الأمم المتحدة: 17 ألف امرأة حامل في غزة على حافة المجاعة وخطر الإجهاض والوفيات يزداد أثناء الولادة
شبكة الشرق الأوسط نيوز : حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، من وجود أكثر من 17 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، على “حافة المجاعة”، في وقت تعيش 11 ألف امرأة حامل في ظروف تشبه ظروف المجاعة بسبب الحرب.
وأكد نيستور أوموهانغي، ممثل صندوق الأمم المتحدة، أن سوء التغذية والقلق، يعوقان الرضاعة الطبيعية لثلاثة أرباع الأمهات الجدد، في وقت لا يتوفر فيه حليب الأطفال.
ونقل موقع الأمم المتحدة عن هذا المسؤول الدولي قوله بعد زيارته إلى قطاع غزة والتي استمرت ثمانية أيام، إنه رأى بنفسه “الظروف المزرية التي تواجه النساء والفتيات، بما في ذلك المصاعب التي تواجهها النساء الحوامل والسكان بشكل عام”.
وأشار إلى اكتظاظ الملاجئ ونقص النظافة، لافتا إلى أن هذا الأمر “فاقم محنة النساء في غزة”، لافتا إلى أن ما يقرب من 700 ألف امرأة وفتاة يفتقرن للمنتجات الصحية للتعامل مع الدورة الشهرية.
وأوضح أن مستوى الدمار والمعاناة الذي رآه في غزة “غير مسبوق” مقارنة بثلاثة عقود قضاها في مجال العمل الإنساني في مناطق الصراع.
وقد تحدث المسؤول الدولي بالتفصيل عن تفاقم محنة النساء الحوامل، حيث توجد 49 ألف امرأة حامل حاليا، وقال إنه من المتوقع أن تلد 4,000 منهن قريبا.
وقال: “فاقمت ندرة الرعاية قبل الولادة وبعدها مخاطر الإجهاض والوفيات أثناء الولادة”.
وأوضح أوموهانغي أنه مع تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية، لم يتبق سوى 16 مستشفى عاملا بصورة جزئية من أصل 36 مستشفى في القطاع، لافتا إلى أن ثلاثة منها على وشك الإغلاق بسبب عمليات الإخلاء.
وتابع وهو يشرح ما رأى: “خلال زيارتي لوحدة العناية المركزة في مستشفى ناصر في خان يونس، لاحظت 3 أطفال حديثي الولادة يتشاركون حاضنة واحدة، وأبلغني الموظفون أن هؤلاء الأطفال يعتبرون في الواقع من المحظوظين”.
وأضاف: “أخبرني الأطباء في مستشفى ناصر وفي مستشفى الهيئة الطبية الدولية الميداني أنهم يرون معدلا متزايدا من حالات الإجهاض بالإضافة إلى تشوهات القلب بين الأطفال حديثي الولادة”.
وقد سلط الضوء على الدمار الهائل وفقدان الأرواح واليأس الذي أصاب 2.1 مليون نسمة من سكان غزة. كما سلط الضوء على إحصائيات مروعة، مشيرا إلى مقتل أو جرح أو فُقدان 5% من سكان غزة.
وقال: “يؤثر الجوع على 96% من سكان القطاع، فضلا عن نزوح الملايين، عدة مرات، مشيرا إلى أن أحد الناس أخبره بأنه نزح 15 مرة”.
وتطرق إلى الوضع الإنساني في وسط قطاع غزة، وقال: “في دير البلح بوسط غزة، التقيت بشباب من غزة أخبروني أنه عندما تنتهي الحرب لن يرغبوا في البقاء في غزة لأنهم لم يعودوا يرون أي أمل لأنفسهم في البلاد، أروني صورا لغزة قبل الحرب وما بعدها، وقالوا لي إنهم لا يصدقون أنهم يغادرون غزة التي أحبوها أكثر من أي شيء آخر”.
لكن على الرغم من قتامة الوضع في قطاع غزة، أشار نيستور أوموهانغي إلى “بواعث للأمل”، مشيدا بجهود العاملين الصحيين الذين يواصلون تقديم الرعاية في خضم الفوضى.
وقال إنه وعلى سبيل المثال، أجرت وحدة خدمات الأمومة المتنقلة التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان في وسط غزة 96 عملية قيصرية في أيلول/ سبتمبر، وقدمت خدمات حيوية للنساء الحوامل، فيما مكنت جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان من إجراء 45 ألف ولادة آمنة في العام الماضي، وهو ما يعادل ثلثي إجمالي 60 ألف حالة ولادة في غزة.
هذا وطالب أوموهانغي بتلبية ثلاث احتياجات عاجلة، تمثل في ضرورة “التدفق المستمر للسلع الإنسانية والتجارية إلى غزة”، مؤكدا أنه يعد “أمرا بالغ الأهمية”، لافتا إلى أن هناك شاحنات من صندوق الأمم المتحدة للسكان التي تحمل الإمدادات الطبية الأساسية، بما فيها عشرات الآلاف من الفوط الصحية، علقت في مدينة العريش لأكثر من أسبوعين، وكان يشير إلى إجراءات الاحتلال التي تعيق دخول الشاحنات من مصر إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
كما أشار إلى أن السلطات الإسرائيلية منعت أو رفضت 87% من الرحلات الإنسانية المخطط لها في أيلول/ سبتمبر والبالغ عددها 588 رحلة.
وأكد أن العاملين في مجال الإغاثة والصحة يحتاجون إلى الحماية، وقال: “أصبحت غزة المكان الأكثر خطورة بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، حيث قُتل أكثر من 300 زميل”.
وقد أعرب المسؤول الدولي عن “القلق البالغ” إزاء وضع العاملين في مجال الصحة والمرضى في المستشفى الإندونيسي، ومستشفى العودة، ومستشفى كمال عدوان في شمال غزة والتي تلقت أوامر بالإخلاء”.
المصدر : القدس العربي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.