هل نحن على شفا جرفٍ هارٍ؟
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي.……
يا وطنًا تُسلب خيراته، ويُشرب دمه قطرةً قطرة، أيُّ لعنةٍ هذه التي حلّت على كيانك، فجعلت الكبار يزدادون غنًى والصغار يُطحنون تحت رحى الفقر؟في الليل، حين ينام الصادقون على وجعهم، وحين يغفو الكادحون على وسائد العوز، تنبض ساعات بعضهم بذهبٍ وسُحْتٍ، كأنّ السماء قد فتحت لهم أبواب رزقٍ لا تُغلق، وكأنَّ الأرض لا تعرفهم إلا سادةً، والخلق عبيدًا! أولئك الذين، على عتبة كل مجلسٍ وفي كل جاهة، يتحدثون بلسان الحق، بينما جيوبهم تتخم بالباطل، لا يبالون إن أكلوا مال الجائعين، أو شربوا عرق الفلاحين، أو تنفسوا وجع المرضى.
يا لَعارِ الجاهاتِ التي لا يُنفق فيها إلا من أموال الوطن! ويا لَسخرية القدر حين تُهدى السيارات، وتُمنح الرواتب، وتُصرف الامتيازات، فقط لأنهم جلسوا على عروشٍ صنعها الشعب من أكتافه، ولم يحصد منها إلا الألم!
يا من تأكلون خبز هذا الوطن وتنسجون منه أثواب سلطتكم، ألا تخافون من عدالة السماء؟ أما سمعتم عن نبيٍ عظيمٍ عُوتب من الله علانيةً لأنه عبس في وجه الأعمى؟ أما قرأتم عن عدل عمر حين كان ينام تحت شجرة دون حراسة؟
أيها الجالسون خلف أبوابٍ مغلقة، الذين لا يسألكم أحدٌ عمّا تفعلون، هل تظنون أنكم معصومون؟ أنكم فوق البشر، وفوق المحاسبة؟ نحن لا نريد عصمةً لأحدٍ، ولا نريد أن نُساوى في الظلم، بل نريد عدلًا يُحيي القلوب وحريةً تُعيد لهذا الوطن نبضه.
يا أبناء الأردن، يا من تملكون صوتًا في هذه الصحراء القاحلة، لا تصمتوا. صرخوا في وجه الطغاة كما يصرخ الطفل في وجه الظلم لأول مرة. فربما، وربما فقط، يسمع الوطن صوته ويعود إلينا.
يا من تتصدرون الجاهات وتطلبون العرائس او تعطونها ، يا من تقبضون ثمن دخلاتكم للحمامات في منازلكم رواتب خيالية من الدولة حتى وانتم تقضون حاجاتكم بمنازلكم (لو جلس بالحمام عشر دقائق ليقضي حاجته فإنه سوف يتقاضى عليها مبلغ 40 دينارا اردنيا) ويا من لا تدفعون ضريبة لدخولكم ولا حتى بنزين ولا ترخيص ولا صيانة لسياراتكم التي هي مهداة لكم ، تعلِمون أولادكم في أرقى الجامعات العالمية وتوظفونهم بسفاراتنا الأردنية بالخارج ، وعندما ينهون هؤلاء الأبناء الدراسة بالخارج فإنهم سوف يعينون سفراء او قناصل او كما حدث قبل اسابيع يعينون بعقود خاصة ورواتب فلكية بمؤسسات وشركات حكومية .
هؤلاء هم سبب مديونياتنا لأنهم يقبضون عوائد ورواتب من الدولة بمجرد ما أن تتجاوز الساعة الثانية عشر ليلا بثواني فإن ارصدتهم تبدأ بالانتفاخ وتلقي الأموال من الدولة واسمحولي بأن أقدمها لكم رياضيا ،
فعندما تصبح الساعة 12 ودقيقة بعد منتصف الليل تتقاضى هذه الشخصيات وهم نائمون بمنازلهم بجانب زوجاتهم عوايد مالية من الدولة (فوجدت أننا نضرب الستين دقيقة باربع دنانير وشوية فراطة فتصبح ساعته الأولى في صباح كل يوم حتى ولو كان عطلة رسمية 277 دينار أردني وهو راتب شهري لموظف بالحكومة بعد التعديل الأخير للحد الأدنى للرواتب الشهرية ).
ألى أين نحن متجهون بهذا الوطن ! واين نحن ؟ومن نحن أمام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما تم معاتبته وتصحيحة وتوجيهه لا بل وحتى تهديده من الله بأن يعدل بالمعاملة وفي حكم الناس حيث يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [التحريم] ويقول الله تعالى: ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * ويقول الله تعالى معاتبا الرسول :
تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} .
نريد العدل والمساواة في الحكم حتى ولو كان الحكم جائرا او ظالما فالمساواة بالظلم عدلا .
اسمعوا صوت هذا النائب المحترم محمد المراعية وهو البدوي المتحضر والمتعلم يتحدث في مجلس النواب ويقدم الأدلة والبراهين أمام الحكومة ويضع بما لا يدعوا للشك عن فساد إداري ومالي في إحدى شركات الوطن الوطنية .
وأخيرا نحن نعرف أن الأئمة الملالية بالشيعة يأخذون الخمس من الشعب ولا يسئلون أيضا عن أفعالهم كونهم معصومين عن الاخطاء بشريعتهم، فهل نحن نسير على خطاهم ويوجد لدينا شخصيات معصومة عن المحاسبة ويتقاضون الخمس من أموال الشعب الاردني.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.