بانتظار مصير شكر: سيناريوهات رد حزب الله.. من “العين بالعين” إلى الحرب الشاملة
د. يوسي منشروف …
بعد انتظار بضعة أيام منذ حادثة مجدل شمس، يبدو أن إسرائيل اختارت الخيار الأكثر هجومية من بين سلة الإمكانيات التي عرضها الجيش الإسرائيلي على رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالنت، اللذين خولهما الكابنت اتخاذ القرار.
في مركز محاولة التصفية، التي لم تتضح نتائجها بعد، يقف فؤاد شكر الملقب بـ”الحاج محسن”، شخصية ظل أدارت العملية العسكرية في حزب الله وكان رئيس أركان المنظمة. لقد كان محسن مطلوباً من الأمريكيين منذ سنوات عديدة، وذلك على مشاركته الفتاكة في عمليات الإرهاب ضدهم.
وحسب معلومات نقلها الأمريكيون، فقد كان محسن مقرباً من رئيس أركان حزب الله عماد مغنية، الذي -كما يذكر- صفته إسرائيل في شباط 2008 في دمشق وفقًا لمنشورات أجنبية. ومعاً، أديا دوراً كبيراً في العملية في معسكر المارينز في أكتوبر 1983، الذي قتل فيه 241 جندياً أمريكياً.
منذ انضمامه إلى حزب الله في بداية الثمانينيات، تسلق الحاج محسن في سلم الرتب واكتسب مكانة رفيعة في المستوى العملياتي للمنظمة. مع تصفية مغنية، رفعت مكانته وأصبح بالتدريج رقم اثنين في المنظمة عملياً، وذلك فيما تمتع أيضاً من التصفية المشكوك فيها لمصطفى بدر الدين، الذي كان مسؤولاً عن قوات حزب الله في سوريا.
السيناريوهات
الهجوم الإسرائيلي على الضاحية خطوة ذات مغزى. فلئن كان مركز الحرب حتى الآن في غزة، فمن شأن حزب الله الآن تصعيد شدة القتال. في المشاورات التي ستجريها المنظمة الآن مع أسيادها في إيران، ستتخذ القرار في كيفية الرد. في المرحلة الحالية، ينبغي الانتظار لنرى إذا كان الحاج محسن قد صفي بالفعل، ما سيؤثر مباشرة على مدى الرد وطبيعته.
إذا لم يصفَ، فسيكون رد حزب الله أقل شدة، ويبدو أن خطر الدخول إلى حرب شاملة ليس عالياً. في مثل هذا السيناريو، سيصعد حزب الله مدى نار هجماته، وسيجتهد ليجبي ثمناً بالقتلى، ولن يكتفي بالهجوم على مقدرات للجيش الإسرائيلي. بكلمات أخرى، في مثل هذا المخطط، قد ينفذ حزب الله “أكثر بقليل” من كل ما فعله حتى الآن.
إذا ما صفي الحاج محسن حقاً، فثمة ثلاثة سيناريوهات أساسية أمام حزب الله: الأول، هجوم صاروخي لمرة واحدة نحو تل أبيب. حسب المنطق الذي يعمل به نصر الله في الحرب وبعامة، يتطلع الحزب للرد على إسرائيل بصيغة “العين بالعين”. لإسرائيل تفوق تكنولوجي واستخباري على المنظمة، وبالتالي ليس في وسعها أن تصفي مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً. وعليه، قد تفضل هجوماً صاروخياً يستهدف قلب إسرائيل، هجوماً بوزن الهجوم الإسرائيلي في الضاحية.
الثاني، الدخول إلى حرب شاملة. حتى الآن، كان المنطق الذي وجه حزب الله في الحرب هو التطلع لاستنزاف إسرائيل لمساعدة حماس و”الجهاد الإسلامي” في غزة. إذا ما شعر نصر الله والقيادة في إيران بنضوج الوقت لدخول حرب شاملة، حرب تجبي من إسرائيل ثمناً ذا مغزى، فإنهم سيفتحونها بضربة ثقيلة تحت رعايتها، بتحريك خطة “احتلال الجليل”. في إطار الخطة، سيحاول نصر الله إدخال آلاف المخربين من قوته المختارة قوة الرضوان، إلى إسرائيل؛ للسيطرة على قاطع إقليمي إسرائيلي، مثلما عاد ووعد منذ 2014. في السيناريو الثالث، يختار حزب الله تنفيذ هجوم قوي يتضمن توسيع مدى النار، وكذا استخدام صواريخ دقيقة لجباية ثمن مهم من إسرائيل قدر الإمكان على التصفية التاريخية.
استعداد إسرائيل
في المرحلة الحالية، على إسرائيل أن تستخدم كل المجسات الاستخبارية في محاولة لتفهم قبل الأوان كيف يعتزم حزب الله الرد. إذا تبينت تصفية محسن وأن منظمة الإرهاب توشك على فتح حرب شاملة، فمن الأفضل لإسرائيل أن تبدأ بضربة مسبقة تتطلع إلى اقتلاع مقدرات كثيرة من حزب الله (قادة كبار، أنفاق وقيادات استراتيجية، مخازن سلاح وما شابه)، بحيث يصل إلى الحرب الشاملة بجاهزية أقل.
إلى جانب ذلك، عليها أن تكثف الحزام الدفاعي في الحدود اللبنانية بشكل كبير (وبشكل عاقل) بحيث تمنع عمليات القنص؛ لمنع اجتياح محتمل لقوة الرضوان. كما أن على إسرائيل تفعيل أبواقها الرئيسة، بما في ذلك رئيس الوزراء ووزير الدفاع؛ لتحذير الحكومة والشعب في لبنان من أن حرباً في لبنان ستؤدي إلى تدمير البنى التحتية للبنان، وإلى دمار عظيم في أرجاء الدولة – بخلاف حرب لبنان 2006.
بالتوازي على إسرائيل أن تحفز الجيش الإسرائيلي بحيث يكون جاهزاً ومستعداً قدر الإمكان لحرب في لبنان، بما في ذلك مناورة برية تتطلع إسرائيل في إطارها إلى إبعاد حزب الله عن الحدود، مع التطلع حتى الليطاني، كهدف أولي للحرب الشاملة، إذا ما نشبت.
إسرائيل اليوم 31/7/2024
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.