لا أمل في بعض قادة أمة عربية وإسلامية ما زالوا يصدقون أن الصھيوأمريكيين غربيين حلفاء وشركاء لھم ويعملون معھم كوسطاء
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي….
يبدو أن الشعب الفلسطيني الذي ضحى وما زال يضحى بالمھج والأرواح وبكل ما يملك في ھذھ الدنيا للدفاع عن الأمة ودينھا ومقدساتھا الإسلامية والمسيحية ودولھا وجيوشھا وشعوبھا بحروب متعددة وآخرھا معركة طوفان الأقصى ضد أعداء اللھ والرسل والأمة والإنسانية جمعاء الكيان الصھيوغربي النازي التوسعي، كتب عليھ أن يبقى مدافعا في الداخل لوحدھ مع شرفاء وأحرار الأمة والإنسانية في الخارج دولا ومقاوميين ومتظاھرين..وغيرھم، ليحرر وطنھ الذي سلب منھ منذ الإستعمار البريطاني البغيض لغاية تسھيل دخول عصابات بني صھيون إلى فلسطين وإحتلالھا أراضي ١٩٤٨ ومن ثم أراضي ١٩٦٧ والتي أحتلت من بعض العرب وبتواطئ وتخاذل عربي واضح في ذلك الوقت، وظنا من بعض القادة آنذاك أن الأمريكان والبريطانيين وغيرھم سيعيدون لھم فلسطين، والتي حاولوا السيطرة عليھا وإحتلالھا مرات عدة عبر تاريخھا وأخرھا الإحتلال البريطاني البغيض والمجرم، والذي سھل لعصابات الكيان الصھيوغربي إحتلال فلسطين قطعة قطعة حتى سيطر عليھا بالكامل بل وسمح قادة الغرب فيما بعد لكيانھم الصھيوغربي بالتوسع والسيطرة على أراضي عربية أخرى من سورية ولبنان ومصر…
واليوم وبعد مرور أكثر من ٧٥ عام من الإحتلال الصھيوغربي ما زال الشعب الفلسطيني يدافع بلا أمة عربية، وانا قلت في عدة مقالات في الحروب الصھيونية السابقة على غزة وفلسطين وغيرھا من الدول، أنھ لو كانت ھناك أمة عربية حقيقية وقادة موحدين بقراراتھم السيادية الوطنية والقومية لما بقيت فلسطين محتلة لغاية اليوم، ولما سمح لعصابات بني صھيون من أن تجمع يھودھا الصھاينة من كل أسقاع الأرض حتى أصبحوا تسعة ملايين نسمة بعد أن ھجروا شعبھا الفلسطيني في أسقاع الأرض بالملايين، وھذھ حقيقة تاريخية كشفتھا حروب فلسطين المتعددة مع ذلك الكيان الصھيوغربي النازي وأكدتھا غزة العزة في معركة طوفان الأقصى المباركة….
وحتى نكون منصفين ونقول الحق دائما أن بعض قادة الأمة السابقين وجيوشھم في الماضي البعيد والقريب خاضوا حروبا وبكل شجاعة وبسالة وشموخ وتضحية مع ھذا الكيان الصھيوني وھزموھ ھزائم متعددة، وقد حاولوا عدة محاولات للقضاء على ذلك الكيان الصھيوني وإقتلاعھ من جذورھ، ولم يكونوا يمتلكون تلك القوة السياسية والعسكرية والإعلامية والمالية والدولية التي يمتلكھا قادة وجيوش دولنا ھذھ الأيام، بل بعض القادة السابقين تلاعبوا على أمريكا وبريطانيا وفرنسا وبعضھم أعلن الحرب عليھم علنا مھما كانت العواقب، حتى يتم تحقيق ذلك الھدف بالتحرير وعودة اللآجئين والنازحيين الفلسطينين إلى وطنھم، إلا أن ھناك قادة عرب آخرين كانوا يتآمرون على قادة تلك الحروب مع الصھيوغربيين ويوقعون الفتن بينھم ويحاولون التشكيك بتلك الإنتصارات للجيوش العربية آنذاك كما جرى في نصر معركة الكرامة ١٩٦٨ ومعركة تشرين ١٩٧٣….
وللأسف الشديد أن الصھيوغربيين إستطاعوا الضحك على بعض القيادات السابقة والحالية تحت مسمى أنھم حلفاء وشركاء وأصدقاء لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.. وغيرھا من دول الغرب النازي والبعض عملوا معھم وسطاء، بدل أن يتحالفوا معا ويضعوا حدا للكيان الصھيوني ولداعميھ في الغرب ويقولون لقادة الغرب النازيين أننا مع محور المقاومة وأن كيانكم المخترع قد تعدى كل الخطوط الحمر، وھو كيان صھيوغربي مصطنع مجرم نازي خارج عن القانون الدولي وكل الشرائع السماوية والدولية، وأن الوقت حان لعقابھ ولجمھ وردعھ حتى يتم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتھا الأبدية القدس كاملة، وأن كيانكم منذ أن إخترعتموھ وھو عامل توتر للمنطقة برمتھا، وھو من يشعل الحروب ليتوسع ويتمدد وينفذ فكرھ التلمودي للسيطرة على المنطقة برمتھا، ويجب وضع حد لتصحيح كل أخطائكم التي إرتكبتموھا في الماضي البعيد والقريب في فلسطين والمنطقة….
فكيف نكون حلفاء وشركاء ووسطاء…؟ وقادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرھم صرحوا بداية الحرب على غزة بأنھ لا يوجد لھم حلفاء ولا شركاء ولا أصدقاء في المنطقة إلا الكيان الصھيوني الذي إخترعوھ ودعموھ، وما زال الدعم اللوجستي بكل أنواع الأسلحة ومنھا المحرمة دوليا، ودعم بالمال والإعلام والسياسة والفيتو في مجلس الأمن، ومحاولات الضغوط على المحاكم الجنائية والدولية حتى لا تحاكم قادة الكيان الصھيوغربي مجرمي الحرب ومرتكبي الإبادة الجماعية في غزة وكل فلسطين بل وفي لبنان وسورية …وغيرھا، وھو دعم لوجستي ما زال مستمرا منذ أحد عشر شھرا، والذي أودى بحياة ما يقارب ٤٠ ألف شھيد فلسطيني معظمھم من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب وأكثر من ١٠٠ ألف مصاب وجريح ھذا غير من ھم ما زالوا تحت الأنقاض، ھذا غير شھداء ومصابي وجرحى باقي فصائل المحور في لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران من مدنيين وعسكريين ومقاوميين…
وللأسف الشديد أن بعض القادة العرب ما زالوا متمسكين بالسياسة والدبلوماسية والتحالف والشراكة والوساطة مع الأعداء الصھيوأمريكيين غربيين، ويبحثون عن حلول مستقلة مع الصھيوأمريكيين غربيين لحماية أنفسهم وشعوبھم ظنا منھم ومن مستشاريھم المتصھينين والمتأمريكيين بأن ھذا الكيان الصھيوغربي سيتم ضبطھ ولن يتوسع في اراضي عربية أخرى، بالرغم من أن تصريحات النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة وقطعان المستوطنين والمعارضين الصھاينة وكل ذلك المجتمع الصھيوغربي النازي المتوحش تؤكد أنھم لو ھزموا لا سمح ولا قدر مقاومي غزة وفلسطين في الداخل ومحورھا في الخارج فإنھم سينقضوا على الدول الأخرى والمحيطة بفلسطين لأنھم يعتبرون أنفسھم إنتصروا، وسيحصلون على دعم قادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرھم لتنفيذ باقي مشاريعھم الصھيوتلمودية الإستعمارية التوسعية النازية في المنطقة برمتھا بل في العالم أجمع…
فھل من صحوة حقيقية توحد الأمة وقادتھا وجيوشھا وشعوبھا لتلحلق بمحور المقاومة ودولھ وفصائلھ ليتم الثأر لكل تلك الدماء البريئة التي سفكت في منطقتنا، منذ إختراع الغرب لكيانھم الصھيوني لغاية الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق اطفال ونساء وشيب وشباب وشابات غزة العزة وشعبھا البريئ، وإذا لم يتوحد قادة الأمة وجيوشھا وشعوبھا مع محور المقاومة في مثل ھذھ المعركة الفاصلة بين الكفر المتوحش الحقيقي والإسلام الإنساني الحقيقي، وبين الحق والباطل والخير والشر والصدق والكذب، فمتى ستتوحد الأمة وتنھض من كبواتھا المتراكمة والمتعددة والمتنوعة…؟ ومحور المقاومة لم ولن يھزم أبدا لأنھ محور الحق العربي الإسلامي والإنساني، ومعھ دولا كبرى كروسيا والصين…وغيرھا من الدول الحرة والذين يحاربون محور الشر الصھيوأمريكي غربي الذي لا يمثل لا اليھودية ولا المسيحية ولا الإسلام، بينما محور المقاومة ھو محور الحق الإنساني الحقيقي بأديانھ وقومياتھ وقادتھ ودولھ وجيوشھ وشعوبھ وفصائلھ وحركاتھ وأحزابھ ومستقليھ، وسيكون النصر حليفا لھ في النھاية، سواء أطفأت نيران تلك الحروب الشرسة في غزة وفلسطين ومنطقتنا وفي أوكرانيا أو توسعت إقليميا وحتى عالميا لتصبح حربا عالمية ثالثة لا سمح اللھ ولا قدر…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.