نائب زعيم “حزب الله”: المواجهة مع إسرائيل دخلت “معركة الحساب المفتوح”

شبكة الشرق الأوسط نيوز : قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، إن الحزب دخل مرحلة جديدة من معركته مع إسرائيل، والتي وصفها بأنها “معركة الحساب المفتوح”.

وبعد يومين على الاستهداف في الضاحية، تم تشييع قائد “قوة الرضوان” إبراهيم عقيل “الحاج عبد القادر”، والشهيد محمود ياسين حمد “فجر” في حارة حريك ببيروت، وسط مواقف لـ”حزب الله” ترفض محاولة فرض الشروط لوقف إطلاق النار.

وألقى نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم كلمة رأى فيها “أن القائد الجهادي إبراهيم عقيل هو مولود الميدان الجهادي وجوّال ميادين الجهاد التي حفلت بالجهاد مع الإسرائيليين والتكفيريين”. وقال: “الشهيد عبد القادر هو شهيد أرقى الميادين.. شهيد القدس وفلسطين، وكان قائدا للعمليات في حزب الله، وأسّس الرضوان وقيادة الرضوان منذ سنة 2008، وهو المعاون الجهادي للسيد نصر الله في العمليات والعمل الجهادي بشكل عام، والمواقع التي استلمها تؤشر إلى الدور الكبير الذي كان يحظى به”.

وأكد قاسم “أن الاحتلال أراد باستهداف قادة الرضوان شلّ المقاومة وتحريض بيئتها وإيقاف جبهة المساندة، ولكن المقاومين عطّلوا هذه الأهداف بالكامل وسرعان ما تغلبنا عليها وعدنا إلى مواقعنا ودورنا أقوى وأصلب تؤازرنا الناس”.

وختم: “نؤكد أن جبهة الإسناد مستمرة مهما طال الزمن حتى تتوقف الحرب على غزة، ونتابع المواجهة بين الحين والآخر.. نقتلهم ونقاتلهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، ولا تخيفنا التهديدات ولا نخشى أخطر الاحتمالات العسكرية وقد دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح، وقد وجّهنا الليلة الماضية دفعة على الحساب وراقبوا الميدان لينبئكم عن دفعات الحساب”.

ورأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله “أن العدو يريد أن يشل قدرات المقاومة من أجل منعها من استكمال إسنادها لغزة، ولكن الرد جاءه سريعاً وتباعاً، أولاً بمواصلة إسناد غزة، وبيانات المقاومة التي صدرت فجر اليوم هذا هو عنوانها، وثانياً، عدم ترك أي فراغ في البنية القيادية للمقاومة ولو ليوم واحد، بحيث أنه ليوم واحد، لم يكن هناك أي فراغ في أي موقع من مواقع المقاومة التي قضى قادتها الميدانيون شهداء، فسارعت إلى استيعاب هذا العدوان ونتائجه، لأن هؤلاء القادة ربوا الآلاف من الكوادر القادرة على استلام أي موقع قيادي ميداني من مواقع المقاومة، وهذا ما حصل في ليلة العدوان على الضاحية، والأخوة الذين تولوا المسؤوليات الجديدة، باشروا عملهم وتصديهم لهذا العدو”، مشيراً إلى “أن عملية الفجر استهدفت منشآت عسكرية من المصانع والقاعدة الجوية التي يعتبرها العدو أنها إحدى مفاخره، وبحسب معطيات المقاومة، فإن صواريخها وصلت إلى هذه القاعدة وحققت إصابات مباشرة، برغم ادعاء العدو طوال يوم أمس وفي الليل أنه يقوم بعملية استباقية كما فعل في عملية الأربعين، ولكنه لم يتمكن من منع تنفيذ رد المقاومة”.

تهديدات قادة إسرائيل

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه “عازم على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم سالمين”، وقال: “في الأيام القليلة الماضية، وجهنا لحزب الله سلسلة من الضربات لم يكن يتخيلها، وإذا لم يفهم الحزب الرسالة، فأعدكم أنه سيفهمها”، مضيفاً “لا يمكن لأي دولة أن تتسامح مع إطلاق النار على سكانها، وإطلاق النار على مدنها”.

من جهته، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أن “حزب الله بدأ يدرك بعض قدراتنا”، مؤكداً “أننا سنستمر حتى تحقيق أهدافنا”. وأضاف في تصريح: “سنواصل العمليات ضد حزب الله حتى عودة سكان الشمال إلى منازلهم”.

أما وزير الخارجية يسرائيل كاتس، فقال: “إذا لم يتحرك العالم لسحب حزب الله من شمال الليطاني، فإن إسرائيل ستفعل ذلك”.

تزامناً، نفى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تورط بلاده في هجمات أجهزة “البيجر” التي وقعت في لبنان. ورداً على سؤال “سكاي نيوز” البريطانية عما إذا كانت إسرائيل مسؤولة عن هجمات البيجر واللاسلكي، قال إنه “يرفض جملة وتفصيلاً أي صلة بهذه العملية”. واعتبر أن “هناك العديد من أعداء حزب الله هناك، حزب الله يخنق لبنان، ويدمّر لبنان، ويحدث الفوضى في لبنان مراراً وتكراراً. نحن هنا ببساطة للدفاع عن أنفسنا. وهذا كل ما نفعله”، مضيفاً: “نوضح أنه يتعين علينا أن نتحرك. كما ستفعل أي دولة عادية، كبريطانيا، أو أي دولة أخرى ذات سيادة من أجل الدفاع عن شعبها”.

ورداً على سؤال حول خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع في الشرق الأوسط، قال هرتسوغ “إن إسرائيل في وضع خطير، ومن الواضح أن احتمال التصعيد كبير”، لافتاً إلى “أننا لا نريد أن ندخل في حرب مع لبنان، لكن لبنان اختطفته منظمة إرهابية هي حزب الله”.

ورفع هرتسوغ صورة نشرها الجيش الإسرائيلي تظهر القادة العسكريين لحزب الله، مسلطا الضوء على أولئك الذين قتلوا في الغارة الجوية الإسرائيلية، الجمعة، على بيروت.

تزامناً، استمرت أعمال رفع الأنقاض من المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث استشهد قائد “قوة الرضوان” إبراهيم عقيل و15 قيادياً وكادراً من قوة النخبة.

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، تحديث لحصيلة الغارة، وفيه أن عدد الشهداء ارتفع إلى 50 شخصاً و11 مفقوداً. وباشرت الأدلة الجنائية في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أخذ عينات من جثامين شهداء في المستشفيات لم تحدد هويتهم بعد، لإجراء فحوص DNA وتحديد هويات أصحابها.

من هو فادي الذي حملت الصواريخ اسمه؟

واستخدم “حزب الله” في قصف قاعدة “رامات ديفيد” صواريخ للمرة الأولى، أطلق عليها اسم “فادي 1” و”فادي 2″، وذلك تيمناً بأحد قادة الحزب فادي حسن الطويل من بلدة خربة سلم الجنوبية والمولود في بيروت في 10\5\1969، وهو شقيق القائد في “حزب الله” وسام الطويل الذي استشهد في جنوب لبنان.

وقد انضم فادي الطويل إلى صفوف الحزب في عام 1982 وشارك في مهمات عديدة، تراوحت بين عمليات رصد واستطلاع وكمائن في عمق الشريط المحتل. قبل أن يستشهد خلال سلسلة عمليات “بدر الكبرى” التي نفذتها المقاومة ضد المواقع العسكرية للقوات الإسرائيلية وجيش لبنان الجنوبي في 30 أيار/ مايو 1987، وبقي جثمانه في أرض المواجهة لمدة 8 أيام قبل سحبه وتشييعه.

وتتميّز الصواريخ التي تحمل اسمه بأنها طالت عمقاً لم يستهدفه “الحزب” من قبل، منذ بدء الحرب في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأوردت معلومات صحافية، أن صاروخ “فادي 1” يبلغ عياره 220 ملم، ويصل مداه إلى 80 كيلومترا، بينما صاروخ “فادي 2” يبلغ عياره 303 ملم، ومداه يصل إلى 105 كيلومترات، وهو الذي ظهر سابقاً في منشأة “عماد 4”.

المصدر : القدس العربي

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.