إسرائيل تغتال قائد وحدة عزيز في حزب الله وتزعم نقل نصرالله مخبأه بعد تحذير إيراني- (فيديو)

شبكة الشرق الأوسط نيوز : فيما استأنفت إسرائيل مسلسل اغتيال قادة حزب الله الميدانيين، حضر الملف اللبناني في باريس بين الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين ومسؤولين فرنسيين لبحث نزع فتيل التصعيد على الحدود اللبنانية، وتحدثت بعض التقارير عن لقاء بين هوكشتاين والموفد الفرنسي جان إيف لودريان لتنسيق المواقف، في وقت اعلن وزير الحرب إلاسرائيلي يوآف غالانت “اننا نفضل التوصل لاتفاق بشأن لبنان لكن إذا تطلب الأمر فنعرف كيف نقاتل”.

 

وعلى المقلب الإيراني، واظب المشرف على وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري تحذير تل أبيب من مغبة أي عملية عسكرية في لبنان، قائلاً “إن لبنان سيكون حتماً جحيماً بلا عودة للصهاينة”، وأضاف “في لبنان، لعبت المقاومة، باعتبارها فاعلاً مؤثراً في المجال العملياتي والميداني والدبلوماسي، دوراً خلق الردع اللازم”.

في التطورات العسكرية الجنوبية، استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة على طريق الحوش شرق مدينة صور ما أدى إلى استشهاد قائد وحدة عزيز في حزب الله أبو نعمة ناصر وهو ثاني قيادي كبير يُقتل بعد اغتيال قائد وحدة النصر أبو طالب.. كما أدت الغارة إلى استشهاد مرافق “أبو نعمة” الذي نعاه حزب الله وهو من مواليد 1965 من بلدة حداثا. وعلى الأثر، رفعت حالة التأهب القصوى في المستوطنات الإسرائيلية على الحدود استعداداً لرد من الحزب على عملية الاستهداف حيث دوّت صفارات الإنذار في الجليل.

 

وكانت القرى الحدودية شهدت قصفاً معادياً طال اطراف عيتا الشعب والجبين. وكفركلا وانفجرت “درون” مفخخة فوق ساحة بلدة الطيبة دون وقوع إصابات.

وأغارت طائرات حربية ليل الثلاثاء الاربعاء على البنى التحتية التابعة لحزب الله في مناطق بليدا ويارون وطير حرفا وعلى مبنى في منطقة إيتاترون بحسب زعم جيش الاحتلال الذي أفاد أنه هاجم بالمدفعية هدفاً وصفه بأنه “شكّل تهديداً في منطقتي لافونا وشاشين”.

وزعم موقع “epoch” الإسرائيلي أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وبعد تلقيه تحذيراً من المخابرات الإيرانية بأن إسرائيل تعتزم إغتياله، نقل مخبأه في حي الضاحية ب‍بيروت وانتقل إلى مخبأ آخر، خشية أن تكون تل أبيب قد حددت مكانه، كما أنه رفض عرضاً إيرانياً بالانتقال مؤقتاً إلى طهران، حتى نهاية الحرب”.

ولفت تقرير للموقع إلى “أن نصر الله شخص يعرف كيف يظهر بشكل احترافي على شاشة التلفزيون أو يلقي خطابا، وينقل الرسائل التي يريدها إلى جمهوره المستهدف بطريقة واضحة وسلسة”. ورأى “أن خطابه الأخير الذي هدد فيه قبرص وإسرائيل، كان يشع ثقة كبيرة بالنفس في قوة حزب الله وقوته العسكرية”.

جبهة لبنان

في المواقف، لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إلى “أن جبهة لبنان لم تعد مجرد جبهة إسناد، بل تحولت بعملياتها إلى جبهة استنزاف حقيقية لجيش العدو، والتي أذلّته وكسرت هيبته وهشمت صورته وزعزعت الثقة بقدرته على حماية الكيان، وأدخلته في مآزق لا يستهان بها”. وقال “عندما ننظر إلى المعركة الدائرة في غزة ولبنان، سنجد بوضوح العجز الإسرائيلي أمام أبطال المقاومة في غزة، حيث أن العدو لم يستطع أن يحقق أهدافه الاستراتيجية رغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على عدوانه، وفي لبنان بات في مأزق حقيقي حيث فشلت كل محاولاته لإيقاف الجبهة اللبنانية”، مشيراً إلى “أن المقاومة بصواريخها ومسيراتها الإنقضاضية والاستطلاعية جعلت جيش العدو يعاني من انكشاف أمني كبير واستنزاف متواصل لقدراته، وألحقت دماراً كبيراً بمواقعه العسكرية والتجسسية، والمستوطنات المتاخمة للحدود، وسلبت الأمان لكتائبه في الخطوط الأمامية والخلفية، وفرضت عليه تحديات صعبة لا يعرف كيف يخرج منها”.

واعتبر الشيخ دعموش “أن العدو يحاول اليوم الخروج من الإحباط الذي يعيشه ومن المأزق الذي يتخبط فيه بالوعيد والتهديد بحرب واسعة على لبنان، ولكن كل التهديدات التي نسمعها لن تغيّر شيئا في الواقع القائم، ولن تبدل في مواقف المقاومة، ولن يستطيع العدو أن يحصل من خلال تهديداته أية مكاسب، وبالتالي ليس أمامه للخروج من هذا المأزق إلا طريق واحد، هو وقف العدوان”.

بدوره، اعتبر عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق “أن قرار المستوى السياسي الإسرائيلي بانتقال جيشه إلى المرحلة الثالثة، ووقف العمليات العسكرية الواسعة تجنباً للحرب مع لبنان، هو أوضح اعتراف إسرائيلي بنجاح حزب الله في مساندة غزة، وهذا توثيق رسمي تاريخي لنجاح جبهات المقاومة في إخضاع القرار العسكري الإسرائيلي”. ورأى أنه” كلما اقتربنا من مشهد الإنتصار، علا صراخ الخائبين والحاقدين والحاسدين، وهذا لا يقدّم ولا يؤخّر في الميدان شيئاً”، مؤكداً “أن المقاومة وبشكل واضح وحاسم استعدت لكل الإحتمالات براً وبحراً وجواً وعلى مستويات الدفاع والهجوم، حتى إذا حصلت الحرب، تكون فرصة لها لتصنع لإسرائيل النكبة الكبرى”، معتبراً أن “كثرة التهديدات الإسرائيلية لا تعبّر عن القوة، وإنما عن الوجع والإحباط في مواجهة المقاومة”. وختم: “العدو دخل مرحلة التراجع في التصريحات وفي الميدان، وبدأ يتحدث عن عجزه عن إعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم إلا بحل سياسي، ولا حل سياسياً إلا بإيقاف الحرب على غزة”.

ميقاتي

في هذه الأثناء، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التأكيد “ان خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي لا سيما القرار 1701، لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى بالإعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وبخاصة الأطفال والنساء”، مشيراً إلى “ان الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وما يشهده من قتل مُتعمد لأهله وتدمير للبلدات وإحراق للمزروعات هو عدوان إرهابي”. وقال ميقاتي خلال مشاركته في فعالية “لبنان الدور والموقع بين الانتهاكات الاسرائيلية والمواثيق الدولية”: “لا بد من اعادة طرح السؤال على المعنيين الدوليين بالمبادرات عن الخطوات المتخذة للجم العدو ووقف نهج القتال والتدمير. فما يشهده جنوب لبنان حاليًّا من أحداث، وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتِها سوى نتيجةٍ لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701”. وأضاف “لقد بادرت شخصيًّا منذ اندلاع أحداث غزة إلى إطلاق النداءات العلنية للحفاظ على الهدوء ولضبط النفس على الحدود الجنوبية، ووجَّهْتُ التحذيراتِ، من تمدد الحرب التدميرية في غزة إلى جنوب لبنان، ومنه إلى المنطقة”. وختم: “من فلسطين تبدأ مسيرة السلام، وفي فلسطين يبدأ تأريخ هذه المنطقة، لا إتفاق سلام يستطيع أن يحيا إلا بضمان حق العودة للفلسطينيين ، جميع الفلسطينيين، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تطمس قضية فلسطين”.

في المقابل، واصلت قوى المعارضة التنبيه من جرّ لبنان إلى حرب، وأعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل “أن لبنان لا يمكن أن يستعيد دوره إلا بتحرير قراره من قبضة حزب الله الذي يمسك بمفاصل المؤسسات ويقرر الحرب والسلم ويسد الطريق على انتخاب رئيس للجمهورية لفرض مرشحه ويرفض الذهاب إلى خيار ثالث يكون قادراً على التحاور مع الجميع وإنقاذ لبنان”. وأعاد رئيس الكتائب التأكيد على رفضه “أن يكون لبنان رهينة أو طرفاً في محور وأن يُجر إلى حروب تخدم أجندات خارجية وأطماع إقليمية وهو يمر في أكبر أزمة في تاريخه”، موضحاً “أن أي حرب شاملة ستقضي على أي أمل للبنان بالنهوض القريب”.

بكركي والمجلس الشيعي

وعلى خط العلاقة بين البطريركية المارونية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد مقاطعة لقاء بكركي، أوفد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب المطران بولس مطر والوزير السابق الشيخ وديع الخازن حيث رحّب بهما الشيخ الخطيب “في بيت اللبنانيين الذي أطلق مؤسسه الإمام السيد موسى الصدر مقولته التي أصبحت مقدمة للدستور اللبناني: “لبنان وطن نهائي لجميع بنيه”، وقال “نحن في المجلس نعتبر ان اللبنانيين أخوة وشركاء في الوطن، والمسلم مسؤول عن حفظ أخيه المسيحي كما المسيحي مسؤول عن حفظ أخيه المسلم، والتمايز المذهبي للمواطنين لا يعطي تمايزاً في الحقوق والواجبات، والتعصب والتطرف لا يبني وطناً”. وشدد “على ضرورة تمتين العلاقات بين المسلمين والمسيحيين الذين نعتبرهم أهل كتاب، وصفة أهل كتاب ليست اساءة ولا دونية وإنما مساواة لأننا ايضاً أهل كتاب ونشترك معهم في القيم الاخلاقية والمعنوية، وتعزيز الحوار بين اتباع الديانتين، وأن يبقى الحوار قائماً بين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية تمهيداً لتشكيل حكومة تعيد انتظام عمل المؤسسات وتتصدى للازمات المتفاقمة”. وأشار إلى “أن المقاومة تدافع عن اللبنانيين وتحمي سيادة لبنان التي لا تتجزأ، وهي نشأت كردة فعل على الاحتلال وتخلي الدولة عن مسؤولياتها في الدفاع عن الجنوب، والمقاومة اليوم تدافع عن كرامة كل اللبنانيين، ودماء شهدائها حفظت لبنان وحررت أرضه وردعت العدوان عن شعبه”، مضيفاً “المقاومة ليست سوى ابناء القرى الجنوبية التي تركت لقدرها واضطرت للدفاع عن نفسها فهل المطلوب ان يترك العدو يمارس إجرامه بحقها في الوقت الذي لم تقم الدولة بواجبها في حفظ سيادتها والدفاع عن مواطنيها”.

من ناحيته، قال المطران مطر “واجبنا أن ندخل في حوار صريح من أجل لبنان ومن أجل المنطقة بأسرها لأن لبنان له رسالة خاصة في هذا المجال، نحن وأنتم أيها الاخوان لنا علاقات تضرب عميقاً في التاريخ وفي الجغرافيا في لبنان، وهذه ثوابت ستبقى، والعلاقة بيننا هي علاقة مستمرة وقوية”.

المصدر : القدس العربي 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.