احتفاء مصري كبير بتحركات الجيش على حدود غزة: رسالة قوية لإسرائيل

شبكة الشرق الأوسط نيوز : هيمنت تحركات الجيش المصري الأخيرة وانتشاره على الحدود مع قطاع غزة على تعليقات المصريين على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، واعتبروا أن هذه التحركات تشكل «رسالة قوية للاحتلال الإسرائيلي» الذي يريد البقاء في القطاع بما في ذلك محور فيلادلفيا ومعبر رفح ويريد أيضاً أن يغير الوقائع على الأرض لصالحه.

وسرعان ما أطلق النشطاء في مصر عدداً من الحملات والوسوم التي تشيد بإمكانات الجيش المصري وقدراته وجهوزيته على التصدي لأي اعتداء إسرائيلي، كما اعتبر الكثير من المعلقين أن مصر تستعيد مكانتها بالمنطقة وتتصدى للمشاريع الإسرائيلية التي تشكل انتهاكاً للاتفاقات الدولية، فيما رآى آخرون أن تحرك الجيش المصري ليس سوى «استعراض» وأنه لا يستهدف ردع الاحتلال الإسرائيلي أصلاً وإنما «يريد التأكد من إغلاق الحدود أمام أي فلسطيني» بحسب ما قال البعض. وجاء هذا الجدل على شبكات التواصل متزامناً مع الانتشار المفاجئ الذي نفذه الجيش المصري على الحدود مع قطاع غزة، حيث أعلن الجيش يوم الخميس الماضي أن رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق أحمد خليفة، قام بزيارة مفاجئة لتفقد الأوضاع الأمنية وإجراءات التأمين على الحدود مع قطاع غزة.
وتداولت وسائل الإعلام المصرية والنشطاء على شبكات التواصل صوراً ومقاطع فيديو لجولة رئيس الأركان على طول الحدود مع غزة، وانتشار الجيش المصري وآلياته هناك خلال عملية التفقد المفاجئة التي نفذها الجنرال أحمد خليفة، وهو ما فهمه الكثيرون على أنه رسالة قاسية وواضحة لاسرائيل، خاصة في ظل الخلافات حول محور فيلادلفيا وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرافضة للانسحاب من هناك.

«محدش يجرب مصر»

وأطلق النشطاء العديد من الوسوم التي تصدرت شبكة «إكس» خلال الأيام الماضية، من بينها الهاشتاغ «#الجيش المصري قادر وجاهز» والهاشتاغ «محدش يجرب مصر» و«مصر تفرض إرادتها» و«مصر تستعيد مكانتها» وغير ذلك من الوسوم التي تشيد بتحركات الجيش المصري وتستذكر المعارك التي خاضها ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع اقتراب ذكرى حرب أكتوبر التي تمكن فيها المصريون من تحقيق الانتصار على اسرائيل في العام 1973.
وعلق الإعلامي المصري المعارض أسامة جاويش على زيارة رئيس الأركان المصرية للحدود مع غزة بالقول: «الرسالة الأولى لهذه الزيارة هي أن الجيش المصري موجود ولدينا رئيس أركان قادر على الذهاب للحدود وتحدي نتنياهو وكان يقف على بُعد أمتار من القوات الإسرائيلية، فهي رسالة واضحة جدا. أما الرسالة الثانية فهي الجهوزية وأنّ للصبر حدود، وهذه رسالة رئيس الأركان على الحدود وكان من المفترض أن تتم منذ السابع من مايو الماضي، لأن الإسرائيليين لا يعملون حساباً إلا للقوة».
وأضاف جاويش: «كيف نستفيد الآن من هذه الخطوة؟ يجب على الإعلام المصري أن يتراجع بعد ذلك ويقوم بإفساد الخطوة التي قام بها الجيش، ويجب على الجميع أن يتذكر بأن محور فيلادلفيا جزء من اتفاقية السلام، ويجب البناء على الحركة التي قام بها رئيس الأركان.. على الإعلام أن يتعامل على مستوى الخطوة العسكرية الهامة التي تمت».
وكتب معبد الصاوي: «إلى كل ضبع، سواء كان جحره فى هذا الإتجاه، أو ذاك لاتحاول إستفزاز مصر، فقد لا تسعفك قوتك لأن تهرب من بطشنا. فكل يد لوحت في وجه مصر أتت صاغرة تطلب الصفح. ولاتنسى أن اليد التي وضعت يوسف في البئر (وقد تلقفته مصر وجعلته عزيزاً) جاءت إليه بعد سنين ممدوة تقول له: تصدق علينا».
أما باسم المصري فكتب يقول: «دخول مفاجئ.. مصر بعون الله قادرة على إعلان الحرب على 6 جبهات في نفس الوقت، يعني معندناش تشتيت نهائي، بخلاف ان كل عناصر أجهزة المخابرات كل واحد منهم برجالته مسؤول على ملف من الملفات».
ونشر الناشط ياسر حسين فيديو لقوات من الجيش المصري وهي تتجول على الحدود مع الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى لقطة لرئيس الأركان الفريق أحمد خليفة، وكتب يقول معلقاً: «لسنا مصابون بالغرور ولكن تاريخنا لم يدع لنا مجالاً للتواضع.. تحيا مصر.. وستظل مصرموجودة دائماً وأبداً».
وكتب معلق آخر: «هيئة البث الإسرائيلية تقول إن زيارة رئيس الأركان المصري لحدود غزة هي استمرار مباشر للرسائل القاسية القادمة من القاهرة ضد رئيس الوزراء نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا».

رد قوي من مصر على نتنياهو

وعلق ناشط يُدعى شهاب على مقطع الفيديو الوارد من الحدود المصرية مع قطاع غزة: «المشهد دا عبارة عن رد قوي جداً من مصر على نتنياهو، ومفاده أن مصر متأمنة بشكل كفيل يخلي محدش يقدر يقرب من حدود مصر ولا يقدر يهرب منها ورقة».
وكتب حساب «الكينج المصري»: «زيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة.. سنرى ذعر ورعب داخل الكيان الإسرائيلي اليوم بالإضافة إلى اشتعال النيران والاشتباكات وتزايد الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية.. نتنياهو سيوافق على الانسحاب الكامل».
وعلق أحد المتابعين بالقول: «خطوة ممتازة حتى وإن كانت متأخرة جدا وينبغي البناء عليها إعلاميا وشعبوياً» فيما قالت هناء فتحي: «زيارة مهمة ومقدرة بالفعل، زيارة رفعت رأسنا لفوق».
وقال صاحب حساب «أرنستو» معلقاً: «رئيس الأركان في الدول المحترمة يحرك الجيش لا يتحرك بالكلام.. هو رئيس الاركان وليس رئيس البرلمان أو نقابة الصحافة».
وقال البيان الرسمي الصادر عن القوات المصرية يوم الخميس الماضي إن «الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة تفقد إجراءات التأمين على الإتجاه الإستراتيجي الشمالي الشرقي، حيث بدأت الجولة بالمرور على القوات المكلفة بتأمين معبر رفح البري، وأكد رئيس أركان حرب القوات المسلحة أن المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية وأن رجال القوات المسلحة قادرون على الدفاع عن حدود الوطن جيلاً بعد جيل». وأكد خليفة على أهمية التحلي بالعلم والإرادة والحفاظ على اللياقة البدنية العالية لضمان تنفيذ كافة المهام بإحترافية عالية.
وقال البيان المصري الرسمي إن الجولة التفقدية حضرها قائد قوات حرس الحدود ونائب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب والقائم بأعمال رئيس هيئة الإستخبارات العسكرية وقائد الجيش الثاني الميداني وقادة القوات الخاصة وعدد من قادة القوات المسلحة.
يشار إلى أن الأجواء بين مصر وإسرائيل توترت خلال الأيام الماضية بسبب إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على إبقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا الذي يفصل قطاع غزة عن مصر.
وقال نتانياهو يوم الأربعاء الماضي، أي قبل يوم واحد من تحرك القوات المصرية على الحدود، إن إسرائيل لن تعقد اتفاقاً لوقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة إلا إذا كان يضمن عدم استخدام منطقة الحدود بين جنوب القطاع ومصر (محور فيلادلفيا) كشريان حياة لحركة حماس.
ويشكل محور فيلادلفيا، الممتد بمحاذاة الحافة الجنوبية لقطاع غزة على الحدود مع مصر، واحدة من العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين.
وواجه نتنياهو انتقادات شديدة من كثيرين في إسرائيل بسبب تمسكه بذلك، بما شمل كثيرين من كبار مسؤولي الأمن في حكومته الذين يعتقدون أن القوات الإسرائيلية قادرة على التدخل بشكل محدد الأهداف إذا لزم الأمر لمنع أي تهريب. كما واجه نتانياهو اتهامات من عائلات الكثير من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، بما في ذلك بعض عائلات الستة الذين تمت استعادة جثثهم من نفق في جنوب غزة الأسبوع الماضي، بالتضحية بأحبائهم بإصراره على إبقاء القوات في محور فيلادلفيا.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.