حماس تكشف عن آخر شروط إسرائيل للتهدئة وتوجه رسائل لجمهور الاحتلال: نتنياهو يقتل أبناءكم الأسرى

شبكة الشرق الأوسط نيوز : مع تصاعد حركة الاحتجاج في الشارع الإسرائيلي ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لاتهامه بتعطيل التوصل لصفقة تبادل أسرى، تعيد الجنود والإسرائيليين الموجودين في قبضة المقاومة بقطاع غزة، أعلنت حركة حماس أن “المجرم نتنياهو” هو من يتحمل المسؤولية عن تعثر المفاوضات وعن حياة الأسرى، وكشفت تفاصيل جديدة عن آخر مفاوضات انتهت بدون نتائج، بسبب شروط وضعها رئيس حكومة الاحتلال.

وفي رسائل وجهتها حماس للجمهور الإسرائيلي، في خضم تصعيد الاحتجاجات ضد نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف، قالت الحركة إن نتنياهو كان المسؤول عن حياة الأسرى الستة الذين عُثر عليهم مطلع الأسبوع، لافتة إلى أنهم قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي.

واتهمت الحركة نتنياهو بالعمل على تضليل الرأي العام، والاستمرار في سياسة الخداع والكذب، لـ”التنصل من المسؤولية عن حالة الانغلاق التي وصلت إليها المفاوضات”.

هذا وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، قالت في مقطع مصور قصير، إن نتنياهو هو مَن قتل الأسرى، لأنه اختار البقاء في “محور فيلادلفيا” على إنجاز صفقة تبادل الأسرى.

وحمل المقطع رسالة موجهة لعائلات الأسرى الستة الذين عُثر على جثثهم، وأكد الجناح العسكري لحماس، أن هؤلاء الأسرى كانوا أحياء، وكان مفترضا أن يخرجوا ضمن المرحلة الأولى من الصفقة.

يشار إلى أن آخر مفاوضات جرت قبل نهاية الأسبوع الماضي، بخصوص عقد صفقة تبادل الأسرى، انتهت دون تحقيق أي نتائج، بعد إصرار الوفد الإسرائيلي على بقاء قوات الجيش في “محور فيلادلفيا”، وكذلك وضعه شروطا على عودة نازحي الشمال، من خلال “محور نتساريم” الفاصل بين جنوب وشمال قطاع غزة.

وفي هذا السياق، كشف خليل الحية، رئيس وفد حماس لمفاوضات التهدئة عن آخر التطورات في هذا الملف، لافتا إلى أن “شروط نتنياهو”، هي التي تفشل التقدم في الصفقة، وأضاف: “نتنياهو قال بشكل واضح إنه لا خروج من نتساريم ولا خروج من فيلادلفيا، وأنا أقول هنا بشكل واضح، إنه دون الخروج والانسحاب الكامل من قطاع غزة، لا يوجد اتفاق”.

وشدد الحية خلال مقابلة مع قناة “الجزيرة” أن حماس تصر على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك “محوري فيلادلفيا ونتساريم”، كشرط لأي اتفاق.

وأكد أن نتنياهو يريد استمرار الحرب ولا يريد الوصول إلى صفقة، لافتا إلى أن لهذه الصفقة “ثمنا حقيقيا، وهو لا يريد دفع هذا الثمن”.

وخلال المقابلة، كشف القيادي البارز في حركة حماس عن شروط إسرائيل الجديدة، والتي تعطل التوصل لاتفاق تهدئة، لافتا إلى أنهم (الوفد الإسرائيلي) قدموا للوسطاء ورقة تشمل إبعاد 50 من الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالمؤبدات بعد الإفراج عنهم، مشيرا إلى أنه بعد 2 يوليو/ تموز الماضي، رُفع العدد إلى 150 أسيرا.

وكشف أن من ضمن الشروط الجديدة التي عاد وضعها نتنياهو، كانت رفضه أن يخرج أي محكوم مؤبد من الفلسطينيين حتى لو كانوا مرضى وكبار السن، في مخالفة للورقة الإسرائيلية السابقة.

وأوضح الحية أن الأمر لم يقتصر على هذا، وأن نتنياهو وضع في كل بند من البنود، شرطا جديدا يعطل الورقة التي كان قد وضعها بنفسه، بما في ذلك “محوري فيلادلفيا ونتساريم”.

وحين تطرق للحديث عن “اللجان الفنية” الخاصة بالمفاوضات، قال الحية: “اللجان الفنية التي تعمل الآن، سمعنا عنها ولكننا لم ننخرط فيها، وفي نهاية المطاف، لم نسمع عن نتائج هذه اللجان، فهي تبحث في كل شيء إلا أن يتفقوا”.

وأكد أن كل المفاوضات بجميع مراحلها السابقة، دللت على أن نتنياهو ليس مهتما بعقد صفقة، وقال: “بدلا من أن يدفع بجيشه لقتل وتدمير منطقة بالكامل واسترجاع اثنين أو ثلاثة من الأسرى ويقتل مقابلهم مئات من الفلسطينيين، كان بإمكانه أن يسترد هؤلاء بتبادل حقيقي، وقد فعلنا ذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي”، منتقدا في ذات الوقت، الدور الأميركي في المفاوضات، واتهم واشنطن بالمسؤولية عن تعطيل المفاوضات وعدم الرغبة في الوصول إلى صفقة.

وأكد أن العقبات الحالية التي تعترض إتمام صفقة تبادل الأسرى كبيرة، وحمّل في ذات الوقت حكومةَ الاحتلال مسؤولية حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وحين تطرق إلى الأسرى الستة الذين عثر عليهم جيش الاحتلال أمواتا، قال: “كان بإمكان الأسرى الستة وغيرهم أن يخرجوا إلى ذويهم ضمن صفقة تبادل حقيقية وهم أحياء، ولكن إصرار جيش الاحتلال وحكومته المتطرفة هو السبب في أن يفقد هؤلاء حياتهم مع عشرات قتلهم الاحتلال مباشرة بقصفهم مع من يجلسون معهم ويحرسونهم ويعيشون معهم”.

وأكد أن بعض الأسرى الإسرائيليين قُتلوا “مباشرة بالرصاص الحي”، متهما الحكومة الإسرائيلية بعدم الاهتمام بمصير أسراها.

هذا وكشف الحية عن اتصالات كانت تجرى مع الحركة، حول الأسير الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وقال إن حماس استجابت لطلب إنساني بتقديم فيديو يظهر الأسير وهو يتحدث مع عائلته، وأضاف: “بعد هذا الفيديو بفترة، أعلنت كتائب القسام، أنها فقدت الاتصال معه ومع من يحرسونه، في دلالة واضحة على أنه تعرض لقصف مباشر من الاحتلال الإسرائيلي، ومن يومها لم يُعلم عن حياته شيء”، وتابع: “وُجد ميتا مع آخرين، وهذه دلالة واضحة على أن الاحتلال يستهدف هؤلاء الأسرى”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.