*فادي السمردلي يكتب: فشل احزاب بين ضعف التنظيم وسقوط الثقة الشعبية*

*بقلم فادي زواد السمردلي* ….. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

لم يعد خافيًا أن العمل الحزبي يعاني من أزمات بنيوية عميقة، تفاقمت رغم أن العديد من الأحزاب تأسست قبل إصدار قانون الأحزاب رقم 7 لعام 2022، مما كان يفترض أن يمنحها خبرة تنظيمية وإدارية تمكنها من قيادة المشهد السياسي بكفاءة ولكن الأداء الحزبي على أرض الواقع كشف عن ضعف مقلق في الهيكلية والإدارة، وعجز في تقديم برامج قابلة للتطبيق، مما أدى إلى حالة من الإحباط الجماهيري وخلق صدمة في الشارع السياسي والمراقبين على حد سواء.

على عكس التوقعات التي ارتفعت مع إطلاق مشاريع التحديث السياسي، فقد اثبتت هذه الأحزاب هشاشتها في عدة جوانب أساسية.أولاً، اعتمدت استراتيجيات الاستقطاب على الكم دون النظر إلى النوعية، مما أفرز أعضاءً لا يحملون إيمانًا حقيقيًا بفكر الحزب أو أهدافه وحتى بالعمل الحزبي ككل ، الأمر الذي أضعف التماسك الداخلي وشكك في جدوى هذه الكيانات ثانيًا، فشلت البرامج الحزبية في إشراك القواعد الشعبية بشكل حقيقي، إذ اقتصرت على شخوص محددة في القيادة، مما أدى إلى تهميش الأعضاء الآخرين وإضعاف الحماسة الداخلية.

أما في تشكيل الكتل الحزبية، فغابت الشفافية والحيادية بشكل كبير، حيث اتسمت هذه العملية بالعشوائية أو الارتباط بالقدرات المادية أكثر من كونها تستند إلى رؤية سياسية واضحة وبعد انتهاء الاستحقاقات الانتخابية، بدت غالبية الأحزاب غير قادرة على مواجهة أخطائها أو إصلاح مسارها، حيث اكتفت باعترافات سطحية مجاملة دون أن تترجمها إلى إجراءات ملموسة لتصحيح المسار.

هذه الإخفاقات المتتالية أظهرت تناقضًا صارخًا بين الخطاب الإعلامي لبعض الأحزاب، الذي قدمها كقوى سياسية مدركة لمتطلبات المرحلة، وبين الواقع الذي كشف عن عدم قدرتها على ترجمة هذه الوعود إلى خطوات حقيقية وهذا التناقض أفضى إلى انهيار الثقة الشعبية بمنظومة الأحزاب، التي بدت عاجزة عن التحليق في سماء العمل الحزبي كما ادّعت في البداية.

إن استمرار هذا الواقع المتردي ينذر بمخاطر كبيرة على الحياة السياسية بأكملها ولتجاوز هذه الأزمة، لا بد من مراجعة شاملة تركز على بناء برامج عملية تتجاوب مع احتياجات المجتمع، واستقطاب أعضاء نوعيين يؤمنون برسالة الحزب واهدافه، مع تعزيز الشفافية في تشكيل الكتل مستقبلا والقرارات الداخلية كما يجب أيضا اعتماد آليات نقد ذاتي ومساءلة فعالة، تضمن تطوير الأداء ابناء الثقة بين الأحزاب والجماهير فإذا لم يتم اتخاذ خطوات إصلاحية حقيقية، ستظل الأحزاب مجرد واجهات عاجزة عن أداء دورها في التحديث السياسي وتحقيق تطلعات المجتمع.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.