قبل 3 أشهر من الاستحقاق الانتخابي الأردني: العشائر أنشط والأحزاب تأخرت وينقصها التمويل

اشكالات الأحزاب الوسطية متعددة وتذهب في إطار الإعلان عن برنامج صالح للانتخابات أيضا ويتميز بالقدرة على جذب الناخبين بعيدا عن انحيازات المناطق والعشائر.

 شبكة الشرق الأوسط نيوز : يمكن القول إن مستوى الجاهزية خصوصا لدى الأحزاب السياسية الأردنية في الاستعداد لمرحلة الانتخابات المقبلة يوم 10 أيلول/سبتمبر دخل في منحنيات زمنية حرجة للغاية وفي ظل «تشويش» عمومي يجتاح نقاشات «الخطوة التالية» بعد الانتخابات بعدما ألهب الإسلاميون مناخاتها بإعلانهم «المشاركة بدون مغالبة».

الأحزاب السياسية الوسطية الكبيرة «تأخرت» بوضوح في الإعلان عن مرشحيها. وأسباب التأخير متعددة لكن قد تكون من بينها تلك العناصر التي تعكس تجاذبات مراكز القوى خارج البنية الحزبية وعدم وجود تصور فعلي متوافق عليه للحلقة الثانية بعد الانتخابات في مسار التحديث السياسي، خصوصا بعدما رفع رئيس اللجنة الملكية للتحديث سمير الرفاعي من منسوب التكهن عندما أعلن مؤخرا بأنه لا ينصح بالانتقال السريع لفكرة «حكومات حزبية».
تعكس النقاشات عموما سلسلة مشكلات تتحدث عنها أوساط الأحزاب الوسطية الآن.
وفي باطن نصائح الرفاعي التي أشار لها منبر «النخبة بوست» الذي يتابع بحرفية وتوسع، تفاصيل المشهد السياسي المحلي تأشير على المشكلة المحتملة التي تواجه تصورات «غير متوافق عليها بعد» في مسار مراحل خطة التحديث السياسي، خصوصا وأن العديد من قيادات الأحزاب الوسطية تتصرف على أساس الرغبة في ركوب الحكومة المقبلة.
وتبدأ من عدم وجود تمويل كاف للحملات الانتخابية وللمنافسة على حصة مقاعد كبيرة ضمن حزمة قوائم الأحزاب العامة في انتخابات البرلمان المقبلة كما تعبر إلى صعوبة تدبير مسألة التمويل بدون التورط في شبهة المال السياسي ونفوذه خلافا لأن بعض الأحزاب بدأت تطالب الحكومة بالدعم المالي وفقا لما يتيحه القانون.
ولا يقف الأمر عند التحدي المالي فالتيارات الحزبية تتحدث عن حالة زحام نخبوية داخل بعض الأحزاب تعيق الاتفاق وأحيانا الحركة رغم اقتصار الزمن المطلوب على ثلاثة أشهر حتى يوم الاقتراع يفترض ان تبدأ الاستعداد من أجلها مبكرا.
يبدو أن العديد من قيادات الأحزاب لديها طموحات أو تجارب سابقة في الانتخابات وترغب في الانضمام إلى القائمة الحزبية والحصول على دعم الأحزاب السياسية أيضا في القوائم الانتخابية للدوائر الفرعية.
ذلك دوما يتطلب وجود «فائض مالي» وجاهزية عملياتية على الأرض لاستقطاب الناخبين.
ومن المرجح أن هذا الزحام يعيق الحركة قليلا خصوصا وأن قيادات الأحزاب ومكاتبها السياسية ليست لديها آلية منصفة وعادلة ومتفق عليها حتى الآن لاختيار المرشحين عن قوائمها العامة والفرعية.
المقاعد شبه مضمونة أو منافسة بقوة في أول سبعة متنافسين على الأقل بلا نسبة لخمسة أحزاب كبيرة في القوائم العامة.
غياب هذه الآلية يساهم وبصورة مرجحة في وجود مخاوف مسبقة من أن الإعلان عن قائمة المرشحين باسم الأحزاب السياسية قد ينتهي بهزات ارتدادية واستقالات ومظاهر احتقان وغضب وانزعاج داخل هيئات الأحزاب وعند الطامحين، لان إرضاء جميع قادة الأحزاب سياسية الوسطية من الطامحين في مقاعد برلمانية مهمة تبدو مستحيلة جدا الآن.
ويقدر الخبراء أن الأحزاب السياسية الوسطية بانتظار تدخل ما يساعدها في ولادة قوائمها الانتخابية.
والجهات الوحيدة هي الجهات الرسمية المؤهلة لهذا التدخل علما بان هذا النمط من المشكلات لا يعاني منه حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يمثل الإخوان المسلمين والحركة الاسلامية في البلاد بسبب خبرته العريقة والقديمة في العمل وعدم موجود مشكلات مالية لأنه لا يخوض ولا ينفق الكثير من المال على الحملات الانتخابية بالعادة خلافا لان أصواته في الشارع الأردني تتراوح ما بين 300 إلى 400 ألف صوت شبه مضمونة.
بكل حال إشكالات الأحزاب الوسطية متعددة وتذهب في إطار الإعلان عن برنامج صالح للانتخابات أيضا ويتميز بالقدرة على جذب الناخبين بعيدا عن انحيازيات المناطق والعشائر وفي توقيت مغرق بالحساسية كل أشواق الأردنيين فيه متجهة نحو ملف واحد وهو العدوان على قطاع غزة.
ومن التحديات الأساسية لدى جبهة الأحزاب الوسطية هو شعورها العام بان المرشحين الذين تختارهم هامش المناورة أمامهم في القوائم الوطنية داخل مناطقهم الانتخابية وبنيتهم العشائرية قد لا يزيد عن 40 في المئة من الأصوات التي يستطيعون تأمينها من عشائرهم ومناطقهم لقوائم حزبية وليس لأنفسهم.
وهذا يعني أن العديد من الأصوات في المجتمع خصوصا في الأطراف والمحافظات ليس شرطا أن تلحق بمرشح العشيرة أو المنطقة فيما يخص قائمته الحزبية، ما يعني بان بعض الطامحين بالانتخابات داخل بعض العشائر والمناطق الانتخابية والمحافظات والأطراف سيترشحون على المقاعد الفرعية بحيث يستطيعون استقطاب الأصوات بارتياح وحيث القوة المعنوية كبيرة لأصوات الاجماع العشائري التي تصادف أنها بالتوافق أو بالانتخاب خلافا للأحزاب السياسية.
وظهرت مؤخرا وبشكل متكثف ومركز ظاهرة الجماعات العشائرية التي سبقت فيما يبدو حتى ترتيبات الأحزاب بالإعلان عن مرشحيها.
وبدا لافتا للنظر أن العديد من العشائر وأبناء المناطق الانتخابية بادروا لإعلان اجتماعات تخص المرشحين الذين يفضلونهم أو يختارونهم بالمرحلة الانتخابية المقبلة وقد بدأ الرأي العام يرصد تلك البيانات التي تتحدث عن اجتماعات واجماعات عشائرية الطابع.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.