*فادي السمردلي يكتب: القيادة أفعال لا ألقاب!*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

في كتابه *”القائد الذي لم يكن له منصب”*, يتناول روبن شارما مفهوم القيادة من منظور غير تقليدي، مؤكدًا أن القيادة ليست منصبًا يُشغَل ولا كرسيًا يُجلس عليه، بل هي مسؤولية تتطلب العمل الدؤوب والإرادة القوية لإحداث فرق ملموس على أرض الواقع فالقيادة، كما يصفها شارما، ليست امتيازًا يُمنح من خلال الألقاب الرسمية، بل هي اختيار يومي يتحمله كل شخص يسعى للتميز والتأثير الإيجابي في محيطه فالقائد الحقيقي ليس ذلك الذي يختبئ خلف مكاتب أو يصدر قرارات من برج عاجي، بل هو من يقف في الصفوف الأمامية، يشارك في التحديات، ويقود من خلال أفعاله لا أقواله.

شارما يعيد تعريف القيادة على أنها فعل إنساني يمارسه كل شخص يؤمن بقدرته على الإسهام في تحسين حياته وحياة الآخرين فالقيادة الحقيقية لا تحتاج إلى كرسي مريح أو لقب فاخر، بل تحتاج إلى رؤية واضحة، شجاعة للتغيير، والتزام بقيم الإلهام والعمل الجاد فالقائد الحقيقي هو من يُشعل الحماسة فيمن حوله، يتفاعل معهم على المستوى الإنساني، ويوجههم نحو تحقيق أهداف مشتركة.

لكن الواقع المؤسف اليوم يُظهر أن هناك من يظنون أن القيادة تتجسد في السلطة والمظاهر فهؤلاء يتخذون من كراسيهم ملاذًا داخل المنظومة وفي جميع انواع الهيئات للهروب من المسؤولية، ويتجنبون المواجهة مع الواقع فيجلسون في مكاتبهم، بعيدين عن الميدان، غير مدركين لما يحدث على أرض الواقع، وكأن القيادة مجرد لقب يُكتب على باب المكتب فهؤلاء ليسوا قادة، بل أشخاص أُسندت إليهم مهام أكبر من قدراتهم، وبدلًا من مواجهة التحديات، يكتفون بإصدار الأوامر من خلف الأبواب المغلقة وهذا السلوك لا يُلحق الضرر بهم فقط، بل يمتد تأثيره السلبي إلى الفريق بأكمله، ويُعيق التقدم والإبداع.

القائد الحقيقي يتحمل المسؤولية بشجاعة وهو من يعرف أن القيادة تعني التضحية والالتزام، وليس المظاهر الفارغة فالقائد يُثبت جدارته من خلال أفعاله الملموسة حين ينزل إلى الميدان ليواجه التحديات جنبًا إلى جنب مع فريقه، حين يتخذ قرارات صعبة بدافع المصلحة العامة، وحين يُلهم من حوله ليقدموا أفضل ما لديهم.

رسالة إلى أولئك الذين يختبئون خلف ألقابهم القيادة ليست مسمى وظيفيًا ولا منصبًا يتباهى به صاحبه فإن كنت لا تملك الشجاعة للنزول إلى أرض الواقع والعمل مع فريقك، إذا كنت تفضل الجلوس في الظل بدلًا من المواجهة، فأنت لست قائدًا والتاريخ لا يُسجل من جلسوا على الكراسي، بل من وقفوا على أقدامهم ودافعوا وسعوا للاصلاح والتطوير وقادوا بحكمة وشجاعة فالقيادة أمانة ثقيلة ومسؤولية عظيمة، إن لم تكن مستعدًا لحملها، فدع المجال لمن يملك الشجاعة والإرادة ليُحدث فرقًا حقيقيًا فلا تكن عائقًا أمام التطور والتحديث
كن للوطن ومع الوطن وليس على الوطن فالاعتراف بالفشل والتنحي قمة الرجولة..فعندما تكون من الأسباب الرئيسة لفشل المنظومة ..ابتعد واترك الآخرين يعملوا ودع الجميع ينظر لك بنظرة تقدير وتعلم لعلك بالعلم يوما تعود لتقود المشهد ،فالتنظير لا يفيد فالقيادة ليست نصوص مكتوبة..القيادة أفعال لا ألقاب

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.