تحذيران أمميان مِن تداعيات التقلبات الجوية المقبلة في اليمن ومخاطر تهجير الفيضانات الأخيرة للذخائر غير المتفجرة

شبكة الشرق الأوسط نيوز : يتواصل هطول الأمطار الغزيرة متسببًا بسيول جارفة في عدد من المحافظات اليمنية، مؤخرًا، بما فيها العاصمة صنعاء، والتي تتسبب بغرق عدد من الشوارع والساحات وإلحاق أضرار بالممتلكات، وتعطيل قسم كبير من حركة المرور.
في السياق، حذّرت الأمم المتحدة من أن اليمن يواجه خلال الأيام العشرة المقبلة أمطارًا غزيرة. وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) “أن تؤدي هذه الأحداث الجوية المتطرفة إلى تفاقم الوضع المتدهور بالفعل في اليمن، الذي يواجه صراعًا مستمرًا وانعدامًا حادًا للأمن الغذائي”.
في غضون ذلك، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (يو إن إتش سي آر)، أمس الأربعاء، في “تدوينة” على منصة “إكس” إن “الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت اليمن مؤخرًا قد تسببت في أضرر جسيمة لأكثر من 12 ألف مسكن ومأوى، وأكثر من 34 ألف أسرة في 19 محافظة، وغمر الأراضي الزراعية ونفوق المواشي وتعطل سبل كسب الرزق”.
وذكرت المفوضية، في تقرير نُشر، مؤخرًا، على موقع “رايلف ويب” الأممي، “أن الفيضانات قد تسببت في أضرار جسيمة لمواقع النازحين داخليًا والمنازل والبنية الأساسية، ما أثر على آلاف الأسر وكثير منهم نزحوا”.
وأضافت: “لقد أدت الفيضانات إلى تعطيل سبل العيش، وغمر الأراضي الزراعية وإلحاق أضرار جسيمة بالثروة الحيوانية، مما يهدد الأمن الغذائي”.
وحذّرت، “بشأن تفشي الأمراض المنقولة بالمياه بسب مصادر المياه الملوثة، بالإضافة إلى ذلك تم تهجير الذخائر غير المتفجرة بسبب الفيضانات؛ مما يشكل المزيد من المخاطر على المجتمعات المتضررة والجهات الفاعلة الإنسانية المشاركة في الاستجابة”.
في موازاة ذلك، قالت نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية خلال الفترة (11-20 أغسطس 2024)، والصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن اليمن، الذي يواجه بالفعل أزمة إنسانية، معرض لخطر متزايد من الفيضانات الشديدة بسبب هطول الأمطار الغزيرة.
وحذّرت من أن اليمن يواجه خلال الأيام العشرة المقبلة أمطارًا غزيرة.
وأشارت إلى أنه “خلال موسم الأمطار الحالي تستعد البلاد لهطول أمطار غزيرة، وهذا يشكل فصلًا متزايدًا من المخاطر، وخاصة الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية في المناطق الجبلية. والمناطق المنخفضة معرضة للخطر بشكل خاص، حيث تواجه الأصول الزراعية تأثيرات كبيرة”.
وذكرت أن تأثر محافظات الحديدة وتعز وحجة يمثل العبء الأكبر من تأثير الفيضانات الكبيرة المبلغ عنها في أوائل أغسطس/ آب.
وقالت: “تسببت الفيضانات في أضرار واسعة النطاق، بما في ذلك تدمير المنازل والأراضي الزراعية، وتشريد الآلاف، وفقدان الأصول القيمة. في حين أن الأمطار الغزيرة هي سمة من سمات موسم الرياح الموسمية في اليمن، فإن الفيضانات الأخيرة تسلط الضوء على ضعف البلاد في مواجهة الأحداث الجوية القاسية”.
ووفق النشرة، “من المتوقع أن تشهد محافظة إب أكثر من 300 ملم من الأمطار خلال الأيام العشرة المقبلة، حيث تشهد المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية أشد هطول للأمطار. وستشهد إب وذمار وصنعاء وعمران وحجة والحديدة موجات مفاجئة من الأمطار في 16 أغسطس (20-50 ملم) و19 أغسطس (أكثر من 50 ملم). وستشهد المناطق الساحلية على طول خليج عدن، والتي تتلقى عادة أمطارًا منخفضة، زخات خفيفة (تصل إلى 10 ملم) حوالي 18 أغسطس/ آب”.
وذكرت أن “المناطق المعرضة لخطر الفيضانات: المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية، تواجه الأودية (مجاري الأنهار) في هذه المناطق خطرًا كبيرًا من الفيضانات الممتدة، ويشمل ذلك حرض ووادي مور الجوف وسرود ودنة وسهام ورماح وزبيد وراسيان وتبن وبنا”.
وقالت: “لقد أدت الأمطار الغزيرة السابقة إلى تشبع التربة، مما زاد من خطر الفيضانات في مناطق أخرى من البلاد أيضًا”.
وتوقعت “أن تتسبب الأمطار الغزيرة المتوقعة والفيضانات المصاحبة لها في أضرار جسيمة للمحاصيل. كما أن المنحدرات شديدة الانحدار معرضة لخطر الانهيارات الأرضية، مما قد يؤثر على البنية التحتية والمجتمعات المحلية”.
ورجّحت “أن تواجه المناطق المنخفضة على طول ساحل البحر الأحمر وخليج عدن، وهي مناطق زراعية حيوية، اضطرابات شديدة في سبل العيش بسبب الفيضانات”.
كما توقعت وقوع ضحايا وتلف البنية التحتية وفشل شبكات الاتصالات: “تتعرض ظروف الإسكان الهشة لخطر التدمير، مما قد يؤدي إلى وقوع ضحايا. بالإضافة إلى ذلك، قد تغمر أنظمة الصرف غير الكافية في المناطق الحضرية، مما يؤدي إلى تلف البنية التحتية، وانقطاعات النقل، وفشل شبكات الاتصالات”.
وأكدَّت أن “اتخاذ إجراءات فورية أمر بالغ الأهمية للتخفيف من الآثار السلبية على حياة المجتمعات وسبل عيشها”. وطالبت “بتعزيز أنظمة الإنذار المبكر والتوعية وتأهب المساعدات الإنسانية في المواقع المعرضة للخطر”.

واعتبرت “أن توفير معلومات الإنذار المبكر في الوقت المناسب، بما في ذلك التنبيهات الجوية وإرشادات العمل الوقائي المجتمعي، أمر ضروري لتقليل المخاطر المحتملة”.
وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أشارت التقارير الأولية إلى وفاة ما يقرب 57 شخصًا وإصابة 16 آخرين وتأثر 34260 أسرة جراء الأمطار والفيضانات التي ضربت مؤخرًا 19 محافظة، وتأثرت بشدة محافظات الحديدة وحجة ومأرب وصعدة وتعز.
فيما ذكر تقرير أولي للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب (شمال شرق)، أن أمطارًا غزيرة مصحوبة برياح شديدة وصواعق رعدية شهدتها محافظة مأرب، الأحد، تسببت بوفاة أربعة نازحين وإصابة عشرين آخرين في المخيمات هناك. كما تسببت بتأثيرات واسعة على مساكن النازحين في 41 مخيمًا وموقعًا، فيما بلغ عدد الأسر المتضررة جزئيًا 4206 أسر، وتضررت عدد أربع مدارس ومرفقين صحيين جزئيًا. وأشارت إلى أن الآلاف من الأسر تسكن في أنواع من السكن المؤقت والهش وذي التأثير السريع بتقلبات الطقس.
كما ألحقت الأمطار والسيول أضرارًا في شوارع مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت(شرق)، ليل الإثنين/ الثلاثاء، متسببة بجرف عدد من المركبات.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.