*فادي السمردلي يكتب: المواطن يريد إنجازات وليس ترندات*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …… 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

في عصر تتزايد فيه التحديات التعقيدات التي تواجه المجتمعات، تظهر الحاجة الماسة إلى قادة وأصحاب قرار يركزون على تحقيق إنجازات حقيقية تخدم الوطن والمواطن إلا أن الواقع يُظهر أحيانًا تيارًا من المسؤولين الذين يبتعدون عن جوهر مسؤولياتهم وينشغلون بالخطاب الشعبوي الذي يعتمد على الشعارات الجوفاء والوعود غير الواقعية، فقط لتصدر المشهد الإعلامي وملاحقة الترندات فهؤلاء القادة، بدلاً من التركيز على وضع خطط تنفيذية ملموسة لحل الأزمات، يلجؤون إلى مخاطبة مشاعر الجماهير باساليب استعراضية لكسب التأييد دون تقديم أي حلول عملية ومع مرور الوقت، تتآكل الثقة بهم، لعدم فدرتهم على تقديم النتائج التي يطمح اليها المواطن ، فيصبحون رمزًا لخيبة الأمل وتفاقم الأزمات.

الشخصية الشعبوية تعتمد على سمات محددة، أبرزها الوعود الكبيرة التي تفتقر إلى الخطط القابلة للتنفيذ، واستغلال المشاعر الشعبية من خلال الخطابات التي تخلو من المضمون بهدف كسب الشعبية السريعة، لكنها تؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية فمع غياب العمل الجاد والحلول الواقعية، يزداد شعور المواطنين بالإحباط، وتتعطل عجلة التنمية الحقيقية، ويتحول التركيز من خدمة المصلحة العامة إلى شعارات مبنية على مفردات لغوية لمسابقة شعرية أو كتابات نثرية.

انتشار الشعبوية ليس مجرد صدفة، بل يعود إلى عدة عوامل، منها عدم معرفة الجمهور بالحقائق، لغياب الشفافية وللاسف البعض في الإعلام أحيانًا يلعب دورًا في تغذية هذه الظاهرة لكسب بعض المشاهدات، حيث يُبرز الخطابات المثيرة دون تسليط الضوء على غياب العمل الحقيقي وراءها ولكن الشعبوية، رغم جاذبيتها الآنية،هي أشبه بمسكن مؤقت يزيد من عمق المشكلة بدلًا من معالجتها.

التاريخ مليء بالأمثلة التي تُظهر نتائج الشعبوية، حيث استخدمها العديد من الشخوص لبناء صور زائفة لأنفسهم كبُناة للأوطان لكن مع مرور الوقت، يتضح زيف هذه الصور، وتبرز عواقب غياب الإنجاز والعمل الحقيقي وعلى النقيض، فالقادة الذين اختاروا طريق العمل الجاد والإنجازات الملموسة تركوا أثرًا مستدامًا في مجتمعاتهم، رغم أنهم ربما لم يحظوا بشعبية فورية الا ان هؤلاء القادة أدركوا أن بناء الأوطان يتطلب رؤية طويلة المدى وعملًا دؤوبًا يتجاوز مجرد إرضاء الجماهير بشعارات مؤقتة.

لمواجهة هذه الظاهرة، يجب التركيز على تعزيز الوعي الجماهيري من خلال الإعلام والتعليم، ليتمكن المواطن من التمييز بين القادة الذين يعملون بجد لتحقيق تطلعاتهم وبين أولئك الذين يكتفون بالخطاب الشعبوي كما يجب وضع آليات صارمة للمساءلة والتقييم، بحيث يصبح الإنجاز الحقيقي معيارًا أساسيًا لتقييم المسؤولين فالأفعال الملموسة على أرض الواقع، وليس الكلمات الرنانة، هي ما يبني الثقة بين القادة والجماهير.

في النهاية، الشعبوية قد توفر مكاسب قصيرة الأمد، لكنها لا تصنع قادة حقيقيين ولا تحقق تنمية مستدامة والعالم اليوم بحاجة إلى قيادات تعي أن التغيير لا يأتي من الشعارات، بل من الإنجاز والعمل فإن الأوطان تُبنى بالعمل الجاد والرؤية الحقيقية، بينما تبقى الخطابات الشعبوية مجرد أصوات تتلاشى مع الوقتت .
(إذن نريد إنجازات وليس ترندات.)

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.