فادي السمردلي يكتب: التزام الإعلام في مواجهة التفاهات*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …..

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار أو الترفيه، بل هو منبر يعكس صوت المجتمع، ومرآة تعبر عن قيمه ومبادئه وتطلعاته ولأن الإعلام يمتلك هذا التأثير العميق في تشكيل الرأي العام وصناعة الوعي الجمعي، فإن انشغاله بترويج التفاهات أو التغاضي عنها يُعد خيانة للرسالة الإعلامية ذاتها، بل خيانة للوطن والمجتمع فكثيراً ما تكون هذه التفاهات جزءاً من أجندة موجهة تسعى لتشويه الحقائق وتزييف الوعي، مستهدفة ضرب الهوية الوطنية الأردنية وتاريخها وإضعاف الثقة بين المواطن ووطنه وهنا تتجلى أهمية دور الإعلامي الشريف والمسؤول، الذي يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ويقف سدًّا منيعًا أمام كل ما يمس أمن الوطن واستقراره وتاريخه.

لا يمكن للإعلام أن يقف على الحياد حين يكون الوطن هو المستهدف، ولا يجوز للإعلامي أن يبرر ترويجه للأكاذيب أو نشره للتفاهات بحجة حرية التعبير أو الحيادية فإن الانجراف وراء مواضيع سطحية أو قضايا تافهة وكاذبه ، لا تعود بالنفع على الوطن، بل تساهم في تشتيت انتباه الجمهور عن القضايا الجوهرية، هو استسلام لمن يريدون تفتيت المجتمع وزرع الشك في نفوس أفراده فالإعلامي الحقيقي الذي رضع حب الوطن منذ ولادته هو الذي يدرك أن رسالته ليست وظيفة عابرة ولا فرصة لتحقيق الشهرة، بل هي مسؤولية أخلاقية ووطنية تتطلب منه أن يكون حارسًا للحقيقة ومدافعًا عن الوطن بكل ما أوتي من أدوات.

إن وطننا، الأردن، ليس مجرد رقعة جغرافية، بل هو تاريخ عريق وهوية متجذرة وقيم أصيلة تستحق أن تُحترم وأن تُصان من أي عبث ومن هنا، على الإعلاميين أن يكونوا خط الدفاع الأول عن الوطن ضد أي شائعات أو أكاذيب تُحاك لإضعافه فدور الإعلامي الشريف لا يقتصر على تغطية الأحداث ونقل الأخبار، بل يشمل محاربة التضليل والتصدي لأي محاولة للمساس بتاريخ الوطن وهويته فمن أبسط أخلاقيات الإعلامي أن يتحلى بالنزاهة والوعي والالتزام بالمبادئ التي تحفظ كرامة وطنه ومجتمعه.

أيها الإعلاميون، رسالتكم أعظم من أن تُختزل في بث مواد لا قيمة لها أو في المساهمة بنشر الإشاعات عليكم أن تدركوا أن الوطن بحاجة إلى منبر حر وشجاع يقف في وجه كل من يحاول بث السموم الفكرية والاجتماعية تذكروا أن الكلمة أمانة فاحفظوا الأمانة ، وأن ما تُبثونه من أخبار وتحليلات يمكن أن يبني جيلاً واعيًا ومخلصًا لوطنه، أو يُسهم في تضليل العقول وزرع الفتن.

إننا في زمن مليء بالتحديات، حيث تُستخدم التفاهات كأداة لتشويه الحقائق وتغذية النزاعات الداخلية وهنا يأتي دور الإعلامي الوطني في أن يقطع الطريق أمام كل هذه المحاولات، وأن يكون صوت الحق والحقيقة، صوت الأردن العريق الذي يحمل إرثاً من الكرامة والشجاعة والإباء فالإعلام ليس ساحة للمساومة أو مكسباً شخصياً، بل هو أمانة تتطلب منكم أن تضعوا مصلحة الوطن أولاً وأخيراً إن كنتم على قدر الأمانة.

رسالتي إلى كل إعلامي شريف قفوا مع الوطن، احذفوا الأكاذيب، واجعلوا الكلمة أداة بناء لا هدم حاربوا التفاهات ولا تساهموا في نشرها، فأنتم منبر الوطن وصوته، وأنتم مسؤولون أمام الله والتاريخ والشعب عن كل كلمة تُقال أو تُكتب فكونوا على قدر هذه المسؤولية، لأن الأردن يستحق إعلاميين مخلصين ينتمون إليه قولاً وفعلاً.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.