جيش الاحتلال يواصل الهجوم البري في شمال غزة و55 شهيدا في مجازر القطاع
شبكة الشرق الأوسط نيوز : استمرت عمليات التوغل البري التي تعمل قوات الاحتلال على توسيعها شمال قطاع غزة، وذلك على وقع مجازر عدة اقترفتها تلك القوات وأسقطت الكثير من الضحايا، في إطار الخطة العسكرية الرامية لإجبار السكان هناك على النزوح القسري.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن قوات جيش الاحتلال ارتكبت ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 55 شهيدا و186 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43,259 شهيدا و101,827 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
الهجوم على الشمال
وذكر مواطنون من شمال القطاع أن قوات الاحتلال أطلقت العديد من القنابل الدخانية على منطقة جباليا النزلة، كما قامت بعمليات قصف جوي ومدفعي عنيف على مناطق أخرى في شمال القطاع، طال وسط مخيم جباليا ومناطق الشيخ زايد ومشروع بيت لاهيا وبلدة بيت لاهيا أيضا.
كما طال القصف المدفعي أطراف بلدة جباليا الشرقية وكذلك بلدة بيت حانون الواقعة على أقصى الحدود الشمالية الشرقية لقطاع غزة.
وجاء ذلك في وقت عمقت فيه قوات الاحتلال من توغلها البري في تلك المناطق، حيث قامت بالتقدم تجاه “مفترق الترنس”، في وسط مخيم جباليا، بعد أن كانت قد انسحبت من المكان قبل عدة أيام.
نحو 100 ألف شخص هُجروا منذ بدء العملية البرية الأخيرة في السادس من أكتوبر من محافظة شمال غزة إلى مدينة غزة
إلى ذلك فقد واصلت قوات الاحتلال التوغل البري في مناطق مشروع بيت لاهيا والبلدة ذاتها، حيث لا تزال تحاصر مدرستي تل الزعتر وتل الربيع في بلدة بيت لاهيا، بعد أن أنذرت النازحين فيهما بالخروج والتوجه إلى مدينة غزة.
وكانت تلك القوات قامت أيضا بالتوغل في منطقة اصلان والدوار الغربي في بيت لاهيا شمال القطاع، وقامت أيضا بحرق عدة منازل، وطلبت من السكان الخروج الفوري منها، ضمن خطط التهجير القسري، وجعل تلك المناطق بعد تدميرها غير صالحة للحياة.
وتجبر هذه الهجمات الدامية سكان مناطق شمال القطاع على النزوح القسري، خاصة وأن جيش الاحتلال تعمد تدمير منازل سكنية وقتل من فيها من مواطنين، لرفضها أوامر الإخلاء القسري.
والجدير ذكره أن أكثر من 1200 مواطن من بلدات شمال قطاع غزة، سقطوا منذ بدء العملية العسكرية البرية المستمرة منذ السادس من أكتوبر الماضي حتى اللحظة، والتي تعمدت فيها قوات الاحتلال استهداف المنازل ومراكز الإيواء، والنازحين في الشوارع.
مجازر الأسواق
وفي مدينة غزة اقترفت قوات الاحتلال مجزرة خطيرة، حين استهدفت منزلا في حي الشيخ رضوان، وذكرت مصادر طبية أن أربعة شهداء وعددا من المصابين سقطوا في الغارة التي استهدفت منزل عائلة “الهبيل”.
وكان أربعة مواطنين استشهدوا وأصيب نحو 10 آخرون، ليل الخميس، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة “نصر” شمال غرب مدينة غزة.
إلى ذلك فقد تعرضت منطقة السودانية شمال غزة مدينة غزة لقصف مدفعي عنيف. وهاجمت قوات الاحتلال مناطق أخرى في مدينة غزة، حيث استهدفت أطراف حي الزيتون الشرقية والجنوبية، بالعديد من القذائف المدفعية.
كما أغارت قوات الاحتلال على مناطق أخرى تقع جنوب حي الصبرة، وعلى أطراف حي تل الهوا جنوب غرب المدينة، وأطلقت آليات الاحتلال النار في المناطق الجنوبية لحي تل الهوا.
استهداف السيارات
وفي جنوب قطاع غزة، سقط أربعة شهداء في غارة إسرائيلية، استهدفت سيارة خلال سيرها غرب مدينة خان يونس، وحسب مصادر محلية، فقد وصل الضحايا عبارة عن ِأشلاء إلى مشفى ناصر في المدينة.
شنت طائرات الاحتلال أيضا غارة جوية على محيط منطقة “أصداء” غرب مدينة خان يونس، وهي ضمن المناطق التي يتواجد فيها النازحون
وشنت طائرات الاحتلال أيضا غارة جوية على محيط منطقة “أصداء” غرب مدينة خان يونس، وهي ضمن المناطق التي يتواجد فيها النازحون.
إلى ذلك فقد تعرضت مناطق أخرى تقع شرق المدينة لعمليات قصف مدفعي عنيف، فيما شنت طائرة حربية غارة على ارض زراعية فارغة في حي النجار في بلدة خزاعة.
وفي السياق، تواصلت هجمات جيش الاحتلال على مدينة رفح التي تتعرض لعمليات توغل برية منذ أكثر من ستة أشهر.
وذكرت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال نفذت غارات على حي الجنينة شرق المدينة، كما تعرضت مناطق أخرى شرق المدينة لقصف مدفعي.
وهاجمت قوات الاحتلال بالرصاص الثقيل والقصف المدفعي أحياء تل السلطان والسعودي غربي المدينة.
وفي سياق قريب، قامت قوات جيش الاحتلال بالإفراج عن 6 معتقلين، من معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، وقد سبق أن اعتقلتهم خلال هجمات برية سابقة من الحرب.
تحذيرات دولية
وفي السياق، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تصاعد أزمة الصحة الإنجابية في شمال قطاع غزة.
وأكد أن الهجمات على المستشفيات بما فيها مستشفى كمال عدوان، الذي يعد الجهة الرئيسية لتقديم خدمات الولادة الطارئة، أدت إلى إغلاق آخر وحدات الرعاية المركزة لحديثي الولادة في الشمال.
حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تصاعد أزمة الصحة الإنجابية في شمال قطاع غزة
وقال إن ذلك زاد من صعوبة الوصول إلى خدمات رعاية الأمومة لنحو 4000 امرأة حامل في المنطقة.
وأشار إلى وجود تقارير متزايدة بشأن وفاة النساء أثناء الولادة، أو بعد وقت قصير من ولادتهن، فيما تلد أخريات بمفردهن بدون رعاية طبية.
وقال الصندوق إن استجابته الإنسانية تعتمد بشكل كبير على شراكته مع وكالة “الأونروا” التي تعد العمود الفقري لعمليات الإغاثة في قطاع غزة خلال السبعين عاما الماضية.
من جهته قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إن المستشفيات في قطاع غزة تتعرض للاعتداءات وإن فرق الإنقاذ غير قادرة على العمل بسبب اعتقال أفراد من طواقمها ومصادرة معدات أساسية بما فيها سيارات إسعاف وسيارة مطافئ.
وأوضح أن الطابق الثالث من مستشفى كمال عدوان الذي قصفته القوات الإسرائيلية تسبب في تدمير إمدادات طبية كانت الأمم المتحدة قد أوصلتها إلى المستشفى قبل خمسة أيام فقط عبر بعثة مشتركة من منظمة الصحة العالمية بدعم من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وأوضح أن نطاق الدمار في غزة هائل ويؤثر على جميع المناطق تقريبا في القطاع، مشيرا إلى استمرار القتال الكثيف في الشمال وخاصة في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.
وفي السياق، نقل موقع الأمم المتحدة أيضا عن المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك قوله “إن التقارير تفيد باستمرار التهجير القسري”.
وأشار إلى أنه جرى تهجير 300 فلسطيني من الشمال إلى الجنوب عبر نقطة تفتيش الرشيد، شمل ذلك نساء وأطفالا ومسنين، لافتا إلى أن نحو 100 ألف شخص قد هُجروا منذ بدء العملية البرية الأخيرة في السادس من أكتوبر من محافظة شمال غزة إلى مدينة غزة.
وأكد أن نفاد الإمدادات والأعداد الكبيرة للضحايا والقصف المتكرر على المنشآت الصحية والنزوح الواسع، “يفاقم الوضع الإنساني الصعب”، مشيرا إلى استمرار الحصار على مخيم جباليا والمناطق القريبة منه.
المصدر : القدس العربي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.