في ذكرى النكسة.. تتجدد النكبة

شبكة الشرق الأوسط نيوز : في الذكرى الـ(57) لنكسة الخامس من حزيران 1967، تستمر حرب الإبادة على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لليوم الـ243 على التوالي، امتدادا للنكبة الكبرى عام 1948.

في استرجاع للتاريخ الدموي للعصابات الصهيونية وجيش الاحتلال النازي، تكاد المفارقة تختفي لشدة الإجرام، وحِدة وكثافة المجازر التي ترتكب يوميا في قطاع غزة، والتي فاقت الـ350 مجزرة بحق العائلات، فيما نزح مليونا مواطن متنقلين من خيمة إلى خيمة بين شمال القطاع وجنوبه.

فمنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وثقت إحصائيات الإبادة على غزة استشهاد 36,479 مواطنا، وإصابة 82,777 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال الآلاف الشهداء تحت الأنقاض، وتقدر أعدادهم بنحو 13 ألفاً.

فيما سجل استشهاد 527 مواطنا في الضفة من بينهم 131 طفلا، وجرح 5050 آخرين، واعتقال أكثر من 9050 مواطناً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

لم تكن الإبادة على غزة إبادةً لكل شيءٍ حيٍ فيها فقط، عبر إلقاء أكثر من 80 ألف طنٍ من المتفجرات على مدن ومخيمات القطاع بأكمله، لكن جرى تدمير أكثر من 380 ألف وحدة سكنية، وتدمير وتضرر 556 مسجداً، وتدمير 3 كنائس بشكل كامل، فيما سُجلت 425 منشأة تعليمية مدمرة أو متضررة، و206 مواقع أثرية مدمرة، واستهدُفت 160 مؤسسة صحية، وخرج عن الخدمة 32 مستشفى و55 مركز رعاية أولي، وتدمرت وتضررت 130 مركبة إسعاف.

كما سُجل استشهاد أكثر من 500 من الكادر الطبي العامل في قطاع غزة، وإصابة أكثر من 1500، فيما اعتقل 310 كادراً، بينما استشهد 70 كادراً من الدفاع المدني و147 صحفيا/ة.

57 عاما على النكسة

احتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية (5878 كم2) وقطاع غزة (363 كم2) عام 1967؛ وقلصت حدودها مع الأردن من 650 كلم إلى 480 كلم (من بينها 83.5 كم طول البحر الميت)، واستولت على 1185كم2 من أراضي هضبة الجولان السورية، والبالغة 1860كم2، و61948 كم2 من شبه جزيرة سيناء المصرية.

“حرب الأيام الستة” أسفرت عن استشهاد 15,000 – 25,000 عربي، مقابل مقتل 800 إسرائيلي، وتدمير 70 – 80% من العتاد الحربي للدول العربية.

لم تتوقف الخسائر عند هذا الحد، بل نزح ما يقارب 300 ألف فلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية، معظمهم إلى الأردن، كما أُجبر قرابة 100,000 من أهالي الجولان على النزوح من ديارهم إلى داخل سوريا، والآلاف من شبه جزيرة سيناء إلى النزوح إلى داخل الأراضي المصرية.

فيما تضاربت المعطيات والأرقام حول أعداد الأسرى والمفقودين جراء الحرب، فقد أورد الباحث الفلسطيني عارف العارف أن أكثر من 6000 فلسطيني قد اعتُقلوا خلال الحرب، وأن أكثر من 1000 شخص قد أُبعدوا إلى خارج الوطن، بينما ورد في كتاب “حرب 67” للباحث أحمد العلمي، أن عدد الأسرى المصريين قد بلغ 11 ألف أسير مصري، وأن أكثر من 200 منزل تم هدمها في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.

نتائج “حرب الأيام الستة” على الجبهات كافة أدت إلى بروز ظاهرة الفدائيين والمقاومة، إذ ظلت مقاومة الفلسطينيين للحكم العسكري “الإسرائيلي” سمة ملازمة للاحتلال، وتفجرت أشكال مختلفة من المقاومة قادت إلى زيادة البطش “الإسرائيلي” من إبعاد رؤساء بلديات، وجامعات، وإجلاء السكان، وتهجيرهم، وزج الآلاف في السجون، في محاولة لفرض إجراءات الحكم العسكري وقوانينه على الفلسطينيين.

في أيلول 1967، تم إجراء حصر شامل للسكان، حوالي 603 آلاف نسمة في الضفة الغربية، وحوالي 362 ألف نسمة في قطاع غزة. علما أن هناك حوالي 400 ألف نسمة هُجّروا مباشرة من الأراضي الفلسطينية بعد الاحتلال عام 1967، ولم تشملهم عملية الحصر.

عشرات آلاف البيوت هُدمت ونُسفت منذ النكسة:

بحسب بيانات مركز أبحاث الأراضي/ في ذكرى اليوم العالمي للموئل، فإن المساكن الفلسطينية -الموئل- تعد هدفاً للاحتلال الإسرائيلي منذ نكبة عام 1948، ومروراً بنكسة عام 1967، وحتى نهاية أيلول 2022، هدمت سلطات الاحتلال حوالي 173,133 مسكنا فلسطينيا، وهجّرت ما مجموعه 1,425,200 فلسطيني، واستولت على حوالي 19 مليون دونم من أراضي فلسطين التاريخية، كل ذلك من أجل جلب أكثر من 5 ملايين مهاجر يهودي صهيوني وتوطينهم.

فخلال عام النكبة حرب 1948، هدمت سلطات الاحتلال حوالي 125,000 مسكن فلسطيني، وبعد انتهاء الحرب العدوانية “الإسرائيلية” تمت السيطرة على 78% من مجموع مساحة فلسطين التاريخية، ولم تتوقف انتهاكاتهم تجاه بقية الفلسطينيين الذين بقوا في مدنهم وقراهم، حيث هُدم منذ عام 1950 حتى عام 2021 حوالي 4500 مسكن، ويكون بذلك قد هُجّر أكثر من 30,000 من فلسطينيي 1948 تهجيرا داخليا.

أما في حرب عام 1967، فقد هُدم خلال الحرب فقط 5500 مسكن، وهُجّر حوالي 200,000 مواطن، واستمرت سياسة الهدم الإسرائيلي للمساكن في أراضي الضفة الغربية، وبالذات في القدس الشرقية، حيث هدمت جرافات الاحتلال حوالي 11,900 مسكن فلسطيني، منها 7440 مسكنا في القدس الشرقية فقط، وذلك خلال الفترة من 1967 حتى نهاية أيلول عام 2021، وبذلك هُجر حوالي 73,000 مواطن منهم 47,220 مواطنا مقدسيا، وخلال الفترة نفسها هدمت جرافات الاحتلال والطائرات الحربية حوالي 21,000 مسكن فلسطيني في قطاع غزة خلال حروب 2008- 2012- 2014- 2021، وهُجّر بذلك حوالي 189,000 فلسطيني في قطاع غزة تهجيرا داخليا.

كما دمرت قوات الاحتلال في عدوانها على القطاع 22 منزلا في آب عام 2022، و20 منزلا في العدوان الأخير على القطاع في أيار 2023.

الوضع المائي في فلسطين منذ النكسة:

نهبت إسرائيل الكثير من ثروات الضفة، لا سيما المائية منها، وباشرت بعمليات تهويد للقدس بطريقة مخططة ممنهجة، واستطاعت باستيلائها على مساحات شاسعة من أراضي الضفة، تحسين وضعها الإستراتيجي والعسكري، وإزالة أي خطر عسكري كان من الممكن أن يتهددها، أو وجود أي جيش عربي منظم ومسلح في الضفة الغربية، التي تعتبر القلب الجغرافي لفلسطين التاريخية.

وفيما يخص الوضع المائي، فقد سيطر الاحتلال منذ النكسة على 85% من المياه الجوفية الفلسطينية، ما يعادل 600 مليون متر مكعب، كما منع من الوصول إلى مياه نهر الأردن منذ عام 1967، التي تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب.

المصدر : وكالات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.