لترامب: لماذا “لا تحرق الشرق الأوسط” لإخراج المخطوفين الفلسطينيين من جهنم إسرائيل؟
جدعون ليفي …
لا يوجد نضال أكثر عدلاً من النضال على تحرير المخطوفين الإسرائيليين. فحبسهم إجرامي، رغم أنه نضال مشوب بالنفاق وعدم الأخلاقية؛ فهو يميز بين دم ودم، بين إنسان وآخر. لذلك، يصعب الانضمام إليه بإخلاص وراحة. عائلات المخطوفين الإسرائيليين لا يمكن زيارتها وهي تناضل على أغلى ما لديها. ولكن نضال الجمهور الواسع، الذي أصبح دولياً، لا يمكن أن يكون كاملاً من ناحية أخلاقية ما دام يركز على مصير الإسرائيليين فقط.
هناك 99 مخطوفاً إسرائيلياً في أسر حماس، و10 أضعاف، وربما 100 ضعف، من المخطوفين الفلسطينيين في أسر إسرائيل. هؤلاء مخطوفون أيضاً، بدون محاكمة أو محام أو زيارة الصليب الأحمر وهوية معروفة وإبلاغ عائلاتهم. معظمهم أبرياء، مثل الإسرائيليين، ومعاملتهم بوحشية في الأسر لا تقل عن معاملة حماس. إن تجاهل مصيرهم ازدواجية أخلاق في أسوأ الحالات.
الخطاب الإسرائيلي يخلو من أي ذكر للمخطوفين الفلسطينيين، حتى صفة مخطوفين لا يحصلون عليها
الخطاب الإسرائيلي يخلو من أي ذكر للمخطوفين الفلسطينيين، حتى صفة مخطوفين لا يحصلون عليها. في نهاية المطاف، من هو الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، إذا لم يكن مخطوفاً؟ في البداية، حاولت إسرائيل إخفاءه، كعادة الأنظمة الأكثر ظلامية، مثل حماس، إلى أن اعترفت مؤخراً بحبسه. الخطر على حياته في السجن الإسرائيلي يشبه من حيث خطورته الخطر على حياة كل مخطوف إسرائيلي في أسر حماس. على الأقل 68 مخطوفاً فلسطينياً ماتوا في السجن بسبب التعذيب والعنف وعدم العلاج. إذا أخذ في الحسبان حقيقة أن بعض المخطوفين الإسرائيليين قتلوا في عمليات الجيش الإسرائيلي، فإنه يمكن القول بأن إسرائيل تسببت بموت معتقلين لديها أكثر مقارنة بعدد المخطوفين الإسرائيليين الذين قتلتهم حماس في الأسر.
بالضبط مثلما يموت المخطوفون الإسرائيليون ويتم تعذيبهم بشكل لا يمكن تخيله، فهكذا يتم تعذيب وموت مئات المعتقلين الفلسطينيين في حظائر التعذيب الإسرائيلية. لا تملك عائلاتهم أي معلومة عن مصيرهم. ولا أحد في العالم يناضل من أجل إطلاق سراحهم. المقال الصادم الذي نشره يونتان فولك أول أمس، أظهر ظروف سجن الذين بقوا على قيد الحياة. لا يمكن تخيل ظروف أكثر وحشية. هل يمكن قراءة هذه الأوصاف المدهشة والقيام بوضع شريط أصفر على باب السيارة فقط من أجل مخطوفينا. هل يمكن النضال على إطلاق سراحهم وتجاهل المخطوفين في السجون الإسرائيلية.
نضال إسرائيل على إطلاق سراح المخطوفين لم يكن ليفقد أخلاقيته لو شمل طلب إطلاق سراح المخطوفين الفلسطينيين. ترامب يهدد بجهنم إذا لم يتم إطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين قبل توليه منصبه. وماذا عن الفلسطينيين المخطوفين، يا سيدي الرئيس؟ ألا يتعرض هؤلاء للتنكيل المخيف؟ يجب قراءة شهادات فولك. “لسنا بشراً هناك. نحن لحم متعفن”، هكذا لخص المخطوف المحرر نزار. قائمة التجويع وجرائم السجانين والتعذيب لن تخجل حماس. في حالتنا، الأمر يتم على يد الدولة.
المكان الذي يحاول فيه المعتقلون الصراخ وطلب المساعدة عندما كان زميلهم يحتضر، ورداً على ذلك يتم التنكيل بهم باستمرار، هو المكان الأكثر سخونة في جهنم. والمكان الذي يكدسون فيه البشر واحداً فوق الآخر. وبعد ذلك، يتم ضربهم بدون رحمة وإطلاق الكلاب عليهم، هذا مكان ليس أقل من جهنم أنفاق حماس. هل يمكن لأحد تجاهل ذلك؟ هل من الأخلاقية تجاهل ذلك؟ هل من الحكمة تجاهل ذلك؟
معاملة إسرائيل للمخطوفين الذين في أيديها فقط يقلص حقها في المطالبة بتحرير مخطوفيها. أبناء عائلات المخطوفين كان يجب أن يكونوا الأوائل الذين يعرفون ذلك. صحيح أنه لا يوجد في العالم حتى الآن أي نقاش حول المخطوفين الفلسطينيين – هم لا يوجدون بفضل أجهزة الدعاية المتقدمة لإسرائيل – وحتى الآن لا يمكن الموافقة على هذه الانتقائية الأخلاقية. معظمهم ليسوا من النخبة، وحتى النخبة لها حقوق. هل هناك أحد مستعد لسماع ذلك؟
هآرتس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.