مجازر شمال النصيرات.. خمسة أشقاء يقضون تباعا في غضون ساعات ورضيع يتيم حمل اسم والده يلتحق به
شبكة الشرق الأوسط نيوز : استمرت عمليات البحث تحت الركام، عن ضحايا المجزرة الكبيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال وسط قطاع غزة، والتي أدت إلى سقوط عشرات الضحايا، فيما لا يزال مفقودون تحت الركام، جراء تدمير مربع سكني شمال مخيم النصيرات.
مجازر جديدة
واقترفت قوات الاحتلال مجزرة جديدة، حيث سقط ثلاثة شهداء وعدد من الإصابات في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة “شحادة” في منطقة بلوك رقم 5 في مخيم النصيرات.
وارتقى عدد من الشهداء والجرحى، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة “اللوح” مقابل نادي الأقصى في الحي الجديد، وقد جاءت الغارة في وقت كانت طواقم الإنقاذ تقوم بعمليات بحث عن ضحايا المجزرة الكبيرة التي وقعت ليل الخميس.
وفي مجزرة أخرى، استشهد 10 مواطنين، وأصيب آخرون، عندما قصفت قوات الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات.
وفي وسط قطاع غزة أيضا، سقط شهيدان وعدد من الإصابات في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمدينة دير البلح.
كما سقط شهيدان وعدد من الإصابات في قصف إسرائيلي استهدف بلدة الزوايدة وسط القطاع.
وبحسب مصادر طبية من وسط قطاع غزة، فقد سقط خلال الغارات الأخيرة 47 شهيدا، وإصابة العشرات أيضا، غالبيتهم من استهداف المربع السكني في مخيم النصيرات، فيما لا يزال البحث جاريا عن ضحايا آخرين.
وكانت طواقم الإنقاذ عادت مع بزوغ شمس الجمعة، لعمليات البحث عن الضحايا تحت ركام عدة منازل مدمرة في منطقة الحي الجديد شمال مخيم النصيرات، وهي منازل دمرت بصواريخ إسرائيلية كبيرة أطلقت على دفعتين ليل الخميس، وأسفرت حسب آخر إحصائية عن استشهاد أكثر من 25 مواطنا، غالبيتهم من الأطفال.
ودمرت قوات الاحتلال مربعا سكنيا تقطنه عائلات “أبو أمونة” و”أبو خضرة” و”صيدم” و”محسن”، عندما قصفتها بصاروخ كبيرة الحجم، ثم ألحقتها بآخر، أديا إلى تدمير المنازل بالكامل وانهيارها فوق رؤوس ساكنيها.
خمسة أشقاء وطفل يتيم
كان من بين الضحايا أم وطفلها الرضيع من عائلة “محسن”، حيث التحقت الأم بزوجها الذي قضى قبل نحو سبعة أشهر، قبل أن يبصر طفله النور، والذي أسمته العائلة “تامر” على اسم والده. كما كان من بين الضحايا أربعة أشقاء من عائلة “أبو خضرا”، وأبناء أعمامهم، وقد التحقوا بشقيق خامس لهم قضى ظهر الخميس في استهداف لمنزل قريب من مكان سكنه، كما التحقوا بوالدهم الذي قضى قبل عدة أشهر في هجوم آخر لجيش الاحتلال.
وقال أحد سكان مخيم النصيرات لـ”القدس العربي”، إن أصوات الانفجارات المفاجئة هزت أرجاء المخيم، وبثت حالة من الخوف والرعب في صفوف المواطنين، لافتا إلى أن أصوات أبواق سيارات الإسعاف والإنقاذ ظلت تسمع حتى ساعة متأخرة من ليل الخميس وحتى فجر الجمعة، خلال سيرها من منطقة المجزرة متجهة إلى المستشفيات وهي تنقل جثامين الضحايا والمصابين.
وقال أيضا محمد أبو شاويش الذي يقطن على مقربة من مكان المجزرة الجديدة لـ”القدس العربي”، إن كتلة اللهب التي تصاعدت بسبب الغارة وصوت الانفجار الكبير، أشبه بـ”أهوال يوم القيامة”، وأضاف: “صوت القصف العنيف كان يدلل أن عشرات الشهداء سيسقطون في هذه الغارة”.
وقال: “الموقف لا يوصف، كل المنطقة أصبحت غبار، وما كنا شايفين اشي (لم تكن الرؤية واضحة)، ومنظر الدمار والجثث كان صعب، في ناس كانت مقطعة، ومنظر الأطفال كان محزن”.
وقال حسن وهو أحد أقارب عائلة أبو خضرة، إن والد الشهداء الخمسة قضى في غارة سابقة خلال الحرب، وأن هذه العائلة أبيدت بالكامل، جراء المجازر المستمرة، لافتا إلى أن أفراد العائلة كانوا يعيشون صدمة فقدان أحد الأشقاء قبل ساعات المجزرة.
وأظهرت لقطات صورت بعد الاستهداف بوقف قصير رجلا يحمل جثمان طفل رضيع بين يديه ويبكي ويكرر جملة “شو ذنبه (ما ذنبه)”.
المصدر : القدس العربي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.