منذ عشرة أيام العالم ينتظر ويترقب الرد الإيراني
ألمحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات …..
في أعقاب إغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران وهو في ضيافتها، أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران أنه يجب الرد على أنتهاك إسرائيل سيادة إيران، وعلى رغم مرور أكثر من أسبوع على إغتيال الشهيد إسماعيل هنية لم تتخذ طهران أي خطوة تجاه ردها على إسرائيل ألتي بفعلتها أثبتت سقوط قوة الردع الإيرانية، وأنه بإمكانها، أي تل أبيب، مهاجمة أراضيها وتنفيذ عمليات عبر تجنيد الموساد لعملاء في الداخل الإيراني، كما يمكنها مهاجمة أكثر من جبهة في ما يعرف بـ” محور المقاومة “، وكأن رئيس الوزراء الإسرائيلي النتن ياهو أراد أتباع نهج ” وحدة الساحات ” لكن بالطريقة الإسرائيلية، أي إثبات قدرته على مهاجمة أكثر من جهة في الوقت ذاته، مما أتضح مع تنفيذ عمليتي إغتيال إسماعيل هنية والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر، وفي حين تنبأ بعضهم بأن الرد الإيراني آتٍ لأنه لا بد لها من إعادة بناء قوة الردع أمام إسرائيل وأن الرد لن يختلف عن سيناريو أبريل الماضي حينما ردت على قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، إلا أن هناك متغيراً جديداً في السياق الحالي، وهو جهود دبلوماسية تبذل لإقناع إيران بعدم الرد والتصعيد حتى لا تندلع حرب إقليمية، وفي حين صرح المسؤولون الإيرانيون بأن طهران لا تريد إشعال حرب إنما لا بد من الرد، جاءت الدبلوماسية الأردنية وألتي يقودها عميد الدبلوماسية الأردنية السيد أيمن الصفدي بزيارة نادرة لطهران فحاول الصفدي الذي نقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه إلى القيادة الإيرانية لتهدئة الأجواء، وعقدت منظمة التعاون الإسلامي إجتماعاً إستثنائياً في مدينة جدة السعودية، مقر المنظمة، للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية لبحث إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ودانت الإعتداء على سيادة إيران، وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأنه لا ينبغي لأحد أن يصعد الصراع، مؤكداً الدخول في دبلوماسية مكثفة مع الحلفاء والشركاء وأنه تم نقل هذه الرسالة مباشرة إلى إسرائيل وإيران، كما أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأن التصعيد الإيراني سيضر بالأستقرار الإقليمي بصورة دائمة، كل الجهود الدبلوماسية وإدانة الدول الإسلامية في المؤتمر الإستثنائي قد تتخذها إيران مبرراً لعدم الرد، لا سيما أن هناك تخوفاً من عدم إمتصاص إسرائيل الضربة وتوجيه أخرى أكبر لها، في ظل حسابات المجرم النتن ياهو نحو التصعيد وجر واشنطن إلى حرب في الإقليم، وجاء خطاب الأمين العام لـ حزب الله السيد حسن نصرالله ليشير إلى أن إيران غير مجبرة على الرد وأن رد حزب الله قد يأتي أحادياً أو بالتنسيق مع جبهات أخرى، وربما يكون إختيار يحيى السنوار قائد الجناح العسكري في حماس رئيساً للمكتب السياسي خلفاً للشهيد إسماعيل هنية من ضمن الرد الإيراني، فالسنوار معروف بعلاقاته القوية مع طهران على عكس بعض قيادات حماس ألتي لها علاقات بتركيا وقطر، ومن ثم فإن إختياره يدعم جناح الحركة المرتبط بإيران، وسبق للسنوار أن قال لدينا مئات الكيلومترات من الأنفاق وآلاف الصواريخ ولم نكُن لنصل إلى هنا لولا إيران، وأكد أن حماس لن تقطع علاقاتها مع النظام في طهران، وفى هذا الإطار هنأ القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني يحي السنوار، كما هنأه اللواء سلامي معتبراً أن تعيينه بعد إغتيال سلفه الشهيد إسماعيل هنية سيثير قلق إسرائيل، ويقوم التصور الإيراني الآن على أن ظروف الحرب تطورت على نحو لم تعُد هناك مساحة لمفاوضات السلام، وتنفذ العمليات العسكرية حالياً تحت قيادة يحيى السنوار، وأوكلت إليه رئاسة المكتب السياسي، ومن ثم في حال فشل المفاوضات لا يعود السياسيون يقومون بأي دور ويقع العمل في أيدي المسلحين، لذا تعتبر إيران أنه بهذا الإختيار فإن مسألة مفاوضات السلام مستبعدة في هذا الوضع وأن المستقبل سيحدده الميدان، ويبدو أن إيران التي أعلنت على لسان علي باقري كني أن الرد سيكون في المكان والتوقيت المناسبين، تدرس رداً يعيد لها شرفها وقوة الردع لكن في الوقت ذاته يجنبها ضربات إنتقامية إسرائيلية، وربما تعتبر أن الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية ذريعة لعدم القيام بردّ، لكن في المقابل فإن إختيار السنوار يعزز جبهة طهران ويرجح العمليات العسكرية في المنطقة على حساب المفاوضات والتسويات السلمية، والواقع أن إيران تشعر بارتياح لإختيار السنوار، ويبقى يقوم التصور الإيراني الآن على أن ظروف الحرب تطورت على نحو لم تعد هناك مساحة لمفاوضات السلام، وتنفذ العمليات العسكرية حالياً تحت قيادة يحيى السنوار، وأوكلت إليه رئاسة المكتب السياسي، ومن ثم في حال فشل المفاوضات لا يعود السياسيون يقومون بأي دور ويقع العمل في أيدي المسلحين.
ألمحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.