*فادي السمردلي يكتب: هبل واللات والعزى أصنام الجمود في المشهد العام*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
كما حطم الاسلام اصنام الجاهلية ستسقط اصنام العصر الحديث فالأصنام ليست مجرد رموز مادية من حجر أو خشب، بل هي حالة ذهنية وسلوك مكرر يعبر عن الجمود، الفراغ، وعدم الفاعلية وإذا ألقينا نظرة على المشهد العام، سنجد أن بعض قيادات العمل العام يشبهون هذه الأصنام، ولكن بأجساد تتحرك هنا وهناك دون جدوى أو أثر حقيقي فهؤلاء القيادات هم “هبل واللات والعزى” العصر الحديث، الذين يمثلون المظاهر الزائفة التي تهدف فقط لإبراز أنفسهم، وليس لخدمة العمل أو الناس الذين يفترض أن يمثلونهم فوجودهم في مواقعهم أشبه بديكور لا يضيف قيمة، مجرد برواز أنيق معلق على الحائط، لا يتحرك إلا عند “التعزيل” أو لإعادة ترتيب المكان، لكنه في النهاية مجرد عنصر إضافي يمكن الاستغناء عنه دون أن يشعر أحد بغيابه.
ولعل المشكلة الكبرى تكمن في افتقار هذه القيادات للحد الأدنى من المسؤولية تجاه نتائج أفعالهم أو تقاعسهم فهم يتعاملون مع مناصبهم كفرص للظهور الشخصي بدلاً من اعتبارها واجبًا لتحسين حياة الناس وإن هذه الأصنام المعاصرة ليست فقط عاجزة عن فهم متطلبات العمل العام، بل هي أيضًا غير مؤهلة لإدراك أبعاد المسؤولية التي ألقيت على عاتقها وكما أن الأصنام لا تسمع ولا ترى ولا تنطق، فإن هذه القيادات تعيش في عزلة عن الواقع، غافلة تمامًا عن حاجة الناس إلى قيادة فاعلة وصادقة.
في العمل العام، هناك حاجة إلى أشخاص ذوي رؤية واضحة وإرادة حقيقية للتغيير، لكن هؤلاء “الأصنام المتحركة” الذين ورثوا صفات “هبل واللات والعزى” يكتفون بالظهور في المناسبات العامة، والتقاط الصور، وإطلاق تصريحات مفرغة من أي مضمون حقيقي فيتحدثون عن إنجازات غير مرئية، ويصفون أنفسهم كرواد للتغيير، بينما هم في الحقيقة عالة على مواقعهم ووجودهم في مواقع القيادة هو نوع من إهدار الموارد والفرص، لأنهم يشغلون مساحة كان يمكن أن يملأها أشخاص أكثر كفاءة واستحقاقًا وأسوأ ما في الأمر أنهم لا يكتفون بعدم تقديم شيء إيجابي، بل يعطلون العمل الفعلي بإصرارهم على البقاء في المشهد، ظانين أن الأضواء التي تحيط بهم ستخفي حقيقتهم.
هؤلاء الأشخاص، الذين يمكن وصفهم بأنهم “هبل، اللات والعزى” السلطة الحديثة، لا يعملون من أجل الصالح العام، بل يسعون لإشباع غرورهم الشخصي ورغبتهم في إثبات أهمية وهمية لا يشعر بها إلا هم لأنهم يعيشون في وهم أنهم غير مكشوفين للناس، وأن الحيل التي يستخدمونها لإبراز أنفسهم ستستمر إلى الأبد ولكنهم يغفلون حقيقة أن الناس أصبحوا أكثر وعيًا وإدراكًا، وأن التصريحات الجوفاء والمظاهر الخادعة لم تعد تنطلي على أحد فالجماهير لم تعد تنخدع بالأقنعة، بل باتت ترى الحقيقة وراء الصور المبهرة والكلمات الرنانة.
إن مشكلة هذه الأصنام المتحركة ليست فقط في عدم تقديمهم أي شيء ذي قيمة، بل في تعطيلهم للتقدم. إنهم يشبهون عقبة صامتة في طريق التغيير، فيستهلكون الموارد، ويحولون العمل العام إلى مسرح عبثي يتصدرون فيه المشهد دون أي إنجاز حقيقي وفي الوقت الذي يحتاج فيه العمل العام إلى الإبداع، التفاني، والعمل الجاد، يقف هؤلاء كأثقال تمنع عجلة التطور من المضي قدمًا فهم مشغولون بملاحقة أضواء الإعلام والتصفيق، بينما المشاريع المهمة والخطط الطموحة تبقى حبيسة الأدراج.
ولعل الأسوأ من ذلك، أن هؤلاء “الأصنام” أو بالأحرى “هبل واللات والعزى” بالمفهوم الحديث في محاولتهم الحفاظ على مواقعهم، قد يستخدمون أساليب ملتوية للحفاظ على سلطتهم، مما يزيد من تعقيد المشهد ويزيد من إحباط الأشخاص الصادقين الذين يريدون تقديم شيء حقيقي فهم يدركون تمامًا أنهم لا يقدمون شيئًا، لكنهم يعيشون على أوهام الذات، غير مدركين أن وجودهم أصبح عبئًا لا يمكن احتماله.
فإلى هؤلاء الذين يقفون كتماثيل خاوية، تحركهم الغرائز الشخصية أكثر من الإحساس بالمسؤولية، اعلموا أن التاريخ لا يرحم والتاريخ لا يذكر الصور ولا التصريحات الجوفاء، بل يخلّد من ترك أثرًا حقيقيًا وأحدث فرقًا ملموسًا في حياة الناس اعلموا أن أقنعتكم الزائفة لن تستمر طويلاً، فالجماهير ترى وتفهم، والأضواء الزائفة لن تحجب حقيقتكم عن أعين الناس فإذا كنتم عاجزين عن تقديم ما ينفع، فلا تصروا على البقاء في مواقع لا تستحقونها.انسحبوا، وافسحوا المجال لمن يستطيع أن يعمل بصدق وإخلاص فالعمل العام ميدان للعطاء، لا منصة لاستعراض الأنا وجودكم بلا أثر لن يخلّدكم، بل سيجعلكم مجرد ذكرى سوداء.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.