هآرتس: حرب إسرائيل على غزة بين الأكثر دموية منذ بداية القرن
شبكة الشرق الأوسط نيوز : اعتبرت صحيفة “هآرتس” العبرية الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ضمن أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل الكثير من الفلسطينيين في المناطق التي سبق وأعلن أنها “آمنة”.
وقالت الصحيفة، في تحقيق نشرته مساء الأربعاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “دأب على اتهام المجتمع الدولي بالنفاق في موقفه من الحرب على قطاع غزة، مدعيا بأنه يتجاهل الصراعات الأخرى وغيرها من الكوارث الإنسانية”.
وأضافت: “على سبيل المثال، قال نتنياهو في يناير (كانون الثاني) الماضي: “أين كانت جنوب إفريقيا (رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية تتهمها بارتكاب إبادة جماعية في غزة) عندما قُتل الملايين أو أُجبروا على النزوح من ديارهم في سوريا واليمن”.
واستدركت “لكن فحص عدد القتلى في قطاع غزة يكشف أن هذه الحرب من أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن، خاصة إذا نظرت إلى معدل الوفاة ونسبة القتلى من عامة الناس”.
كما “قتل نحو 40 ألف شخص في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر”، وفق الصحيفة، و”بالنسب المئوية: 2 بالمئة من أصل عدد السكان البالغ نحو مليوني نسمة”.
استهداف مناطق “آمنة”
وبشأن استهداف الجيش الإسرائيلي للنازحين، قالت الصحيفة: “على الرغم من أن معظم سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين، إلا أن فرارهم إلى المناطق التي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها آمنة لم يجد نفعا دائما، حيث قُتل الكثيرون في هذه المناطق أيضا”.
الفارق الأكثر وضوحا بين حروب القرن الحادي والعشرين الأخرى وما يحدث في غزة هو حجم منطقة القتال
ولفتت “هآرتس” إلى أنه “منذ بداية الحرب قام العديد من المنظمات الدولية، وكذلك الحكومات ووسائل الإعلام، بدراسة مدى مصداقية أرقام القتلى التي تنشرها وزارة الصحة في غزة، وهناك إجماع واسع على أنها موثوقة”.
وفي أحدث إحصائية نشرتها وزارة الصحة بغزة الأربعاء، فقد قتل 39 ألفا و965 فلسطينيا، وأصيب 92 ألفا و294 جراء حرب إسرائيل على القطاع، كما تجاوز عدد المفقودين 10 آلاف تحت الأنقاض.
أوضحت الصحيفة أن “الحرب في غزة تسببت في وفيات أكثر من بعض الأحداث التي أثارت المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة”.
ودللت على ذلك بأنه “خلال الإبادة الجماعية للروهينغا في ميانمار، على سبيل المثال، قُتل نحو 25 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة”.
وبمقاربة أخرى، قالت هآرتس: “على سبيل المثال في يوغوسلافيا. ومن أبرز الساحات هناك كانت البوسنة، وفي أسوأ أعوامها (1991) بلغ متوسط عدد الوفيات شهريا 2097، وبلغ إجمالي عدد الوفيات في أربع سنوات هناك 63 ألفا”.
4000 وفاة شهريا
وخلصت إلى أنه “من حيث معدل الوفيات، فإن الحرب في غزة تقع في أحد المراكز الأولى في الصراعات العنيفة منذ بداية القرن، إذ يصل معدل القتلى في غزة إلى حوالي 4000 حالة وفاة شهريا في المتوسط”.
وقارنت الصحيفة حرب تل أبيب على غزة بالحرب في أوكرانيا، حيث “بلغ معدل الوفيات 7736 شهريا”.
وفيما يتعلق بالفوارق بين غزة وبقية المناطق، قالت: “الفارق الأكثر وضوحا بين حروب القرن الحادي والعشرين الأخرى وما يحدث في غزة، هو حجم منطقة القتال البالغ 360 كلم مربعا، وعدم قدرة السكان الذين لا يشاركون في القتال على الهروب من القتال، وقبل كل شيء معدل الضحايا من مجموع السكان”.
وفي المناطق التي يعرّفها الجيش الإسرائيلي بأنها “إنسانية”، فإن “الأوضاع المعيشية صعبة للغاية، ويعاني النازحون من الاكتظاظ والعدوى وعدم توفر مأوى آمن ونقص الدواء وغير ذلك”، وفق الصحيفة.
قتل 2 بالمئة من سكان غزة في أقل من عام، وهو أمر غير معتاد في عصر الحروب بعد الحرب العالمية الثانية
كما أن “الإحصائية التي ربما توضح بشكل أفضل مدى شدة الكارثة الإنسانية في غزة، هي معدل الوفيات نسبة إلى حجم السكان، حيث قتل 2 بالمئة من سكان غزة في أقل من عام، وهو أمر غير معتاد في عصر الحروب بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وخاصة خارج إفريقيا”.
ووفقا لتقديرات صارمة لم تنسبها الصحيفة لمصادرها، “قُتل حوالي 2 بالمئة من السكان في سوريا، كما هو الحال في غزة، ولكن مع فارق مهم، هو أن الحرب مستمرة هناك منذ 13 عاما”، وفق “هآرتس”.
ونقلت عن البروفيسور في جامعة لندن البريطانية مايكل سباغات قوله: “فيما يتعلق بنسبة السكان الذين قتلوا، أفترض أنها (الحرب في غزة) دخلت بالفعل المراكز الـ5 الأولى في الصراعات الـ10 الأكثر عنفاً في القرن الحادي والعشرين”.
وأكد سباغات، المتخصص في مراقبة ضحايا الصراعات العنيفة، أنه “إذا أخذنا في الاعتبار المدة التي يستغرقها قتل نسبة كبيرة كهذه من السكان (2 بالمئة من سكان غزة خلال 10 أشهر)، فقد تأتي حرب غزة في المركز الأول”.
المصدر : (الأناضول)
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.