*فادي السمردلي يكتب:الأعور الدجال تلميذ مبتدئ في مدارسهم*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

الأعور الدجال (له اعوان )هو مصطلح يُستخدم للدلالة على الشخص والشخوص الذين يمارسون الدجل والخداع لتحقيق مكاسب شخصية، ويعكس ظاهرة اجتماعية عميقة تعكس طبيعة بعض الأفراد الذين يعتمدون على الكذب والتحايل لكسب ثقة الآخرين والتلاعب بمشاعرهم وتمثل هذه الظاهرة تحديًا كبيرًا للمجتمعات الحديثة، حيث تسلط الضوء على الجوانب السلبية من طبيعة الإنسان، وتهدد الثقة بين الأفراد وتؤدي إلى عواقب وخيمة على كافة المستويات السياسية اولاجتماعية والاقتصادية.
يتسم الأعور الدجال بعدة سمات تجعل منه شخصية مميزة وقد تكون خطيرة أولاً، يتمتع بقدرة استثنائية على الكذب والتضليل، حيث يستطيع خلق انطباعات إيجابية حول نفسه رغم عكس الواقع وهذا النوع من الأفراد يتقن فنون الخداع، مما يجعله ينجح في إقناع الآخرين بما يريد، حتى في الحالات التي تكون فيها الحقيقة واضحة. ثانيًا، يمتلك الأعور الدجال مهارات فصاحة وبلاغة تجعله متحدثًا بارعًا، مما يسهل عليه جذب الانتباه وبناء علاقات سريعة مع الآخرين بالإضافة إلى ذلك، يعرف كيف يلعب على مشاعر الناس، مستغلًا ثقة من حوله ليحقق أهدافه وعلى سبيل المثال، قد يتعاطف مع الآخرين بينما هو في الحقيقة يستغل هذه المواقف لمصلحته الخاصة. وأخيرًا، يتمتع بالقدرة على تغيير مواقفه وآرائه حسب الموقف، مما يجعله شخصية مرنة وقابلة للتكيف، ويتيح له التحرك بحرية في الأوساط الاجتماعية المختلفة.
يتواجد الأعور الدجال في مجالات متنوعة، مما يعكس طبيعة استغلالية لا تقتصر على قطاع محدد ففي المجال السياسي، نجد بعض القادة يستخدمون الوعود الزائفة والخطابات الجذابة لجذب الناخبين، مما يؤدي إلى خيبة أمل كبيرة عندما لا يتم الوفاء بهذه الوعود فهذا الأمر يساهم في تقويض ويخلق حالة من الإحباط لدى المواطنين وعلى الجانب الآخر، في عالم الأعمال، يمكن أن نجد أشخاصًا يبالغون في قدراتهم أو يروجون لمنتجات وهمية، مما يتسبب في خسائر مالية فادحة للعملاء والشركات وإن هذا النوع من السلوكيات يضر بالاستثمار ويقوض النمو الاقتصادي.

أما في المجال الديني، وهذا (الأكثر خطورة )فهناك أفراد يستغلون الدين لتحقيق مكاسب شخصية، مستخدمين الخطاب الديني لإضفاء الشرعية على أفعالهم فهذا الاستغلال يمكن أن يؤدي إلى تلاعب بالمشاعر، ويخلق انقسامات بين أفراد المجتمع فعندما يتحول الدين من أداة للتوجيه الأخلاقي إلى وسيلة للخداع، لتحقيق مكاسب سياسية او اقتصادية او اجتماعية يتعرض التوازن الاجتماعي للخطر وتؤدي تصرفات الأعور الدجال إلى آثار سلبية متراكمة على المجتمع أولاً، تسهم أفعاله في فقدان الثقة بين الأفراد، مما يؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية وعندما يشعر الناس بأنهم ضحايا للخداع، فإنهم يصبحون أكثر حذرًا ويقللون من تفاعلهم مع الآخرين، مما يعيق بناء علاقات قوية وصحية ثانياً، يمكن أن تخلق تصرفات الأعور الدجال الفتن والانقسامات داخل المجتمع وحتى على مستوى الهيئة او المنظمة حيث يستغل الأعور الدجال الاختلافات السياسية أو الاجتماعية لتحقيق مآربه الشخصية، مما يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية.

علاوة على ذلك، يمكن أن تترتب على أفعال الأعور الدجال آثار اقتصادية وخيمة فقد تتسبب الخسائر المالية الناجمة عن الدجل في زعزعة الاستقرار الاقتصادي، للمؤسسة وتؤثر على نمو الأعمال وتوظيف الأفراد وهذا يؤدي إلى بيئة اقتصادية غير صحية حيث يفقد الناس الثقة في بعضهم البعض.
ولمواجهة ظاهرة الأعور الدجال، يجب اتخاذ عدة خطوات فعالة أولاً، من الضروري نشر الوعي حول أساليب الدجال في التلاعب والكولسة ويمكن أن تساعد البرامج التعليمية وورش العمل في تعزيز الوعي بأهمية التفكير النقدي إذ يُمكن للأفراد أن يتعلموا كيفية تقييم المعلومات والأشخاص بشكل أفضل، مما يسهل عليهم التعرف على الأساليب الخادعة.

ثانيًا، يجب تعزيز التفكير النقدي لدى الأفراد، ليتمكنوا من تحليل المعلومات بشكل موضوعي واتخاذ قرارات مستنيرة وعندما يكون الناس أكثر وعيًا بأساليب الدجل، فإنهم يصبحون أقل عرضة للخداع.

ثالثًا، يجب أن تكون هناك قوانين صارمة لمكافحة الدجل بكافة اشكالة وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية مع فرض عقوبات رادعة على الدجالين
في الختام، يُمثل الأعور الدجال تحديًا كبيرًا للمجتمعات الحديثة، حيث يهدد الثقة والتعاون بين الأفراد ويتطلب الأمر جهودًا جماعية لضمان بيئة اجتماعية وصحية قائمة على الصدق والنزاهة إن مواجهة الأعور الدجال ليست مجرد مسؤولية فردية، بل تحتاج إلى التزام مجتمعي شامل، من خلال تعزيز الشفافية، وتعليم الأفراد كيفية التعرف على هؤلاء الأشخاص، وتقديم الدعم للمحتاجين بطريقة تحميهم من الاستغلال. إن بناء مجتمع متماسك وموحد يتطلب وعيًا وإجراءات فعالة لمكافحة هذه الظاهرة، لضمان مستقبل أفضل للجميع
ولا بد من كشف الدجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأعوانة ليكون المجتمع نقيا
خالي الشوائب..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.