللبنانية والسورية، وقد تظهر تصعيدات قادمة على طول الحدود الأردنية السورية وفق رؤية فرنسية بريطانية أمريكية قطرية مشتركة، وخاصةً مع عودة اثارة الفوضى في الجنوب السوري من جديد، لعرقلة استدامة فتح المعابر بين البلدين ودفع دمشق لتقديم تنازلات لها، مع التأكيد أنّ ما لم يؤخذ بالميدان لن ينالوه بالسياسة والأبتزاز، وعلى الحدود السورية التركية ان لم تتفق أنقرة مع موسكو وايران والصين وسورية في مسارات معركة ادلب، كل ذلك على أمل أن يتم حسم الحدث السوري باتجاه انهيار دمشق ثم القضاء على المقاومة اللبنانية، وضم سوريا ولبنان إلى حلقات حلف الناتو، ومن ثم يكون البحر الأبيض المتوسط قد أصبح بحيرة حصرية لحلف الناتو خالياً من الروس مثلاً، وهنا ستضعف الحلقة الأيرانية كخاصرة ضعيفة للفدرالية الروسية، بعد استهداف الحلقة السورية ككل وبالتالي القضاء على الثغرة السورية اللبنانية الأستراتيجية، والسؤال هنا: هل تسمح موسكو بحدوث تلك الحياكة الإقليمية للمنطقة؟!. ففي سايكس بيكو بنسخة 2018م و2019 م و2020 م و2021م و2022 م، والنسخة القادمة من السايكس والبيكو في 2023 م: العرب المرتهن وغير المرتهن أنفسهم من سيشرف على تقسيم حالهم، وتقسيم المقسّم أصلاً وتجزئة المجزّاء كذلك، وهذا سيكون نتاج ربيعاتهم والتي هي بالأساس مع كل أسف وحزن وبكاء ربيعات صهيونية في فكرتها ونتائجها بعد الشرارة التونسية، والأخيرة كانت خارج حسابات الفكر الصهيوني لجنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي.
انّ للثغرة السورية اللبنانية الأستراتيجية، تأثيرات عميقة لجل المنظومة العسكرية الدولية الجديدة، حيث الفدرالية الروسية تسعى الى التوازن مع تلك المنظومة الدولية العسكرية المستحدثة بفعل المسألة السورية، وعدم السماح للطرف الآخر بجعل البحر الأبيض المتوسط بحيرة أمريكية نيتويّة بامتياز.
فجغرافية الجمهورية العربية السورية تتموضع وتتمفصل في منطقة تقاطع القيادات العسكرية الأمريكية الإقليمية الأكثر حساسية، وهي: القيادة الأوروبية ـ القيادة الوسطى ـ القيادة الأفريقية، وجميع خطوط حلف الناتو وأيضاً الخطوط الأمريكية، تقوم على أساس اعتبارات أن الممر الاستراتيجي السوري، هو العامل الحاسم لجهة تحقيق التفوق العسكري الجيو ـ استراتيجي في كافة مسارح العمليات، في مناطق الشرق الأدنى وشرق المتوسط وشمال أفريقيا، والبحر الأحمر وصولاً إلى القرن الأفريقي حيث الدور الصهيوني المتصاعد فيه، إضافة إلى مناطق الجزيرة العربية والخليج، حيث يصار الى تسخين ساحات بعضها هذا الأوان وجعلها(سورية 2) لاحقاً، وآسيا الوسطى والبحر الأسود، ومناطق القوقاز الجنوبي والقوقاز الشمالي وصولاً لكل مناطق نفوذ المجال الحيوي الروسي، وهذا استهداف صارخ للآمن القومي الروسي.
لذلك تم عقد اجتماع طارىء وغير عادي برئاسة الرئيس بوتين لمجلس الأمن القومي الروسي – رغم تداعيات المواجهة الروسية الأطلسية عبر الجفرافيا الأوكرانية، وتم بحث كل تفاصيل المسألة السورية، وما لدى مجتمع المخابرات الروسي من معلومات مختلفة، لعودة فكرة خيارات عسكرية أمريكية وفرنسية وبريطانية وبعض عربية وتحديداً قطرية لدمشق وفي الجنوب السوري، وما يجري في درعا والقنيطرة والسويداء، عبر عناوين انسانية لمشاريع قرارات دولية أو خيارات عسكرية بحجة استخدام السلاح الكيميائي في ادلب( يجري تسيسها لتشويه الموقف الروسي والسوري من ما يجري في سورية)قد تتطور لاحقاً لأفعال حربية عبر حلف الناتو الحربي، حيث تدرك موسكو ومعها الصين أنّ أي قرار دولي بعنوان انساني، لأنشاء ممرات انسانية آمنة بالداخل السوري، يجب أن يرفض ويقاوم كونه يؤسس لاحقاً وعلى دفعات للتدخل العسكري الخارجي، عبر الطرف الثالث في الحدث السوري في أشكال مختلفة، كذلك أي تدخل عسكري بحجة مسرحيات الكيماوي وغيرها عبر الخوذ البيضاء وهيئة تحرير الشام والقطاع الخاص البريطاني والفرنسي في ادلب، يجب أن تقاوم بعنف، واسقاط الصواريخ المعادية والرد عليها وعبر حروب السيبرة الألكترونية وغيرها.
ومن هنا فإنّ عدم إدماج الممر الاستراتيجي السوري ضمن خارطة السيطرة العسكرية الجيو ـ استراتيجية الأمريكية ـ الغربية، سوف يخلق ثغرة ونافذة انكشاف بالغة الخطورة في كافة الحسابات المتعلقة بالتوازن الاستراتيجي العسكري العالمي، وذلك لأن الممر الاستراتيجي السوري، يتيح الوصول السريع إلى كافة المناطق الاستراتيجية المحيطة به، فانّ جلّ الضغوط المكثفة سوف تستمر رأسيّاً وأفقيّاً بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان حلف الناتو، وشركائهما الشرق أوسطيين والخليجيين، من أجل إنجاز سيناريو انهيار دمشق، مع تصعيدات ممكنة على طول الحدود السورية الأردنية، وفي الشمال السوري مع بدء معركة ادلب، وفي شرق نهر الفرات ازاء التنف، وعمليات سريّة مخابراتية تستهدف القيادة السياسية للنسق السياسي السوري وعلى رأسه الرئيس بشّار الأسد، بما سوف يؤدي بالضرورة إلى جعل الممر السوري متاحاً لحلف الناتو ومن يدور في فلكه، وفي هذا الخصوص تتحدث المعلومات بأن الممر السوري سوف لن يشمل أراضي الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية وحسب، وإنما سوف يشمل الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
لذا جاء الاتفاق العسكري المخابراتي الاقتصادي السوري الايراني الأخير، وزيارة الرئيس الأسد الى الصين، وجل التفاهمات والاتفاقيات على مسار خطوط العلاقات السورية الصينية، وبالتنسيق مع موسكو، كرد على كل ما يحاك ضد سورية والمنطقة، والبدء في تغيير قواعد الاشتباك مع الكيان الصهيوني، والتمهيد لمعركة الجولان السوري المحتل(موسكو قد تتحفظ على فتح جبهة الجولان السوري المحتل الان).
عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
[email protected]
منزل – عمّان : 5674111 خلوي: 0795615721
سما الروسان في 1 – 10 – 2023 م.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.