ها هم أُمَناء الأحزاب قادمون

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .……

 

قصة الأحزاب الأردنية تذكرني بقصة المرأة التي دائما تتكلم مع زوجها عن منزل جارتها بأنه غير نظيف ووسخ وأن القذارة دائما موجودة على شبابيك منزل جارتها ، وزوجها يصمت ولا يجادلها إلى أن فقعت مرارته منها وقال لها : أن القذارة والوساخة التي تشاهدها هي على زجاج منزل الجارة هي نتيجة قذارة زجاج منزلنا نحن .
وها هيا بعضا من الاحزاب الأردنية وأمنائها (ليست كلها) الذين قد كانوا وزراء في حكومات سابقة أو مسؤولين في الدولة ، هؤلاء الذين كانوا يملكون الحلول في كثير من المعالجات الإقتصادية ولكن نتيجة فشلهم قد ارتفعت عندنا نسب البطالة وتأثرت سلبا المنظومات الصحية والتعليمية ، ولكنهم ها هم الأن يعلنون من خلال ندواتهم ولقاءاتهم بأنهم وأحزابهم يمتلكون برامج سحرية يستطيعون من خلالها حلٌ كل هذه المشاكل التي يعاني منها الشعب الأردني ، لدرجة أن بعضا منهم نسوا وتناسوا أنهم كانوا في حكومات الدولة وزراء وقد وقعوا اتفاقيات الفساد مع الشركات الأجنبية ونسوا أيضا أن بعضا منهم عليهم قضايا جنائية قد تم حبسهم عليها وأخرون تسترت عليهم الدولة حتى لا تتشوه صوَر الوزارات أو المؤسسات التي كانوا يرأسونها .
لقد عاد هؤلاء الأُمناء إلى الساحة من خلال الأحزاب التي تشكلت وذلك بفضل داعمين مجهولين لها ولكن الشعب يعرفهم ، وعادوا أيضا وهم يهاجمون الحكومات والوزارات وينتقدون أداء الوزارات والشركات أو المؤسسات التي كانوا هم يرأسونها.

وهذه الحالة ذكرتني بقصة المرأة التي تعيب على منزل جارتها .

ولكن اين ذلك الزوج الذي يقول ويوضح للشعب بأنه لن يصلح العطار ما أفسده الدهر ، وأن بعضا من هؤلاء الأُمناء سوف يبيعون الأحزاب ويهجرونها بمجرد أن يٌعرَض عليهم مناصب حكومية بغض النظر عن مستواها ، هؤلاء الذين تعودوا على الشوفيرية والوقود والتصليح المجاني والسفرات الكاذبة ، هؤلاء الذين اشتروا لهم منازل خارج الوطن وفتحوا حسابات وارصدة مالية بأسماء زوجاتهم وأولادهم وعند اول حادثة بالوطن وسبهجرونه إلى غير رجعة .
البيت الأردني واضح ومكشوف ولا حاجة لنا لأن نٌعَرِف المُعَرَف ، فأرجوا أن ترجعوا إلى الصفحات القضائية لبعضا من هؤلاء الذي يتحدثون عن الولاء والإنتماء والنزاهة والأمانة وهم منها براء خاصة بعد أن يخرجوا من دوائر أصحاب المعالي والعطوفة التي كانوا يقبعون على كراسيها .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.