إيران الإسلامية بعد نجاح الإنتخابات كما قبلها ودعم محور المقاومة والسياسة الخارجية مع الحلفاء والأعداء لم ولن تتغير..

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

تابعنا الإنتخابات الرئاسية الإيرانية لحظة بلحظة وفي الجولتين الأولى والثانية، وكانت إنتخابات نزيھة وناجحة ومعبرة عن تمسك الشعب الإيراني بثورتھ الإسلامية، ففي الجولة الأولى كانت نسبة التصويت متقاربة أكثر بين المرشحين الرئيسين الإصلاحي مسعود بازكشيان والمحافظ سعيد جليلي الأمر الذي أدى إلى إعادة جولة ثانية للإنتخابات الرئاسية، وقد فاز الإصلاحي سعيد بازكشيان تقريبا ب ٥٤ بالمئة من الأصوات بفارق ١٠ نقاط تقريبا عن المرشح المحافظ سعيد جليلي وبنسبة إقتراع شعبي تجاوز ال ٥٠ بالمئة، وبذلك يكون المحافظون لھم الأغلبية في مجلس النواب من الجولة الأولى والرئاسة للإصلاحيين في الجولة الثانية، واليوم في إيران الإسلامية ومحيطها ومنطقتها وحلفائها في العالم يراقبون مسعود بازكشيان أين ستتجه أنظاره في الأيام والأشهر والأربعة سنوات القادمة…..؟

بالرغم من أنھ أكد في خطابھ بعد ظھور نتائج الإنتخابات وإعلان النجاح بأنھ سيعمل على تنفيذ وعودھ لمن إنتخبھ ولمن لم ينتخبھ من الشعب الإيراني المسلم لتحسين الأوضاع الإقتصادية، والعمل على الخلاص من العقوبات الغربية أحادية الجانب الظالمة، وأكد أيضا في خطابھ بأنھ في خدمة الشعب الإيراني وخدمة قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي حفظھ الله، وھذا يؤكد بأن إيران الإسلامية بعد الإنتخابات كما قبلھا ولم ولن تتغير مواقفھا بدعم محور المقاومة وبسياستھا الخارجية مع الحلفاء روسيا والصين ..وغيرھا من الدول الحليفة، ومع الأعداء أمريكا والكيان الصھيوني ومن يحاول أن يتآمر معھم على إيران الإسلامية وحركات ودول محورھا المقاوم، وأيضا علاقاتها مع كل الدول العربية ستبقى بل وسيعمل على توثيقھا بإتفاقيات مشتركة قادمة ليست إقتصادية فقط بل قد تصل إلى إتفاقيات أمنية وعسكرية لحماية المنطقة وخيراتھا البرية والبحرية والجوية من اللصوص النازيين قادة أمريكا وبريطانيا وكيانھما الصھيوني المسببين لكل الأزمات والمصائب والمؤامرات الكونية والصراعات والأزمات والعصابات والفتن والحروب والإبادة الجماعية في منطقتنا والعالم…

فھل يقتنع قادة دولنا العربية من بعض الذين ساروا مع أمريكا والكيان الصھيوني بمؤامراتھم على دول الأمة وشعوبھا في عشرية النار والثورات المفتعلة بأن لا حليف لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إلا الكيان الصھيوني المحتل لفلسطين ولأراضينا العربية ولمقدساتنا، والذي منذ عشرة أشھر لغاية كتابة ھذھ السطور وھو يرتكب أبشع جرائم الإبادة الجماعية والتطھير العرقي بحق شعبنا العربي المسلم الصابر والمظلوم في غزة العزة، وھل تعود بصيرتھم بعد أن كشفت غزة حقيقة تلك الدول الصھيوغربية ويلحقون بمحور المقاومة ويضعون حدا لتلك المجازر وينقذون شعب غزة وفلسطين من تلك الإنتھاكات والإبادة الجماعية التي يندى لھا جبين الإنسانية، ويحققوا رؤية إيران الإسلامية الثاقبة للمنطقة ومستقبلها ومستقبل شعوبها وأجيالها القادمة، ليكون لنا عدة أقطاب في المتغيرات الدولية التي بدأت ملامحھا تطبق على أرض الواقع في كل مكان وفي المنظمات الدولية وبالتعاون مع إيران وسورية ومع روسيا والصين، ويتخلصوا من رھانھم على الصھيوغربيين النازيين لأنھ رھان خاسر…

وأيدلوجية الرئيس الدكتور مسعود بازكشيان وشخصيته وخطاب الفوز الذي آلقاه أمام الشعب الإيراني تثبت بأنه مسيرتھ ستكون على نھج الثورة الإسلامية ومؤسسھا الخميني رحمھ الله وقائدھا السيد علي خامنئي حفظھ الله، ومتمما لمسيرة الرئيس السابق إبراھيم رئيسي رحمھ الله تعالى في سياستھ التي إنتهجها داخل إيران وخارجها، والرئيس الدكتور مسعود بازكشيان رجل يسير بأنظاره وأفكاره السياسية والدينية والإجتماعية والإقتصادية…وغيرھا للتعاون الكامل مع دول المنطقة، والتي تجمعه بها الكثير من المشتركات كدول عربية ومسلمة ومع روسيا والصين…وغيرھا كحلفاء صادقين وموثوق بھم، ودول لمحور عالمي يقف مع قضايا أمتنا ضد التدخلات الصھيوأمريكية غربية وحروبھا النازية وعقوباتھا الشيطانية على دولنا وشعوبنا ويقفون مع قضيتنا الأم القضية الفلسطينية، وبالرغم عن الكثير من الضغوطات الغربية والمحاولات العديدة التي إستخدمتھا أمريكا وكيانھا الصھيوني لنسف وتشويه هذه العلاقات والحقائق التاريخية المشتركة بنشر فتن طائفية بغيضة نتنة بين إيران والمنطقة ومحيطها العربي والإسلامي وبين حلفائھا روسيا والصين وغيرھم إلا أن كل محاولاتھم فشلت وتم رميھا في مزابل التاريخ الإنساني…

لذلك فإن من كان يتوقع بأن الإصلاحيين سيعملون على التقارب والتوازن في العلاقات مع أمريكا والغرب وتحسين تلك العلاقات ھم مخطئون، وإن حصل ذلك التوازن وتحسن العلاقات فإنھ سيكون مبني على المبادئ والقيم والثوابت والمواقف الإيرانية المشرفة التي لم ولن تتغير مع منطقتھا ومع حلفائھا ومع قضيتھا الأولى فلسطين ومحورھا المقاوم وإن حصل ذلك فإنھ سيبنى على عدة أمور منھا الخروج من منطقتنا بشكل كامل وإحترام سيادة دولنا والعودة للإتفاق النووي ورفع العقوبات الظالمة عن الشعب الإيراني بل عن شعوب المنطقة برمتھا، وعدم التدخل أو الإعتراض على دعم إيران لمحور المقاومة وبالذات في غزة وفلسطين ولبنان لأنھ محور لحركات تحرر وطني، ودعمھا واجب وفرض ديني وإنساني أمام ظلم المحتل الصھيوني وداعميھ الأمريكان والبريطانيين..وغيرھم…

وأيضا وقف إطلاق النار الدائم وإدخال المساعدات الفورية لشعب غزة وإعادة الإعمار الفوري لغزة العزة، وحل قضية فلسطين وشعبھا وإقامة دولتھم الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتھا الأبدية القدس، وإذا لم يتم تنفيذ ھذھ الحقوق فيبدوا أن التقارب والتوازن وتحسين العلاقات مع أمريكا والغرب لم ولن يكون موجود وليس له مكان في قاموس وآيدلوجية الرئيس الإيراني مسعود بازكشيان،
وأخيرا نھنئ قائد الثورة السيد علي خامنئي والشعب الإيراني وكل محور المقاومة العربي والإسلامي والعالمي على نجاح تلك الإنتخابات الرئاسية بكل ما تعنيھ الكلمة من نجاح، ونھنئھم على إختيار رئيس لإيران الإسلامية الدكتور مسعود بازكشيان، ونرجوا لھ التوفيق في مسيرتھ، ونرجوا الخير كلھ والتقدم والإزدھار والرفاھ لجمھورية إيران الإسلامية ولشعبھا الشقيق العظيم…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.