السودان: الحكومة تدعو الأجانب إلى مغادرة العاصمة حفاظاً على أرواحهم … وسكرتير «إيقاد» يدعو إلى محاسبة قادة الجيش و«الدعم»

شبكة الشرق الأوسط نيوز : في وقت تتصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى، تتواصل اجتماعات الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا لليوم الثاني على التوالي وسط غياب طيف واسع من القوى السياسية والمدنية السودانية.
وفي السياق، دعا السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد” ورقني قبيهو خلال مخاطبته اجتماعات المرحلة الأولى من الحوار بين القوى السياسية السودانية إلى مساءلة قادة كل من الجيش و”الدعم السريع” إذا فشلوا في عقد اجتماع تحت رعاية الاتحاد الإفريقي و”إيقاد”.
وقال إن الذين يؤمنون بالحل العسكري للصراع في السودان تسببوا في إعاقة مساعي المنظمة لجمع الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب وصولاً إلى استعادة مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد.
ورأى المسؤول الأفريقي أن إعطاء الأولوية للطموح السياسي على حساب السلام تسبب في اندلاع الحرب السودانية منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي، مشيراً إلى أن الصراع الراهن جلب معاناة هائلة للشعب السوداني، حيث فقد الكثيرون أحباءهم أو سبل عيشهم وتعرضوا لأشكال مختلفة من الأذى.
وأشار خلال مخاطبته المشاركين في اجتماعات الحوار السوداني إلى ضرورة الحد من الصراع الخارجي وأن يشعر السودانيون بأنهم ممثلون في العملية السياسية. كما أكد ضرورة أن تمثل العملية السياسية رسالة واضحة إلى الذين “تؤدي مشاركتهم إلى عرقلة السلام”.
وطالب من وصفهم بمعرقلي السلام بالتوقف عن تدخلاتهم والسماح للسودان بالعودة إلى النظام الدستوري، داعياً إلى محاسبة مرتكبي الفظائع باستخدام صكوك الاتحاد الإفريقي والقوانين الإنسانية.
وتوافق المشاركون في اجتماعات أديس أبابا في اختيارهم السفير نور الدين ساتي رئيساً للجنة الوطنية لإدارة جلسات الاجتماع التحضيري للحوار السوداني. وتشمل عضوية اللجنة القس عزالدين الطيب والسلطان صديق ودعة وماجدة عوض خوجلي.
ويشار إلى أن “ساتي” أعلن في أبريل/ نيسان الماضي استقالته من منصب عضو المجلس القيادي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، وذلك قبل أيام قليلة من انعقاد مؤتمرها التأسيسي.
وأكد القيادي في الكتلة الديمقراطية مبارك أردول، خلال مخاطبته الاجتماعات إلى أهمية ملكية وقيادة السودانيين للحوار وأن يكون شاملاً للأطراف والموضوعات، مشيراً إلى أن السودان يحتاج لحوار بناء وشفاف ينهي الحرب والمعاناة ويسهل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وأشار إلى ضرورة أن يقود الحوار إلى سلام شامل في البلاد ويحل مسألة القطاع الأمني، مضيفاً: “يجب أن يجيب كذلك على السؤال المحوري حول كيف ومن يحكم السودان”. وأبدى تطلعه إلى أن تحقق جلسات المرحلة الأولى من الحوار السوداني التي ييسرها الاتحاد الأفريقي النتائج المرجوة منها وتكون منطلقاً لحوار جامع.
والأربعاء، انطلقت جلسات المرحلة الأولى من الحوار السياسي بين القوى المدنية في السودان، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، التي تستمر حتى منتصف يوليو/تموز الجاري، وسط غياب مكونات سياسية سودانية بارزة، بينها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، بالإضافة إلى حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
وقالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية بقيادة عبد الله حمدوك، إنها اعتذرت عن عدم المشاركة في اجتماعات الاتحاد الأفريقي لجهة سيطرة عناصر النظام السابق وواجهاته وقوى الحرب على الاجتماعات.
ورأت أنها تهمش وتستبعد قوى السلام والتحول المدني الديمقراطي وتضعف دورها، مشددة على أن ذلك لن يقود إلا لمنح مشروعية للحرب وقواها، عوضاً عن أن يؤدي إلى السلام في السودان.
ويأتي ذلك في خضم معارك متصاعدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
وفي السياق، طالب مدير إدارة الأجانب والضبط الهجري في العاصمة الخرطوم نزار خليل، الأجانب المتبقين هناك بالمغادرة خلال مدة أقصاها أسبوعين حفاظاً على أرواحهم.
وتأتي قرارات حكومة الخرطوم بالتزامن مع تسريبات حول تكثيف العمليات العسكرية في العاصمة السودانية.
وفي مدينة سنار جنوب شرق السودان، قال الجيش السوداني إن قواته كبدت “الدعم السريع” خسائر فادحة وأحبطت عدة هجمات نفذتها القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” على المدينة.
وأكد المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله، استلام قوات الجيش في محور المناقل بمنطقتي ود الحسين وبورتبيل عدداً كبيراً من العربات القتالية وناقلات الجنود المدرعة، مضيفاً: “لقد تكبد الدعم السريع في كلتا المنطقتين خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد”.
في 29 يونيو/حزيران الماضي، اجتاحت قوات الدعم السريع مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار وعدد من المدن والقرى المحيطة بها، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وفقدان 800 آخرين فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من الولاية التي كانت مكتظة بالنازحين.
وبينما تتمدد قوات الدعم السريع في مدن ولاية سنار، ما تزال سنار “المدينة” محاصرة منذ أسابيع، حيث أكد الجيش، أمس الخميس، صده عدة هجمات لقوات الدعم السريع على المدينة المكتظة بالمدنيين الفارين من المعارك في مدينة “سنجة”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.