**فادي السمردلي يكتب انتخابات رئاسة مجلس النواب تمثل اختبارًا حاسمًا للولاء المطلق للأردن**
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
تشهد انتخابات مجلس النواب في هذه الفترة منعطفًا بالغ الأهمية، وتشكل اختبارًا صارمًا لمدى صدق النوايا الوطنية، وإلى أي مدى يتعالى أعضاء المجلس على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة ليكونوا حقًّا نوابًا عن الشعب وأمناء على مصالح الوطن ومع إدراكنا أن هذه الانتخابات قد تحمل معها توقعات مسبقة لأسماء الفائزين بمقعد الرئاسة ومنصب النائب ومساعديه، ومكتب الأمانة العامة إلا أن الأردنيين، يراقبون ويتطلعون إلى مجلس قائم على المصلحة الوطنية الصرفة، مجلس يكون فيه الهدف الأول هو خدمة الاردن والنهوض بمستقبل أبنائها.
إنَّ المسؤولية التي تقع على كاهل كل نائب ومرشح في هذا المجلس ليست مجرد امتياز سياسي أو شرف شخصي، بل هي مسؤولية تاريخية تنبثق من التزام وطني عميق تجاه شعب يعاني من تحديات متفاقمة ويحتاج لقيادة رشيدة تتخذ من الصالح العام نهجًا وسبيلاً ولكن هذه المسؤولية ستظل حبرًا على ورق إن لم يكن أعضاء المجلس قادرين على تجاوز انتماءاتهم الفئوية، وتفضيل مصلحة الشعب على أي حسابات أخرى، مهما بدت مغرية.
في ظل الوضع الراهن، يتطلع الشعب إلى مجلس قادر على أن يكون بيتًا للقرار الرشيد، ومعبرًا حقيقيًا عن احتياجات الوطن كما يخشى أن تتحول هذه الانتخابات إلى مجرد صراع من أجل المناصب، حيث تتغلب مصالح الأفراد والطموحات الضيقة على المصلحة العليا للوطن وقد تكون الأسماء المتوقعة للرئاسة وللنواب واضحة في أذهان البعض، ولكن هذا لا يُبرر أبدًا التغاضي عن الحاجة الملحّة لأن تكون هذه الانتخابات نقطة انطلاق جادة نحو بناء مجلس يليق بمطالب الشعب ويعكس طموحاته.
إن المجلس البرلماني ليس ميدانًا لاستعراض النفوذ ولا ساحة للتنافس الشخصي؛ بل هو مركز للقرار الوطني، وميدان لترجمة آمال الشعب وتطلعاته إلى واقع ملموس.
إن أي انتخابات قائمة على إقصاء فئة أو تجاهل جهة بعينها، لن تعود إلا بالضرر على الوطن وتعمق الفجوة بين المواطن ومؤسساته ولذا فإن من الواجب على كل نائب أن يُدرك أن الوطن لا يحتمل أي تلاعب بمصالحه، وأن المواطن قد ملَّ من الوعود الزائفة والخلافات العقيمة
فالوطن ليس ملكًا لفئة أو جهة، ولا يمكن لمصالحه أن تُخضع لأجندات ضيقة أو نزاعات حزبية ويجب أن يكون الوطن هو البوصلة التي توجه كل نائب وكل عضو نحو قرارات تصب في صالح الجميع، بحيث يشعر كل مواطن أن له نصيبًا من الرعاية والاهتمام ولا يجوز أن تتحول هذه الانتخابات إلى فرصة لإقصاء البعض وتهميش آخرين، بل يجب أن تكون عملية تعزز اللحمة الوطنية وتجمع الفرقاء على طاولة العمل لخدمة الوطن بعيدًا عن أي نزاعات.
إن مفهوم الوطنية لا يكتمل إلا إذا اقترن بالتزام وتضحية لاجل الاردن وهويته الوطنية، وهذا ما يجب أن يجسده كل مرشح وكل عضو في المجلس إن النواب في هذه الانتخابات يقفون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يثبتوا أن ولاءهم الأول للوطن، فيعملوا بتجرد ومسؤولية ليكونوا بحق ممثلين للشعب، أو أن يُسجلوا في التاريخ كمن خذلوا الوطن وجعلوا من مجلس النواب ساحة للصراعات والمصالح الشخصية.
وفي الختام، إن مسؤولية كل من سيفوز بهذه الانتخابات، ليست مسؤولية عادية، بل هي مسؤولية أمام شعب بأكمله يتطلع للتغيير وينتظر من مجلسه التشريعي أن يكون القلعة التي تحمي حقوقه وتدافع عن مكتسباته ولذا، فإننا ندعو كل نائب إلى أن يضع مصلحة الوطن نصب عينيه، وأن يدرك أن الشعب لن يغفر لمن يتلاعب بأحلامه وطموحاته فالوطن أكبر من الجميع، ولا مكان لمن لا يؤمن بأن مصلحة الوطن فوق أي اعتبار.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.