الرد الإيراني المشروع لماذا الهجمة الإعلامية عليها

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات ….

بعد قيام الجمهورية الإسلامية
الإيرانية بالرد المشروع على الجريمة الإرهابية الصهيونية بإستهداف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق وأستشهاد عدد من العسكرين الإيرانيين جراء ذلك الأستهداف، لاحظنا هجمة محمومة ومركزة خلال الأيام السابقة لتشويه العملية والسخرية منها والتقليل من نتائجها وأهميتها وتصوير ما حدث على أنه مسرحية وإتفاق مسبق إلى غير ذلك من الروايات المتهافتة،
فلماذا هذه الهجمة الإعلامية ..؟
ولماذا الأنشغال بالتشويه والسخرية والأنصراف عن تحليل العملية بموضوعية والنظر في أبعادها وآثارها وتداعياتها ..؟.
هل تريد إسرائيل وشركاؤها سلب إيران لذة الإنتصار ..؟.
أم تريد أن تخفف من وطأة الضربة نفسياً على مستوطنيها الذين أصابهم الهلع والرعب، وتهدئتهم خوفاً من هجرتهم المعاكسة ..؟.
قد يكون ما سبق بعضاً من الأسباب ألتي تفسر تلك الحملة الإعلامية.
فعادة تلجأ الدول ألتي تخوض صراعات إلى سياسة التكتم على الخسائر إلى مديات مختلفة عادة إلى ما بعد إنتهاء المعركة ثم تعترف بخسائرها المادية والبشرية، وقد مارس الكيان الصهيوني ذلك مراراً ولعل آخرها إعترافه بسقوط ضباط في بداية معركة الطوفان بعد تكتم إستمر لأشهر والمعركة لا تزال قائمة، كما
تقوم الدول بتوظيف وسائلها الإعلامية للتقليل من نتائج أي ضربة تتعرض لها لكي تحافظ على معنويات جيشها وتماسك جبهتها الداخلية والكيان الصهيوني لا يحتمل كلا الأمرين،
ولكن يبدو أن السبب الجوهري والذي يخشاه الصهاينة ويتخوفون من تأثيراته الإستراتيجية على مكانة الكيان في المنطقة وصورته النمطية ألتى أعتقد أنه رسمها في وعي شعوب المنطقة وعززها بموجة التطبيع المسماة ” إتفاقيات إبراهيم ” القائمة على فكرة تفوق الكيان الصهيوني وأنه سيكون منخرطاً مع الدول المطبعة في خندق مواجهة ” الخطر المشترك “.
والحقيقة أن ما تخشاه إسرائيل وأمريكا هو أن تصبح إيران رمزاً بطولياً يقتدى به ومصدراً لإلهام الشعوب المتطلعة لنصرة القضية الفلسطينية، ومحركة لرغبات الشعوب الكامنة لكسر شوكة الكيان الصهيوني واستعادة الكرامة العربية والإسلامية.
فما بنته إسرائيل خلال عقود جاء طوفان الأقصى ليهدمه على رأسها، وما أعتمدت عليه من إستراتيجيات قائمة على التفوق تبددت بعد ضربات الجيش اليمني الموجعة بصواريخ ومسيرات سواء على ميناء أم الرشراش ( إيلات ) أم في البحر الأحمر والمحيط، أما التقديرات المنتقصة بخصوص طبيعة الصراع مع إيران فقد تحطمت بعد الرد الإيراني الأخير.
من هنا يمكن فهم هذه الحملة ألتى تروج لها أقلام وقنوات عربية في المنطقة وألتى تسعى لتشويه إيران والتقليل من نتائج عمليتها وتصوير إسرائيل في صورة ” المنتصر دفاعياً ” لكي تظل إيران ” مشيطنة ” في وعي شعوب المنطقة ولا تتمكن من جني ثمرة العملية وظهورها في صورة المدافع عن الشعب الفلسطيني في زمن تخلى عنه الأقربون.
والتاريخ يحكي أنه بعد إنتصار حزب الله في عام 2006 أصبح السيد حسن نصر الله بطلاً قومياً وانتشرت صوره في كل أرجاء الوطن العربي بما فيها الأزهر الشريف، وتجاوز الجميع الخلافات المذهبية وهو ما أقلق الصهاينة ومشروعهم القائم على الفرقة المذهبية لذلك أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 500 مليون دولار على مدى عشر سنوات لتشويه الحزب وأمينه العام حتى أصبح شتم الحزب والسخرية بأمينه العام مصدراً للمال في لبنان والدول العربية.
وهذا ما تقوم به إسرائيل حالياً ولكن ما يؤسف أن يكون التمويل عربياً أيضاً.

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.