*فادي السمردلي يكتب: رقص الأراجوزات على طبول الألقاب الزائفة*

*بقلم فادي زواد السمردلي* ….. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_أفعال_لا_أقوال*

تخيّل، وليس في التخيل إثم، بل إن بعض الظن إثم تخيّل أنك في عالمٍ مليء بالمظاهر الخادعة، حيث الأوهام تغلف الواقع وتغطي الحقيقة فيتشبث البعض بالألقاب مثل “باشا”، “بيك”، “أفندي”، “عطوفة”، “فخامة”، “صاحب الوجاهة”، فيعتقد هؤلاء أن هذه الألقاب هي المفتاح إلى مكانة اجتماعية متميزة، وأنها تعوضهم عن نقص داخلي قد يشعرون به، أو قد تكون وسيلة للتأثير في الآخرين لإقناعهم بعظمة مزيفة.

ولكن، هؤلاء الأشخاص في الواقع (العالم الخيالي) يشبهون الأراجوزات الذين يرقصون على أوتار الغرور، معتقدين أن الألقاب قادرة على منحهم قيمة أو مكانة لا يستحقونها، ولا يملكونها. ولكن الحقيقة غالبًا ما تكون عكس ما يظنون، فالألقاب لا يمكن أن تخفي هشاشة الجوهر، والمظاهر لا يمكن أن تُصنع شخصًا ذا قيمة حقيقية.

يعيش هؤلاء في عالمهم في وهم بأن قيمة الإنسان ترتبط بما يحمله من ألقاب أو مكانة اجتماعية، متوهمين، متجاهلين تمامًا الحقيقة التي تقول إن الشخص لا يُعطى قيمة من خلال ألقابه، بل من خلال أفعاله وقراراته التي تتسم بالحكمة والنزاهة كما أن الشخص الذي يعتقد أن الألقاب هي ما يحدد مكانته، هو مثل الأراجوز الذي يقفز من لقب إلى آخر، يحمل في طياته “صورة” مزيفة عن نفسه. وفي النهاية، لا يمكن للألقاب أن تظل صامدة بما يكفي لتغطية ضعف الجوهر في مواجهة الحقيقة.

تتراكم هذه الأوهام في عقل هؤلاء الأشخاص حتى يظنون أن الهيبة تُقاس بالظهور بمظهر معين أو بحمل لقب اجتماعي معين ولكن في الواقع، هم مجرد هياكل فارغة، يعومون في قشور سطحية ويظنون أن تحضرهم يتجسد في الكلمات التي يرددونها أو في الألقاب التي يتباهون بها، في حين أنهم يفتقرون إلى المعرفة الحقيقية والحكمة التي تصنع الأشخاص ذوي القيمة الحقيقية.

يعيش هؤلاء في عالم الخيال، في فقاعة من الأوهام، معتقدين أنهم يتفوقون على الآخرين بقوة مكانتهم أو بالألقاب التي يتشبثون بها. ولكن في الحقيقة، ليس لديهم أي تأثير حقيقي أو قدرة على الإلهام. وحتى المظاهر التي يظنون أنها ستمنحهم الاحترام هي مجرد زيف يتلاشى مع مرور الوقت فالأشخاص الذين يعتمدون على ألقاب وهمية لن ينجحوا في قيادة الآخرين أو تحقيق أي تغيير إيجابي، لأنهم لا يملكون القدرة على التأثير بشكل حقيقي أو بناء.

في النهاية، هؤلاء الأشخاص لا يختلفون عن الأراجوزات التي ترتدي أقنعتها لتخفي حقيقتها وضعفها وفراغها فالألقاب والمظاهر لا يمكن أن تعوض الأفعال والمواقف الحقيقية ومن يظن أن الألقاب تمنحه قيمة، فهو في وهم كبير، لأن القيمة الحقيقية لا تأتي من الألقاب أو الأكاذيب التي تتردد فالألقاب لم ولن تمنح الأشخاص مكانة حقيقية أو احترامًا. فمن لا يملك المعدن الحقيقي سيظل مجرد أراجوز، مهما تعددت الألقاب.

فالزمن وحده هو الذي يكشف زيف هذه الألقاب وعدم استحقاقهم لها، ليظهروا على حقيقتهم أشخاصًا بلا معنى أو قيمة، يختبئون وراء ستار من الأكاذيب فالألقاب القديمة لا تدوم، والمظاهر لا تصنع القيم الحقيقية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.