*فادي السمردلي يكتب: الحزبية في مسلسل صح النوم قراءة في شخصية غوار الطوشة*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
مسلسل “صح النوم تدور أحداثه في فندق يحمل نفس الاسم، يقع في حارة دمشقية شعبية تدعى “حارة كل مين إيدو إلُو”، التي ترمز للفوضى تتركز القصة حول تنافس غوار الطوشة وحسني البورظان على قلب فطوم، صاحبة الفندق، وتظهر في المسلسل العديد من المقالب والمكائد التي يدبرها غوار لإبعاد حسني عن فطوم.
وفي عالم السياسة ، يشبه المشهد في بعض جوانبه أحداث مسلسل “صح النوم”، حيث يسعى البعض لاستخدام وسائل ملتوية لكسب النفوذ والتأثير، في مشهد يسيطر عليه غياب الشفافية وسيادة المصالح الشخصية، كما هو الحال في الحارة الفوضوية التي تدور فيها أحداث المسلسل وتجد بعض قادة الأحزاب السياسية – تلك التي تدعي العمل من أجل المصلحة العامة – تتبنى أسلوب غوار الطوشة في المكائد، حيث تقوم بخداع الأطراف الأخرى عبر افتعال الأزمات، واستخدام الألاعيب السياسية لكسب تأييد أو إقصاء خصومها، وليس تحقيق مطالب حقيقية للمجتمع وكما كان غوار يُبعد حسني عن قلب فطوم عبر المقالب والكيد، تجد بعض الأحزاب تستنزف الجهد السياسي في وضع الخطط ضد أعضائها مكرسة وقتها لإزاحتهم بدلاً من العمل على أرض الواقع وتقديم برامج إصلاحية حقيقية.
هذا الأسلوب بات مع الأسف ثقافة سياسية لدى البعض، حيث يتم إقناع الشارع بإصلاحات وشعارات زائفة، بينما تظل المصالح الشخصية هي الحاكمة خلف الكواليس وتجدهم يجيدون اللعب على العواطف، تماماً كما كان يفعل غوار باستمالة الناس بظرافته التي تخفي نواياه فهذه النوعية من الأحزاب لا تمارس السياسة بمنطق يخدم الوطن، بل باتت ساحة لتصفية الحسابات والانشغال بالتنافس على النفوذ والشعبية، دونما اهتمام حقيقي بقضايا المواطن وتحدياته ولذا، إذا كانت ممارسات غوار الكوميدية تثير الضحك على الشاشة، فإنها في الواقع السياسي الأردني تدعو إلى الحزن، إذ تُهدر فرص التغيير وتتعثر أحلام الإصلاح أمام صراع يخلو من القيم الحقيقية، في مشهد يعكس أزمة عميقة في فكر وممارسات بعض النخب السياسية
وبالنهاية شخصية غوار الطوشة تتوارى خلف عتم الليل لكي لا تظهر وجوهها الحقيقية للعلن. وتجلس على مقاعد اكبر منها والسبب نتركه لعلام الغيوب.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.