هل سترد إسرائيل بضرب منشأت حيوية في إيران خلال الساعات القادمة ..؟
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات …
أن الرد الإسرائيلي على هجوم إيران قادم لا محالة وسيكون مختلفاً كلياً عن رد هجوم نيسان/ أبريل الماضي، ليتناسب والأهداف ألتي أختارتها إيران في هجومها الأخير، ولم تقتصر على القواعد العسكرية ألتى ألحق بها الهجوم أضراراً بالغة وبأعتراف واضح وصريح من قبل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ويواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية النتن ياهو مشاوراته مع الأجهزة الأمنية وقيادة الجيش في طبيعة العملية، ألتي لا تتوافق مع مطالب واشنطن ألتي تريدها محسوبة، وهناك تأكيد بأن الرد قد يأتي بأسرع وقت وبشكل مفاجئ، وواضح بأن إسرائيل هي الأخرى تريد هجوماً محسوباً بما يمنع أن تكون الشعلة لحرب إقليمية ولكن في الوقت ذاته لن تكون ضربة عابرة وناعمة، كما المرة السابقة، ولن يقتصر الجهد الإسرائيلي على توجيه الضربة مباشرة إنما العمل على فرض عقوبات واسعة ضد إيران أيضاً، وبينما ناقش إجتماع النتن ياهو وقيادة الأجهزة الأمنية مختلف السيناريوهات من بينها مطلب ضرب مراكز النووي الإيراني، إلا أن ما عرضه مسؤولون أمنيون كان متجهاً نحو إصابة مصادر النفط والغاز في إيران، معتبرين أن الولايات المتحدة الأمريكية تتفهم ضرورة رد إسرائيل على الهجوم الإيراني ولكن في الوقت نفسه لا تريد إتساع هذه الحرب بعد تهديد إيران برد أوسع إذا ما تصرفت إسرائيل بصورة لا تتناسب والهجوم، وتقول إسرائيل أن لديها علامة إستفهام كبيرة حول نية الإيرانيين الرد على الهجوم، لكنها تأخذ في الإعتبار إحتمال أن يذهبوا نحو رد وتصعيد، وعندها وستكون لعبة مختلفة تماماً، ومن المتوقع أن يناقش النتن ياهو مع الرئيس الأميركي جو بايدن ما توصلت إليه إسرائيل من قرارات قبل تنفيذ الرد، الذي وصف في إسرائيل بالرد واسع النطاق، نظراً إلى حاجة إسرائيل إلى الحفاظ على علاقة جيدة مع واشنطن الداعمة لها، أيضاً في منظومات الدفاع ألتي تواجه إسرائيل نقصاً كبيراً فيها وزودتها واشنطن بكمية كبيرة من القبة الحديدية و مقلاع داوود ألتى أستهلك سلاح الجو كمية كبيرة منها منذ بداية حملة سهام الشمال على لبنان، وفي حين تسرب عن أكثر من مسؤول إسرائيلي مطلع على محادثات متخذي قرار الرد على الهجوم الإيراني أن هدف إلحاق الضرر بمنشآت الغاز أو النفط أو مقرات قيادة الحرس الثوري ومطار طهران الدولي هو هدف أعلى بدرجة من الرد على هجوم نيسان/ أبريل الماضي، وأنه ليس من المؤكد بأن الولايات المتحدة الأمريكية موافقة على خطط إسرائيل وأهدافها، ولكن إستمرار المشاورات والدعم لها لديه تفسير آخر، وهو أن واشنطن ترى أنه من الأفضل أحتضانها لإسرائيل، فهم على قناعة بأن إسرائيل سترد وفق ما تراه مناسباً أيضاً في سياق إسترجاع الردع والتفوق فيه، ولم يتطرق لحد الآن إلى مدى إستجابة واشنطن لخطة الرد الإسرائيلي، لكن متخذو القرار في إسرائيل قد يمكن أن يذهبوا بعيداً بما فيه الكفاية، هذا ووفق أكثر من تقرير إسرائيلي، بما في ذلك تقارير تناقلت مواقف مسؤوليين أميركيين، تشير المحادثات بين واشنطن وتل أبيب، إلى أن الأخيرة لا تشعر بالحاجة إلى رد فوري ومكثف على إيران، لكن الخوف في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا هو أن يؤدي هجوم إسرائيلي على أهداف إقتصادية في إيران إلى رد خطر، بعدما أعتبرت طهران ضرب صناعة النفط والغاز خطاً أحمر، وأن واشنطن تشجع إسرائيل على التصرف بطريقة محسوبة، لكن أوروبا تعتقد أنه لا يوجد ضغط كاف على النتن ياهو وحكومته، وأن الأميركيين لا يقيدونه، ولا يخفي الإسرائيليون خشيتهم من إتخاذ المجرم النتن ياهو قراراً متهوراً ومتسرعاً في ظل الضغوط من داخل إئتلافه الحكومي ولاعتباراته السياسية، كما أن تصريحات النتن ياهو بعد الهجوم بإعتبار أن إيران أرتكبت خطأ فادحاً ستدفع ثمنه باهظاً، مضيفاً أن النظام الإيراني لا يفهم تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وتصميمنا على مهاجمة من يهاجمنا، كما فعلنا تجاه السنوار ونصر الله، وإلى جانب ما ذكره مسؤولون من الإحتمال الأكبر بالرد على منشآت النفط والغاز، يناقش النتن ياهو في إطار ضيق مختلف سيناريوهات الرد، ولكن في جميعها يؤكد الإسرائيليون أن الرد سيكون مؤلماً ويستهدف مواقع إستراتيجية، وكما في كل خيار إستراتيجي، يمكن أن يشمل الرد أكثر من خيار واحد، وليس من الضروري أن يأتي الرد في شكل غارة جوية، وأن هناك رغبة لدى إسرائيل بالرد بمفردها، وإظهار ما تستطيع القيام به للإيرانيين والعالم، وأن أي من خيارات إسرائيل قد تؤدي إلى زيادة خطر الحرب، والرسالة الإسرائيلية أن هناك حاجة إلى أن يفهم الإيرانيون أنه من الأفضل عدم تحدينا، وأن أعتباراتنا في الرد ليست تجنب الحرب أو الأنجرار إلى حرب إقليمية، إنما تحقيق الردع وإلحاق الضرر وتغيير دوافعهم للتعامل معنا، وفقاً لتقرير للجيش الإسرائيلي أطلقت إيران 191 صاروخاً باليستياً بإتجاه إسرائيل ووصلت إلى أهدافها المحدده، وأستهداف القواعد العسكرية والمطارات، إضافة إلى محاولة إستهداف مفاعل ديمونة فحسب، إنما أيضاً تجمعات سكانية، وهو ما سيجعل الرد أقسى مما تصورته إيران، وأن الهجوم الإيراني يدل على قدرات إيران الباليستية منذ بدء الحرب قبل عام تقريباً، وتشير تقارير القيادة المركزية الأميركية إلى أن في حوزة إيران ما يزيد على 3 آلاف صاروخ باليستي، وأنه من الصعب معرفة مدى دقة هذا التقدير، وكم عدد الصواريخ ألتي يمكنها ضرب إسرائيل، وما نسبة الصواريخ الدقيقة منها، ووفق ما تبين بعد الهجوم الإيراني الناجح وبأعتراف المجرم النتن ياهو في مؤتمره الصحفي أمس، فقد شمل إطلاق صواريخ فتح1 المتطورة، وهو الصاروخ الذي كشف عنه للمرة الأولى العام الماضي، وبحسب إيران هو صاروخ ” فرط صوتي ” يحمل رأساً حربياً يصل وزنه إلى 450 كيلوغراماً ويبلغ مداه نحو 1500 كيلومتر، ويعرف الصاروخ بأنه قادراً على المناورة بسرعة 5 ماغ أو أعلى نحو (خمسة أضعاف سرعة الصوت) داخل الغلاف الجوي لفترة مستمرة من الزمن، وتساعد قدرة الصاروخ على المناورة خلال الثواني الأخيرة في تحسين دقته، وأن الصور المنشورة للهجوم الإيراني تظهر أن الصواريخ من هذا النوع فرط صوتية أستخدمت على نطاق واسع، ويمكن الخروج بهذا الأستنتاج أيضاً من التقارير الواردة من إيران والشظايا العديدة ألتي صورت بعد الهجوم، وإلى جانب صواريخ فتح1، أطلقت إصدارات عدة متطورة تعتمد على صاروخ شهاب ـــ 3 القديم وغيرها من الصواريخ، وفي تقرير نشره موقع واللا الإخباري فإن تكاليف تصدي إسرائيل للصواريخ الإيرانية كان ضعف كلفة الصواريخ ألتي شملها الهجوم الإيراني، ووصلت إلى 450 مليون دولار، وبحسب التقرير فإن عدداً قليلاً من الصواريخ ألتي شملها الهجوم الإيراني سقط على طول الطريق في إيران والعراق، إذ إن مدى الصاروخ الباليستي يتراوح ما بين 1500 و2000 كيلومتر، وهو سلاح باهظ الثمن، وبحسب التقديرات فإن تصنيعه يكلف الإيرانيين أيضاً ما لا يقل عن مليون دولار، واستخدم الإيرانيون في الهجوم نماذجهم الصاروخية المتطورة، مثل عماد وخيبر وفتح1، ألتي يزعم أنها تفوق سرعة الصوت، أي أنها تستطيع الطيران والمناورة بسرعات تزيد على خمسة أضعاف سرعة الصوت في محاولة لخداع أنظمة الدفاع الجوي ألتي تحاول أعتراضها، وتشير التقديرات إلى أن كلفة الصواريخ الإيرانية وصلت إلى نحو 200 مليون دولار، وهو بحسب التقرير الإسرائيلي ليس قسطاً بسيطاً من مخزون الصواريخ الإيرانية، ولكن في ما يتعلق بطهران فهذه ضربة طفيفة إلى حد ما من الناحية المالية، وفي تصديه لهذه الصواريخ أطلق سلاح الجو الإسرائيلي صواريخ حيتس ـــ 2 وحيتس ـــ 3، ووفق السياسة الإسرائيلية لا يتصدى للصواريخ ألتي تحدد المنظومة أنها ستصيب مناطق غير مأهولة أو غير مهمة عسكرياً، على الرغم من أن الإيرانيين بذكائهم أستخدموا هذه المرة صواريخهم الأكثر دقة بحيث كانت على الأرجح أكثر دقة في هدفهم مما كانت عليه في الماضي، مما أستلزم إستخدام مزيداً من الإعتراضات، وفق التقارير الإسرائيلية، لم يكشف الجيش الإسرائيلي بعد عن عدد صواريخ حيتس ألتي أستخدمها، وما إذا كان من الضروري أيضاً إستخدام صواريخ مقلاع داوود والقبة الحديدية الأعتراضية لأعتراض شظايا كبيرة، أو أجزاء صواريخ إيرانية كبيرة ليست الرأس الحربي، بل خزانات الوقود والمرحلة الأولى وهي ما تزال في الجو ومنفصلة عنها، وذكر تقرير موقع واللا أن كلفة صاروخ حيتس 2، الذي يعترض هدفه على بعد عشرات الكيلومترات في الغلاف الجوي، يبلغ نحو 3 ملايين دولار، ويكلف صاروخ حيتس 3 الأحدث، الذي يعترض الصاروخ الباليستي أثناء وجوده في الفضاء وعلى مسافة أكبر من حدود إسرائيل، نحو مليوني دولار، ولكن حتى لو كانت هناك حاجة إلى نحو 180 صاروخ حيتس واستخدم كلا النوعين من الصواريخ، فإن كلفة الإعتراض تبلغ نحو 450 مليون دولار أكثر من ضعف ما كلف الهجوم الإيرانيين بحسب التقرير الإسرائيلي.
العالم كله يحبس أنفاسه وينتظر ما ستقدم عليه إسرائيل والمجرم النتن ياهو بالهجوم على إيران خلال الساعات 48 القادمة.
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.