ستَتخطَّىَ إيران المصاب الجلل والمرحلة القادمة بغاية الخطورة وحَسَّاسة جداً
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات….
هل تنجح طهران بتجاوز قطوع الإنتخابات في ظل شَلَّالات من الأخبار الكاذبة والتكهنات …؟
مَن المستفيد من أي حرب أميركية إيرانية …؟ وما هيَ مخاطرها ونتائجها المؤكدة …؟
جُملَة من الأسئِلَة تطرح نفسها على الرأي العام الدولي عموماً والساحة العربية خصوصاً …؟ السؤال الأول مَن المستفيد من أي حرب إيرانية أميركية …؟
والسؤال الثاني ما هي الأهداف من وراء إشعال هذه الحرب …؟
وهل أميركا لها يَد أو مصلحة في إغتيال الرئيس الإيراني ووزير الخارجية وفي هذا الوقت بالذات …؟
في أكثر الأحيان تتقاطع مصالح الأعداء من دون أن يكون بينهما أي إتفاق مباشر أو غير مباشر، لكن الصُدَف تلعب دورها بذلك.
إسرائيل عموماً والمجرم النتن ياهو خصوصاً لهم مصلحة كبيرة جداً في إغراق وتوريط الولايات المتحدة الأميركية في حرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والأسباب جلِيَة وواضحة ولا يمكننا إستبعاد فرضية عمل إسرائيلي إستخباراتي أسقط الطائرة، وكما قال لي أحد المسؤولين الإيرانيين قبل العثور على حطام الطائرة أن كل الفرضيات مطروحة،
وأيضاً بعض دول الإقليم لها مصلحة في إشعال حرب بين طهران وواشنطن فقط من أجل إضعافها وتقليص دورها وضرب أجنحة المقاومة المؤيدَة لها وعلى رأسهم حزب الله اللبناني وحركة أنصار الله اليمنية.
روسيا أيضاً تتقاطع مصالحها مع مصلحة تل أبيب وبعض الدول العربية في حصول حرب بين إيران وأميركا لكي تنتقم من واشنطن وتورطها في حرب مشابهة للحرب الروسية الأوكرانية كرَد لها على ما تسببت به من حرب بين موسكو، وكييف أستنزفت البلدين بالمال والرجال كما كنا نراقب ونرى منذ سنوات، وخصوصاً أن إيران مَختلفة عن أوكرانيا بموقعها الجيوسياسي على ضفاف الخليج وقدراتها البشرية والعسكرية والمادية، وهي قارة بكل معنى الكلمة،
واشنطن تعرف جيداً أن إيران دولة قوية وقادرة ولديها إمكانيات والحرب معها ليست نزهة ومن الممكن أن تُشعِل المنطقة برُمتها وتؤثر بشكل مباشر على كافة الأنظمة العربية الحليفه لها وتهدد مستقبلها وإذا أشتعلت الحرب إيران لا تستسلم وحرب اليمن ماثلة امامنا وهي أكبر دليل مَن الذي قاتل وصمد وخرج منتصراً في النهاية.
من هنا أحببت أن أُوضح لمحبي واصدقاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن إستشهاد أو فقدان أي قائد أو أي فَرد مسؤول لا يمكن له أن يُعطِل أو يوقِف العمل المؤسساتي مهما كلَّف الأمر، لأن البلاد قائمة على تسلسل هرمي قانوني ودستوري مُعقَّد لا يمكن خرقه أَو إيجاد ثغرة ممكن أن ينفُذ الأعداء منها وأستغلال الظروف.
التحقيقات الإيرانية دقيقة وواسعه وتضع في حسبانها فرضية العمل التخريبي المقصود لكنها لا تَبني قراراتها على تسريبات صحفيه وأستخبارية ولا تلتفت للمحرضين.
فريق التحقيق الإيراني بما يمتلك من قدرات وخبرات وكفاءات ومهنية عالية سيخرج ومهما طآل في نهاية المطاف للناس بالخبر اليقين، حينها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبني على الشيء مقتضاه، والجميع يعرف أن إيران لا تهاب أحد وإذا ثبت أن عملاً تخريبياً خارجياً كان المسبب في سقوط الطائرة فإن إيران لا تصمت ولا تكتم ولا تخاف المواجهة، وكما صرح لي أحد الأصدقاء من داخل إيران وهو في موقع المسؤولية،
دعونا ننتظر وسنسمع ونرىَ،
والداخل الإيراني الذي جمعته المصيبة والمصاب الجلل سيبقى كما عَوَّدنا دائماً متضامناً بكافة قُواه السياسية والشعبية مع موقف الحكومة ولن يتخلى،
للحالمين بحرب إيرانية أميركية نقول طهران ليست مكسر عصا ولا تابع ولا أداة لكم ولأحلامكم، فإذا كانَ هناك فعل جريمة وتم تحديد الفاعل فأنها ستتحرك عسكرياً ضده من دون سابق إنذار، أياً يكُن الفاعل، وأن كان ما حصل حادث عرَضي فأن الأمور ستسير بهدوء، رحمة الله رحمة واسعة على أرواح الشهداء الطاهرة.
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات