تشييع 5 شهداء في طولكرم وجنين.. والاحتلال يلجأ للمسيّرات بعد التطور النوعي للعبوات الناسفة المقاومة
شبكة الشرق الأوسط نيوز : بموكب مهيب، شيّعت جماهير حاشدة في مدينة طولكرم جثامين أربعة شهداء من مخيم نور شمس، شرق المدينة، بعد أن سقطوا في قصف طائرة مسيرة خلال تواجدهم في مركز المخيم، في ساعات متأخرة من مساء أمس.
والشهداء هم: يزيد صاعد عادل شافع (22 عاماً)، ونمر أنور أحمد حمارشة (25 عاماً)، ومحمد ياسر رجا شحادة (20 عاماً)، ومحمد حسن غنام كنوح (22 عاماً)، وجميعهم من سكان مخيم نور شمس.
وذكرت مصادر في مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بطولكرم أن الشبان الأربعة استشهدوا متأثرين بإصاباتهم، بعد استهدافهم بصاروخ من طائرة مسيّرة إسرائيلية، أثناء تواجدهم وسط مخيم نور شمس.
وأعلن جيش الاحتلال قصفه مخيم نور شمس، وزعم، في بيان صحافي، أنه “استهدف خلية بينما كانت تقوم بوضع عبوة ناسفة”.
وسمعت أصوات انفجارات ضخمة في مدينة طولكرم، بعد إطلاق طائرة إسرائيلية مسيّرة صاروخاً على حارة البطاقة، وسط المخيم.
ودعا نشطاء وشبان إلى أن يكون يوم الأربعاء يوم غضبٍ وإضراب شامل في كافة مدن الضفة الغربية، حداداً على أرواح شهداء طولكرم، وتصعيد المواجهة على نقاط التماس مع الاحتلال.
ويوم الأحد الماضي، استشهد الشاب سعيد عزت جابر (24 عاماً)، وأصيب 5 آخرون، بينهم إصابتان بحالة خطيرة، بعد أن قصفت طائرة مسيرة للاحتلال منزلاً في حارة المنشية بمخيم نور شمس، وبعد يوم قصفت طائرة منزلاً في المخيم، حيث أوقعت امرأة شهيدة.
وانطلق موكب التشييع للشهداء الأربعة من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، بمركبات إسعاف نقلت جثامين الشهداء إلى دوار الشهيد سيف أبو لبدة، عند المدخل الغربي للمخيم، قبل أن يحملوا على الأكتاف، وصولاً إلى منازل ذويهم لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة.
تدرك قيادة جيش الاحتلال أنها أمام معضلة، وأن المقاومين في شمال الضفة يُراقبون أداء الجيش، ويُحسّنون من أدائهم، مستخدمين عبوات ناسفة أكبر حجمًا، وأشد تأثيرًا
وردّد المشيعون التكبيرات والهتافات الوطنية الغاضبة المنددة بجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، ومطالبين بمحاسبته على مجازره المستمرة.
وعم الإضراب الشامل كافة مناحي الحياة في محافظة طولكرم، باستثناء امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، حداداً على أرواح الشهداء.
وقصفت الطائرات المسيرة الإسرائيلية، للمرة الثالثة خلال ثلاثة أيام، مواقع في مخيمي طولكرم ونور شمس أسفرت عن استشهاد ستة شهداء، بينهم امرأة.
والأحد الماضي، استشهدت السيدة نسرين خالد ضميري إثر قصف موقع مجاور لمنزلها في مخيم طولكرم، ليرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا على أرض المحافظة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إلى 122 شهيداً.
وبعد القصف بساعات، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة، وتحديداً ضواحيها الجنوبية، بعدد من الدوريات العسكرية، حيث تكثف اقتحام بلدتي فرعون وضاحيتي ارتاح وشويكة، وجابت الشوارع والأحياء، وخاصة منطقة دوار خضوري في الحي الغربي للمدينة.
وادعى جيش الاحتلال أن الهجوم بالصواريخ استهدف خلية كانت تقوم بوضع عبوة ناسفة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطيران الحربي قصف مجموعة مسلحين في المخيم، مؤكدةً تنفيذ الهجوم ضد خلية نشطة، بعد مقتل جندي، وإصابة ضابط إسرائيلي بجروح خطيرة، جراء انفجار عبوة ناسفة في المخيم، يوم الإثنين الماضي.
الجيش في معضلة
وبحسب ما نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”، فإن تكثيف القصف الجوي بالطائرات المسيرة جاء بعد تزايد استهداف آليات الاحتلال بالعبوات الناسفة.
وقالت الصحيفة: “تدرك قيادة الجيش أنها أمام معضلة، وأن المقاومين في شمال الضفة يُراقبون أداء الجيش، ويُحسّنون من أدائهم، مستخدمين عبوات ناسفة أكبر حجمًا، وأشد تأثيرًا، ما يجعلها تشكل خطرًا مميتًا على الجنود”.
ويستعين جيش الاحتلال بآليات ثقيلة من أجل الكشف العبوات الناسفة، بالإضافة لقيامه بعمليات مسح لبيوت ومواقع، من أجل جمع الأسلحة والمتفجرات على أنواعها.
وجاء في الصحيفة: “يتحقق جيش الاحتلال من حين لآخر من إمكانية إدخال أسلحة مضادة للدبابات إلى الضفة الغربية. ورغم أن إمكانية حدوث ذلك ضئيلة حتى الآن، إلّا أن نجاح الفصائل الفلسطينية في إدخال هذه السلاح سيقلب المشهد، الأمر الذي يعني انتهاء مرحلة عمل جيش الاحتلال بحرية في الضفة الغربية باستخدام الجيبات العسكرية”.
وقالت الصحيفة إن الجيش ينفذ اقتحامات سريعة للمخيمات الفلسطينية شمال الضفة الغربية باستخدام الجيبات، غير أن هذه الحرية والسرعة في العمل لن تكون متاحة باستخدام مركبات مدرّعة وأكثر تصفيحًا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حرية عمل الجيش الإسرائيلي تتطلب دخولاً سريعاً، وبأقصى قدر من المفاجأة، إلى مخيمات اللاجئين، وهو أمر ليس مؤكداً على الإطلاق أن مركبات RCM ستتمكن من دخولها.
ولكسر إمكانية تفجير الآليّات العسكرية، يلجأ جيش الاحتلال إلى الاستعانة بالطيران المسيّر، على نطاق أوسع. مثلما جرى الليلة الماضية في طولكرم، وقبلها بيومين. ورغم أنّ هذا الخيار قد يحول دون سقوط قتلى في صفوف الجيش، إلا أن قيادة جيش الاحتلال تدرك أنه وعلى الرغم من أن هذا سلاح يكسر المعادلة، إلا أنه يظل سلاحًا ذا حدّين، فإذا اعتاد الجيش على حقيقة أنه لا يمكن استخدام سوى الطائرات، فإن شرعية عملية عسكرية برية كبيرة، ستتضرر بشكل كبير.
وتحدثت الصحيفة عن التحدي الآخر الذي تواجهه قيادة الاحتلال وهو نقص القوى البشرية، الأمر الذي لا يسمح الآن بعمليات أطول وأكثر قوة، بسبب الحرب في غزة وعلى الجبهة في لبنان، وعدد الجرحى والقتلى، والاستنزاف في صفوف قوات الاحتياط، الأمر الذي أدى لعدم تمكّن الجيش من الحصول على القوات التي يحتاجها للعمل بالحجم المطلوب.
في جنين
وفي جنين، اغتالت قوات خاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي شاباً مقاوماً في مدينة جنين.
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد الشاب نضال زياد العامر (23 عاماً) برصاص قوات الاحتلال بمدينة جنين.
وقالت مصادر طبية ومحلية إن وحدة خاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي أعدمت الشاب العامر عقب تسللها إلى داخل المنطقة الصناعية لمدينة جنين، بسيارة مدنية تحمل لوحة ترخيص فلسطينية.
وفي سياق متواصل، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة واسعة من المداهمات والتفتيشات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، نتج عنها مواجهات واعتقالات شملت عددًا من الفلسطينيين. وتركزت هذه الحملة على تفتيش عشرات المنازل وتخريب محتوياتها، واندلعت اشتباكات مسلحة في عدة مناطق.
وذكرت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى أن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 20 مواطناً تم تحويلهم إلى مراكز التحقيق لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وداهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل وفتشتها، وعاثت فيها فساداً، كما أخضعت سكانها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، اليوم الأربعاء، بأن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة الخليل، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات جنين، قلقيلية، نابلس، رام الله، أريحا، والقدس، رافقها عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.
وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يطا، واعتقلت شابين من بلدة السموع ومخيم العروب. ذكر نادي الأسير أن عدة آليات عسكرية تجولت في أحياء البلدة والمخيم، قبل اعتقال الشابين، وفي بلدة بيت أمر، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز السام بعد اقتحامها لحارة أبو هاشم.
تمركزت قوات الاحتلال في منطقتي المدورة والخصينة بالسموع، حيث داهمت منازل عدة واعتقلت الشاب قسام خلايلة. وفي مخيم العروب، اعتقلت قوات الاحتلال وائل جوابرة، بعد مداهمة منزله وتفتيشه وتخريب محتوياته.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي عرابة والجلمة قرب جنين بعدة آليات عسكرية، وتجولت في أحيائهما وشوارعهما. وفي جنين، اعتقلت قوات الاحتلال شابًا من المخيم أثناء مروره من حاجز الحمرا العسكري في الأغوار الشمالية.
هجمات للمستوطنين
وفي ملف هجمات المستوطنين، نصب مستوطنون بيوتا متنقّلة “كرفانات” و”بركسات” في برية تقوع شرق بيت لحم.
وأفاد الباحث في شؤون الجدار والاستيطان حسن بريجية بأن مستعمرين نصبوا عدداً من البيوت المتنقلة والبركسات في منطقة “خلة اللياح” في برية تقوع، تمهيداً لإقامة بؤرة استعمارية، مشيراً إلى أن الاحتلال يمنع أصحاب الأراضي في المنطقة من الوصول إليها، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
يشار إلى أن المستعمرين صعدوا، في الفترة الأخيرة، من هجمتهم الاستعمارية في برية تقوع، حيث تم نصب العشرات من البيوت المتنقلة والبركسات في مناطق” فثورة”، “وبئر فراش”، و”وادي المعلق”، وأقاموا فيها بؤراً استعمارية.
وفي أريحا، أشعل مستوطنون النيران في أراضٍ رعوية في تجمع عرب المليحات، شمال غرب أريحا.
وأفاد المشرف العام لمنظمة “البيدر” للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات بأن مستوطنين من البؤر الاستعمارية المجاورة لعرب المليحات، أشعلوا النيران في محاصيل رعوية من القمح والشعير، مملوكة لمواطنين من تجمع عرب المليحات البدوي.
يشار إلى أن مستعمرين أشعلوا النيران، أمس، في أراضٍ مجاورة لطريق المعرجات شمال غرب أريحا.
وفي مدينة البيرة، هاجم مستوطنون مركبات مواطنين قرب مستعمرة “بيت إيل” المقامة على أراضي المواطنين شمال مدينة البيرة.
وقالت مصادر محلية إن مستوطنين تجمهروا على الشارع الرئيسي قرب مستعمرة “بيت إيل” بحماية جيش الاحتلال، ورشقوا مركبات المواطنين بالحجارة.
ويواصل المستوطنون التحريض ورشق الحجارة على مركبات المواطنين قرب المستعمرة، بهدف منعهم من المرور عبر الحاجز المذكور.
المصدر : القدس العربي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.