**فادي السمردلي يكتب: توزيع الأكاذيب والاتهامات إفلاس أخلاقي**

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_أفعال_لا_أقوال*

في عالم المؤسسات والهيئات، تواجه بعض الأطراف أحيانًا مواقف تُعري أخطاءها الكبيرة وفشلها الذريع في تحقيق ما وعدت به وعوضًا عن الاعتراف بالأخطاء وتصحيح المسار، يلجأ البعض إلى استراتيجيات خبيثة تتمثل في مهاجمة الآخرين الذين هم (بالأساس يحاولون إصلاح ما دمرته أياديهم)، فيطلقون الاتهامات زورًا وبهتانًا لخلق حالة من التشويش والفوضى من أجل ضرب الصف الموحد للإصلاح وبهدف صرف الأنظار عن عيوبهم القاتلة فهؤلاء يظنون أن ممارساتهم هذه قادرة على الحفاظ على صورتهم العامة بيضاء ونقية، متبعين مبدأ “فرّق تسد” كأسلوب للبقاء ولكن ما يغيب عنهم هو أن هذا النهج لا يؤدي إلا إلى سقوطهم أخلاقيًا واجتماعيًا أمام أنفسهم وأمام الجميع.

إن توجيه الأكاذيب والاتهامات الباطلة، والاعتماد على ضعاف النفوس لترويج الافتراءات، ليس مجرد علامة على الضعف، بل هو قاع الانحدار الأخلاقي الذي لا يرتقي منه الإنسان بسهولة فهؤلاء الأفراد، الذين يفتقرون إلى النزاهة والصدق، يعتقدون أنهم قادرون على خداع الجميع، لكنهم ينسون أن الأكاذيب، مهما كانت متقنة ومزخرفة، لا تستطيع أن تصمد أمام قوة الحقائق فالحق دائمًا واضح كالشمس، لا يحتاج إلى من يدافع عنه لأنه يكشف عن نفسه تلقائيًا من خلال النتائج على أرض الواقع، بينما الأكاذيب تتراكم حتى تصبح عبئًا يطيح بمن يختلقها.

والأدهى من ذلك هو الغرور الذي يعمي هؤلاء عن رؤية الحقيقة لإنهم يظنون أنهم أذكى من الجميع😅😅😅، وأن بإمكانهم التلاعب بالعقول وتوجيه الأحاديث كما يشاؤون دون أن يُكشفوا ولكن الواقع أثبت مرارًا وتكرارًا أن هذه الأساليب لا تدوم، وأن الناس، على اختلاف مستوياتهم، قادرين على التمييز بين الحق والباطل فالغباء الحقيقي في هذا التصرف يكمن في اعتقاد هؤلاء أن الأكاذيب أداة دائمة للنجاح، بينما هي في الحقيقة وسيلة مؤقتة للهرب من المسؤولية، لا تلبث أن تعود عليهم بعواقب وخيمة.

وفي نهاية الأمر، فإن هذه السلوكيات لا تعبر إلا عن ضعف داخلي لدرجة المرض يسيطر على هؤلاء فمن يلجأ إلى الكذب وتشويه الآخرين يعلم في أعماق نفسه أنه غير قادر على المواجهة، وأن أخطاءه أكبر من أن يتم تبريرها ولكن لا يدرك هؤلاء أن الانحدار الأخلاقي الذي يسلكونه، واستخدامهم للأكاذيب كسلاح، يعكس سقوطًا أكبر من مجرد خطأ مهني أو إداري، لأنه سقوط للإنسانية والقيم الأساسية التي تحكم المجتمعات.

رسالة أخيرة لكل من يسلك هذا النهج توقفوا عن الخداع وتشويه الآخرين، لأن هذه الأساليب لن تؤدي إلا إلى تدمير ما تبقى من مصداقيتكم المهزوزة أصلًا أمام الناس فلا يمكن لكم أن تبنوا نجاحًا حقيقيًا على أكاذيب وافتراءات، لأن الحق دائمًا ينتصر، والأيام كفيلة بفضح ألاعيبكم مهما طال الزمن وبدلًا من محاولة إخفاء أخطائكم، واجهوها بشجاعة، واعلموا أن القوة الحقيقية تكمن في الصدق والنزاهة، لا في دس السموم بين الناس فالتاريخ لا يرحم، والذاكرة لا تنسى، وفي النهاية، ستجدون أنفسكم عُراة أمام الحقائق، لا يحيط بكم سوى نتائج أفعالكم الخاطئة، وستسقطون في حفر من صنع أفعالكم. وعلى رأي المثل: “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.