*فادي السمردلي يكتب:فرقة ثلاثي أضواء المسرح*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_أفعال_لا_اقوال*

فرقة ثلاثي أضواء المسرح فرقة كوميدية مصرية تأسست في الستينيات، تتكون من سمير غانم، جورج سيدهم، والضيف أحمد. اشتهرت بتقديم اسكتشات وأفلام ومسرحيات كوميدية مثل “كوتوموتو” و”طبيخ الملايكة” استمرت الفرقة حتى وفاة الضيف أحمد في 1970.
وفي سياق التحولات التي يشهدها الواقع السياسي والاجتماعي قد نجد تشابهًا رمزيًا بين ما تقدمه فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” من أعمال كوميدية وبين شخصيات حقيقية كانت تهيمن على مسرح الواقع، حيث باتت أقنعتها تسقط، وأصبحت محاولات إخفاء الحقائق غير مجدية أمام أعين الجماهير.

في الماضي، كانت الفرقة المكونة من سمير غانم، جورج سيدهم، والضيف أحمد تقدم عروضًا تعكس بذكاء وسخرية واقع المجتمع وتلك العروض، رغم بساطتها، كانت قادرة على كشف تناقضات الواقع بفضل حس الفكاهة والشخصيات التي تمثل وجوهاً من الحياة اليومية بيد أن المشهد اليوم، وعلى مسرح الواقع السياسي والاجتماعي، يشهد كوميديا من نوع مختلف وتلك الشخصيات التي كانت تدعي الحكمة والقيادة باتت تظهر على حقيقتها، فسقطت اقنعتها التي كانوا يرتدونها لعقود وأصبحت هذه الكوميديا مكشوفة بوضوح أمام الجماهير، لكن ليس بهدف الإضحاك، بل لإظهار التناقض بين الصورة الحقيقية والتمثيل المصطنع.

قد يبدو الوضع الحالي مشابهًا لمسرحية كوميدية ساخرة، حيث يُعاد إنتاج الوجوه القديمة بنفس الشعارات الزائفة، ولكن الجماهير اليوم باتت أكثر وعيًا وهذا الوعي أدى إلى كشف حقيقة أن من كانوا يمثلون “قادة” أو “مثقفين” على الساحة العامة ما هم إلا أقنعة جوفاء لم يعد تمثيلهم ينطلي على الناس، وأصبحت كل حركة على هذا المسرح مكشوفة، تُضحك لا لأنها مضحكة بحد ذاتها، بل لأنها تُظهر مدى الفجوة بين الزعماء أو الشخصيات العامة وبين الواقع الحقيقي.

ما يُميز “ثلاثي أضواء المسرح” في زمنهم هو قدرتهم على نقد المجتمع بطريقة هزلية، ولكن دون أن يفقدوا احترام الجماهير. أما اليوم، فأصبحنا نعيش في عالم مختلف، حيث الشخصيات العامة أو النخب المثقفة التي تسعى إلى السيطرة على الرأي العام لم تعد قادرة على المحافظة على صورتها المثالية وأصبحت هذه الشخصيات تشبه ممثلًا قديمًا على خشبة مسرح مهترئة، يُعيد تكرار أدوار قديمة فقدت مصداقيتها والجمهور الذي كان يستقبل هذه الأدوار بضحكات بسيطة، بات الآن يراقب بشيء من السخرية المريرة، حيث يعلم أن ما يُقدم أمامه ليس سوى تمثيل زائف.

الكوميديا التي نراها اليوم ليست مجرد مشهد هزلي على المسرح، بل هي حقيقة متجلية في كل زاوية من زوايا المجتمع ولقد أصبح من الواضح للجميع أن الشخصيات التي اعتادت أن تكون رموزًا للفكر أو السياسة أو حتى الثقافة، باتت تمثل دورًا غير مقنع في ظل الوعي المتزايد للجماهير وأصبح من السهل رؤية التناقضات في أفعالهم وأقوالهم، كما لو كانوا يرتدون أقنعة شُقت بفعل الزمن.

في النهاية، الواقع الذي نعيشه الآن يختلف عن الستينيات، عندما كانت الفرق الكوميدية مثل “ثلاثي أضواء المسرح” ترسم البسمة على وجوه الناس عبر تقديم صور من الحياة اليومية بطريقة ساخرة واليوم، أصبح المسرح الحقيقي هو حياتنا اليومية، حيث سقطت الأقنعة وتكشفت الحقائق، لتظهر الشخصيات كما هي، بلا مساحيق تجميل أو أقنعة زائفة.

لقد انتهت المسرحية، وأصبحت الكوميديا جزءًا من واقع لا يمكن الفرار منه..وتعرية تلك الوجوه فثوب الطهارة لن يغطي وجوهكم..كشفتم…وأن غدا لناظره قريب

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.