**فادي السمردلي يكتب:الانتماء للوطن ليس جواز سفر**

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

الانتماء للوطن ليس مجرد وثيقة تثبتها أوراق قانونية أو جواز سفر يحمل اسم الدولة، بل هو شعور ينبض في القلب وسلوك ينعكس على أرض الواقع وفي الأردن، يعبر الانتماء عن حالة وجدانية متجذرة، تتجاوز الحدود الجغرافية لتعكس ارتباطًا روحيًا وعمليًا بالأرض، التاريخ، والقيم المجتمعية التي تجمع الأردنيين فالهوية الوطنية الأردنية ليست شعارًا يرفع أو صفة قانونية تُمنح، بل هي مزيج من الانتماء العميق والإرث الحضاري الذي يعيشه الأردنيون في تفاصيل حياتهم اليومية، من خلال الحفاظ على تراثهم والعمل الدؤوب لبناء مستقبل مشرق.

الانتماء الحقيقي للأردن يظهر في أفعال أبنائه، في محبتهم لتراب وطنهم، وفي التزامهم بالمشاركة في مسيرة البناء الوطني إنه شعور بالمسؤولية تجاه أمن الوطن واستقراره، وتجاه العمل من أجل ازدهاره فالأردنيون يدركون أن وطنهم ليس مجرد مكان للإقامة، بل هو بيتٌ كبير يجمعهم بألفة وتماسك، يدفعهم لحماية مصالحه وتعزيز مكانته في العالم وهذا الانتماء يتجلى في الالتزام بالقيم الوطنية الراسخة كالتسامح، التضامن، والعدالة، واغاثة الملهوف وفي الحرص على الحفاظ على النسيج الاجتماعي المتين الذي يميز الأردن عن غيره.

الهوية الوطنية الأردنية هي انعكاس للانتماء للأرض والتاريخ والثقافة، وهي شعورٌ بالاعتزاز والإيمان بقيمة الوطن لا تُقاس هذه الهوية بجواز السفر أو الوثائق الرسمية، بل تُقاس بحب الوطن والعمل من أجل تقدمه فالأردني الذي ينتمي لوطنه حقًا يترجم هذا الانتماء في أفعاله اليومية في احترامه للقوانين، مساهمته في خدمة مجتمعه، والتزامه بالمحافظة على الموارد الوطنية.

الوطنية في الأردن ليست أمرًا وقتيًا أو مرتبطًا بالمصالح الشخصية، (كما يفهمها البعض )بل هي شعورٌ دائم بالتواصل مع الوطن، وهو إحساس مشترك بين كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة فالأردنيون يؤمنون بأن قوة وطنهم تكمن في تماسكهم، وفي قدرتهم على مواجهة التحديات بروح من الوحدة والعزيمة فالانتماء الحقيقي لا يُظهر في لحظات الرخاء فقط، بل في الأوقات الصعبة التي تثبت فيها أفعال الأفراد أن الوطن هو الأولوية الأولى، وأن التضحية من أجله واجب لا تهاون فيه.

في ظل التحديات الإقليمية والدولية، يبقى الأردنيون أوفياء لهويتهم الوطنية، ويدركون أن الانتماء ليس مجرد امتياز تمنحه الدولة أو وثيقة تتيح السفر، بل هو التزام مستمر بتحقيق المصلحة العامة، وحماية أمن الوطن واستقراره وهذه الهوية ليست مجرد انتماء لجغرافيا أو جنسية، بل هي تعبير عن إرادة جماعية لبناء وطن يليق بأبنائه، وطن يوفر لهم الأمن والكرامة، ويتيح لهم فرصة الإسهام في مسيرته نحو التقدم.

إن جواز السفر قد يمنحك حرية الحركة، لكنه لا يمنحك الانتماء الحقيقي، لأن الانتماء لا يُشترى ولا يُمنح، بل يُبنى داخل القلوب والعقول والهوية الوطنية الأردنية هي انعكاس لهذا الانتماء الصادق، وهي تعبير عن حب الوطن الذي لا يقاس بالمظاهر، بل بالعمل الصادق والإيمان العميق إن الأردن ليس مجرد وطن نعيش فيه، بل هو وطن يعيش فينا، وهوية تُشكل جزءًا من كياننا الذي لا يمكن فصله عنا، مما يجعل الانتماء إليه أسمى من كل الرموز والأوراق الرسمية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.