رئيس الوزراء.. وبرنامج الرواد

بلال حسن التل …. 

 

من القضايا التي لفتت انتباهي في حديث دولة الدكتور جعفر حسان اثناء لقائي دولته في مكتبه، حديثه عن ضرورة أعداد وتأهيل الصف الثاني في مؤسسات الدولة،وأن هذا الاعداد على جدول أعمال دولته.
وهذه قضية في منتهى الاهمية والضرورة، لبلدنا ستساهم في حل معضلة اساسية من معضلات الادارة العامة الاردنية ، تعاني منها منذ عقود ، ومعالجتها سيسرع في تحقيق اهداف التطوير الاداري في بلدنا.

وقبل ان استفيض في التذكير باهمية أعداد قيادات الصف الثاني، احب ان اقول اننا في المركز الاردني للدراسات والمعلومات، الذي تشرفت برئاسته لسنوات طويلة، خضنا تجربة مهمة في مجال اعداد قيادات الصف الثاني، عندما اشار عضو مجلس امناء المركز الشخصية المرموقة عالميا، والمتميزة في نجاحها الاستاذ الدكتور كمال الشاعر نرجو له الرحمة ، و هو مؤسس شركة دار الهندسة التي أصبحت بفضل قدراته القيادية، احد اهم اكبر شركات الانشاءات في العالم، اقول عندما اشار الى وجود خلل استراتيجي في الاردن، يتمثل في غياب الاعداد لقادة الصف الثاني في المؤسسات الاردنية في القطاعات الحكومية والاهلية والخاصة ، وان علينا في المركز ان نخوض تجربة لاعداد مجموعة من قادة الصف الثاني، تكون نموذجا يقتدى، ومن اجل تنفيذ هذا الاقتراح شكل مجلس الامناء لجنة لهذه الغاية من اعضاء المجلس برئاسة المرحوم كمال الشاعر والمرحوم مروان دودين والسيدة ليلى شرف، والدكتور ممدوح العبادي ومني واطلقنا، التجربة تحت مسمى برنامج الرواد، اذكر من الذين انخراطوا به في حينها: المهندس صخر دودين والسيد عبدالله نوفان العدوان والسيدة ريم بدران والمهندس عبد الرحيم البقاعي، والسيد شادي عبد السلام المجالي، والمهندسة ايمان حمزة والمهندس جمال بدران و شقيقه طارق والسيد بسام فهيد، والسيد رائد سمارة، والسيد معن السحيمات، والمهندسة سوزان فؤاد الكيلاني والدكتور محمد وهيب وعاص الهنداوي وحليم السلفبتي وغيرهم مما صار بعضهم فيما بعد وزراء ونواب ومدراء عامون، ورجال اعمال، واظن ان ماتلقوه في برنامج الرواد افادهم في ناجاحهم، فيما بعد.

من طرائق اعداد القيادات التي طبقت في برنامج الرواد، الاستماع الى تجارب شخصيات قيادية مثل تجربة الدكتور عبد السلام المجالي، والدكتور عبدالله النسور والدكتور فايز الطراونة والدكتور كمال الشاعر والمهندس عبد الهادي المجالي والمهندس سمير قعوار، والدكتور رجائي المعشر، وسعد التل وليلى شرف، وغيرهم كثير رحم الله من توفي منهم وامد بعمر الاحياء.
ومن القضايا التي تضمنها برنامج الرواد اهمية اليات اتخاذ القرار، والعوامل التي يجب ان تراعي عند اتخاذ القرار، بالاضافة الى تزويدهم بالثقافة القاتونية، بالإضافة الى اهمية العمل المؤسسي،مع الحرص على اكساب المشاركين للخبرات والمهارات القيادية من خلال نقل تجارب الأجيال والمراكمة عليها… الخ،

نعود الى اهمية ايمان دولةالدكتور جعفر حسان باعداد قيادات الصف الثاني لاقول: ان اعداد قيادات الصف الثاني يضمن استمرارية عمل المؤسسات، واستمرار عملية تطويرها في أجواء مريحة بعيدة عن الكيدية، او الاحساس بالظلم، مما يحسن بيئة العمل ، كما ان وجود قيادات صف ثاني يخفف من الاعباء على قيادات الصف الاول، مما يجعلها أكثر اتقانا لعملها،
كما ان وجود قيادات الصف الثاني في المؤسسة من شأنه ان يجنبها الارتباك وعدم حدوث فراغ في حالة غياب قائد المؤسسة لأي سبب من الاسباب، والأهم من ذلك كله انه يساهم في بناء ثقة الاردنيين بمؤسسات دولتهم، لذلك نتمنى للدكتور جعفر حسان النجاح في مساعيه، وخاصة في مجال التطوير الإداري، واعداد قيادات صف ثاني، وبذلك يكون عالج خلالا خطيرا في بلدنا.هو تفكير يدل على أن دولته يعمل وفق رؤية استشرافية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.