*فادي السمردلي يكتب: هل تخرج احزاب من عباءة الفشل في لجانها*

*بقلم فادي زواد السمردلي* ….. 

 

تعاني بعض الأحزاب السياسية والتي كانت تعتبر نفسها ذات تاريخ وتتمتع بدعم خاص حسب ما اوهمت نفسها وأعضائها في الأردن من فشل كبير في إدارة لجانها ومكاتبها وفروعها ، وهو ما يعكس ضعفًا شاملًا في قيادتها فالفشل في إلادارة لا يُعتبر مشكلة قائمة بذاتها، بل هو نتيجة حتمية لفشل إدارة الحزب بشكل خاص وعمل اللجان في أي حزب، يجب ان تتمتع بالقدرة على تنفيذ السياسات والخطط الحزبية، وتُعد محور العمل السياسي. إلا أن العديد من الأحزاب في الأردن تعاني من افتقارها للرؤية والاستراتيجية، مما يؤدي إلى عجزها عن تشكيل لجان قادرة على أداء مهامها بشكل فعال لان الاختيار يقصي الكفاءات ويركز على المحسوبيات

تتجلى هذه الإشكالية في عدة جوانب أولاً، استبعاد الأحزاب الكوادر المؤهلة التي تتمتع بالخبرة والقدرة على التخطيط والتنفيذ حيث نجد أن معظم اللجان تُدار من قبل أفراد غير مؤهلين، مما يؤدي إلى ضعف في الأداء. كما أن التنسيق بين أعضاء اللجان والقيادات الحزبية يكون غالبًا ضعيفًا، مما يسبب انعدام التواصل الفعال ويؤثر سلبًا على اتخاذ القرارات.

ثانيًا، تسود الصراعات الداخلية بين أعضاء بعض الاحزاب، وهو ما ينعكس على أداء اللجان. فبدلًا من التركيز على الأهداف الحزبية والمصلحة العامة، تتجه الأجندات الشخصية والمنافسات الداخلية إلى إضعاف القدرة على العمل الجماعي فهذه الصراعات تؤدي إلى انقسامات تعكس ضعف التماسك داخل الحزب، مما يؤثر سلبًا على اللجان ويجعلها عاجزة عن تنفيذ استراتيجيات فعالة.

ثالثًا، تعاني بعض الأحزاب من غياب الشفافية والمحاسبة. حيث يفتقر العديد منها إلى آليات واضحة لمراجعة الأداء وتقييم النتائج وهذا يعني أن اللجان تظل تحت ضغط عدم القدرة على التعلم من الأخطاء أو تطوير آليات جديدة، مما يعمق الفشل في أدائها وهذا الغياب للشفافية يساهم في فقدان الثقة بين الأحزاب والجمهور، ويجعل المواطنين يشعرون بأن الأحزاب ليست قادرة على تقديم حلول حقيقية لمشاكلهم.

علاوة على ذلك، فإن بعض الأحزاب غالبًا ما تركز على المصالح السياسية الضيقة بدلاً من العمل على بناء برامج شاملة تخدم المجتمع وهذا التركيز على الأهداف قصيرة المدى بدلاً من التفكير الاستراتيجي على المدى البعيد يُضعف قدرة اللجان على الاستجابة لتحديات الواقع، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية.

في النهاية، من الضروري أن يتعلم الحزب خصوصا ذلك الحزب الذي يصف نفسه بالحزب الوطني نعم بالحزل الوطني من أخطائه السابقة ويعيد النظر في أساليب إدارته ويجب أن يسعى لتبني نموذج إداري يعتمد على الكفاءة والتعاون، ويعزز من قوة اللجان ويُفعّل دورها في تحقيق الأهداف الحزبية.
إن النجاح في إدارة اللجان يعتمد بشكل أساسي على قدرة الأحزاب على تصحيح مسارها، والاستفادة من التجارب السابقة، لتحقيق رؤية شاملة تدعم الإصلاحات السياسية وتلبي تطلعات المواطنين فإذا لم تُحسن هذه الأحزاب من أدائها، ستبقى محاصرة في حلقة من الفشل المستمر، مما يؤثر سلبًا على مستقبل الحياة السياسية في الأردن.
فيا ايها الحزب الوطني..كن فعلا وطني..وتعلم وأخرج من عباءة الفشل ..فالاعتراف بالفشل بداية النجاح

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.