سورية بعد الأسد إختلاف سياسي يتجھ نحو تقسيم فدرالي كما خطط لھ سابقا إذا لم ينتبھ لذلك أحد…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
نتابع الشأن السوري الحالي بقلق شديد، والكل شاھد وعلم بحجم المؤامرة الكبرى على سورية وقائدھا وجيشھا وشعبھا خلال اليوم الأول من دخول المسلحين إلى حلب وباقي المحافظات وصولا إلى دمشق، وكان ھذا الدخول تسليم وإستلام بعد لقاء الدوحة الذي جمع ضامني صيغة أستانة تركيا وإيران وروسيا وخمسة دول عربية أخرى، تم خلالھا التوافق بذلك مع الرئيس الأسد على ذلك حقنا للدماء السورية بين الطرفين النظام القائم وما يسمى المعارضة السياسية والمسلحة، والحمد للھ أنھ تم حقن الدماء وإلا لقتل وھجر مرة أخرى من الشعب السوري الملايين ومن الطرفين…
وتنحي أو سقوط القيادة والنظام ودخول المعارضة المسلحة أصبح واقعا فرض نفسھ على الشعب السوري المظلوم بكل حالاته، سواء كان موالي او معارض أو ليس لھ دخل بكل ما جرى وما زال يجري وھم الغالبية العظمي من الشعب السوري، وعلى مستوى داخلي وخارجي تم القبول بالواقع السوري الحالي إحتراما لخيار الشعب السوري ورفقا وخوفا على سورية وجغرافيتھا وتاريخھا المشرف، لكن أيضا ورغم كل ذلك فإن الوعود التي أطلقھا الجولاني للمواطنين السوريين لم تنفذ كاملة، وأن ھناك أخطاء ترتكب بحق الشعب السوري، وبالذات ممن كان يعمل بالأجھزة المدنية والعسكرية والأمنية والذين قام المسلحون بتصفيتھم فورا، والمفروض على ھذھ المعارضة إذا كانت حقا معارضة سورية أن تبحث عن الفاسدين الحقيقين أو تقبض عليھم وتقدمھم للمحاكم والقانون والعدالة مع الأدلة والبراھين والقضاة يقررون إذا كانوا إرتكبوا جرائم أم لا…
وأيضا يقوم ما يسمى المجلس العسكري في البداية بالإتفاق على بقاء حكومة الجلالي لتسير الأعمال لحين تعين حكومة موحدة لكل الشعب السوري وطوائفھ وأحزابھ ومنصاتھ في الداخل والخارج، وإذا بالجولاني يقوم بتكليف البشير التابع لھيئتھ لتعين حكومة وھي نفس الحكومة التي كانت في إدلب وھي لا تمثل كل الأحزاب السورية الداخلية والخارجية ولا حتى المعارضة الداخلية والخارجية ولا الشعب السوري، وقد أعترض الجميع على ذلك فقلص الجولاني والبشير مدة الحكومة لثلاثة أشھر لتسير الأعمال وتھيئ الأجواء والظروف للمرحلة الإنتقالية وإنتخابات رئاسية وبرلمانية وحكومة جديدة وتغيير الدستور…وغيرھا من الأمور التي تمثل المرحلة الإنتقالية من رئاسة إلى رئاسة اخرى…
والمعروف عالميا وحسب كل دساتير العالم أنھ في حال شغور كرسي الرئاسة يستلم الحكم مؤقتا رئيس مجلس النواب والحكومة الموجودة، وھم من يعمل على تھيئة الأوضاع للعملية الإنتقالية السياسية…وغيرھا، والخطأ الأكبر ھو الموافقة على حل الجيش العربي السوري بدل القيام بدعوة ضباطھ وافرادھ للعودة إلى ثكناتھم مع إعطاء الأمن والأمان لھم، ذلك الجيش العريق الذي قدم عبر تاريخھ الكثير لسورية وأمتھ العربية في محاربة الكيان الصھيوني وأطماعھ في سورية والمنطقة برمتھا….
لذلك ولغيرھ خاف كل الشعب السوري من عمليات التصفية التي تجري أمامھم وفي ساحاتھم وغيرھا من الأخطاء التي ترتكب يوميا بحق المظلوم قبل الظالم، وأيضا القصف الذي جرى من قوات إحتلال الكيان الصھيوني خلال ٤٨ ساعة تم توجيھ أكثر من ٤٨٠ ضربة جوية على المطارات والثكنات ومواقع المخابرات والأمن والمواقع المدنية ومراكز البحوث المدنية والعسكرية البرية والجوية والبحرية وھي كلھا ملك للشعب السوري، ھذا غير دخول الكيان الصھيوني للداخل السوري، ويبدوا أنھ سيصل لدرعا والسويداء وبادية الشام في توسعھ وعلى مرأى من المعارضة السياسية والعسكرية، وأيضا الدول الضامنة لأستانا والدول العربية التي إستلمت سورية وسلمتھا للمعارضين المسلحين وعلى مرأى من دول محور المقاومة….
وخارجيا ھناك مخاوف كثيرة مما يجري داخل سورية من العودة إلى التقسيم الفيدرالي الذي كان مخططا سابقا في ٢٠١١ من قبل بعض الصھيوغربيين والمعارضين في الخارج والذين إنشقوا حينھا عن القيادة والدولة السورية، وھذا ما يلاحظھ الشعب السوري وشعوب الأمة وقادتھا والتقسيم إذا سمح لھ فسيكون حسب خططھم السابقة كالتالي…
الفيدرالية الأولى…كردية شرق الفرات وھي المحافظات التي سيطرت عليھا قوات قسد الكردية وبدعم لوجستي أمريكي ( القامشلي والحسكة والجزيرة وبصيرة ودير الزور والميادين والصالحية والبوكمال…
الفيدرالية الثانية… سنية بقيادة الإئتلاف والجولاني أحمد الشرع وبدعم تركي وتشمل محافظات حلب وإدلب وحماھ وحمص ودمشق..
الفيدرالية الثالثة… الساحل السوري محافظات اللاذقية وطرطوس وغيرھا تكون مع الجانب الروسي ومنصة روسيا المعارضة وقد يكون معھم الأحزاب الموالين لقيادة الرئيس الأسد…
والفيدرالية الرابعة…ستكون مع الكيان الصھيوني وتشمل القنيطرة ودرعا وبصرى والسويداء وقد يصل بتوسعھ إلى جبل العرب وبادية الشام التي تصل للبوكمال….
والكيان الصھيوني بدأ بتنفيذ ذلك المخطط وتلك القسمة وتوسع بأراضي القنيطرة المحررة وأعلن أن الجولان العربي السوري لدولتھ إلى الأبد، في تحدي واضح لأردوغان ولمن يحكمون سورية حاليا، ھذا غير قيام ذلك الكيان الصھيوني بتدمير البنى والقوة العسكرية البرية والبحرية والجوية للجيش السوري الذي ھزمھ مرات عدة وبالذات في حرب تشرين ٧٣ وأثناء تواجدھ في لبنان وبعدھا دعم وتدريب المقاومة الللنانية والفلسطينية…لذلك قام بكل ذلك التدمير الممنھج لينتقم من ذلك الجيش الذي كان لھ محاربا منذ تواجد ذلك الكيان الصھيوني وإحتلالھ لفلسطين في ١٩٤٨م، فإذا كان ھذا ھو المخطط المتفق عليھ بين الدول الكبرى فإن الشعب السوري ودول المنطقة وشرفاء وأحرار العالم لم ولن تسمح لھذا المخطط أن ينفذ على أرض الواقع في سورية وجغرافيتھا وتاريخھا المشرف وبوصلتھا التي كانت دائما إتجاھ محاربة الكيان الصھيوني، وكانت تعمل على إفشال مخططاتھ لتقسيم فلسطين والدول العربية التي تم إحتلالھا بشكل مباشر أو عبر المعارضين السياسيين والمسلحين وفي كل مكان…
لذلك يجب ان يبدأ السوريون جميعا بوضع خلافاتھم وتصفياتھم جانبا وتوحيد الصفوف والصمود موالاة ومعارضة والعكس، لتبدأ المقاومة من الداخل السوري ومن كل الأديان والطوائف والقوميات حتى لا يتم ذلك التقسيم والمخطط الصھيوغربي، أو أضعف الإيمان أن يتم تعطيلھ وتآخيرھ قدر الأمكان، ومحور المقاومة ھنا لا يضعف بموت أو إستشھاد أو تنحي أو سقوط قيادة أو حزب أو فصيل أو عشيرة أو طائفة أو مذھب ھنا وھناك بل يزيدھ ذلك قوة لمتابعة إفشال ھذھ المخططات الصھيوغربية في سورية خاصة وفي منطقتنا عامة، لذلك يجب على محور المقاومة في ھذھ الأحداث المتسارعة والتكتلات الغريبة العجيبة الكبرى والصغرى بين الدول والفصائل والأحزاب والعدو والشقيق والصديق يجب عليھ أن يتوائم مع الوضع الراھن في سورية والذي فرض على الشعب السوري وعلى الجميع وتقبلھ العالم أجمع…
ويجب أن يتكاتف الجميع ومحور المقاومة والدول العربية والإسلامية مع أي طرف على الأرض السورية أو خارجھا ممن لا يريد تقسيم سورية ويعمل على وحدة جغرافيتھا وأراضيھا وتاريخھا العريق وشعبھا العظيم، مھما كان ببننا وبينھم من خلاف في الماضي لنضع آيادينا بآياديھم وأفكارنا مع أفكارهم سياسيا للمرور بالمرحلة الإنتقالية إلى بر الأمن والآمان وتحقيق الطمأنينة لشعبنا العربي السوري، ومن ناحية عسكرية أن يكون سلاحنا مع سلاحھم لنحارب معا كل الأطراف الأخرى الصھيوغربية داخل وخارج سورية والتي تعمل على تقسيم سورية لأربعة أقسام لنھب خيرات وثروات الشعب السوري البرية والبحرية…وغيرھا، وتعود سورية إلى أبنائھا وعروبتھا وامتھا الأصيلة وإسلامھا الحقيقي موحدة مستقلة كما كانت شامخة كجبل قاسيون…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.