صفقة التبادل لا تشمل كبار القادة وتضم أقدم أسير في العالم وآخر أطلق سراحه في صفقتين سابقتين
شبكة الشرق الأوسط نيوز : من المقرر أن تتواصل بدءا من اليوم الأحد عمليات إطلاق سراح أسرى إسرائيليين مقابل الكثير من الأسرى الفلسطينيين، بينهم من يمضون أحكام عالية “مؤبدات”، حيث سيقترن العدد النهائي للأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم أسرى “المؤبدات” بأعداد الأسرى الإسرائيليين الأحياء، الذين سيطلق سراحهم من ضمن الـ 33 أسير إسرائيلي في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال، غير أن الثابت في هذه الأسماء الفلسطينية سيكون إضافة إلى الأسيرات والأطفال، أولئك الذين أعيد اعتقالهم بعد “صفقة شاليط”.
تفاصيل التبادل
وتفيد المعلومات المتوفرة، أنه رغم نشر الجانب الإسرائيلي، أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى من التهدئة، إلا أن التأكيد على موعد إطلاق سراحهم النهائي، سيكون قبل يوم واحد من كل خروجهم من السجن، حيث ستنقل القائمة عبر الوسطاء للطرف الفلسطيني، حيث ستكون ستتم عملية إطلاق سراح الأسرى على فترات، ستبدأ بالنساء والأطفال، وستنتهي بالأسرى من ذوي المحكوميات العالية.
وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية نشرت قوائم بأسماء الأسرى الفلسطينيين، المتوقع الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، ومن ضمنهم أسماء من ذوي المحكوميات العالية، وسيقوم الجانب الإسرائيلي بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، بناء على نوعية أسراه الذين سيطلق سراحهم، وفقا لمطالب المقاومة، التي فرقت بين ثمن المدنيين وكبار السن، وبين المجندات وجنود الاحتياط، التي طالبت مقابلهم أسرى فلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية، لكن عدد هؤلاء الأسرى الفلسطينيين سيحدده طبيعة إن كان الأسير الإسرائيلي حي أو ميت.
وبينت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن هذه القوائم التي نشرت من مصلحة السجون الإسرائيلية، نشرت لإتمام بعض الإجراءات القانونية التي تخص الاحتلال، وأن فصائل المقاومة ذات الصلة المباشرة في عملية التبادل أو حتى المؤسسات المختصة، لم تنشر أي قوائم رسمية لمن سيتم الإفراج عنهم، وذكرنا أن أعداد الأسرى الذين سيتم تحريرهم، مرتبط بشكل أساسي بأعداد الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة وبحالتهم الصحية، وأنه سيتم إعلان الأسماء المحررين كما كانت الآلية المتبعة في الدفعات السابقة التي تمت في شهر نوفمبر 2023، وفق آلية متدرجة، على مدار المرحلة المقررة لإتمامها وخلال أيام التبادل.
أما مكتب الأسرى في حركة حماس، فأكد أن ما يقوم به الاحتلال من نشر لقائمة الأسرى المتفق عليهم للمرحلة الأولى في صفقة التبادل ضمن وقف إطلاق النار هو إجراء يخص الاحتلال، وقال “للتوضيح فإن آلية الإفراج عن الأسرى ترتبط بعدد أسرى العدو المنوي الإفراج عنهم وضمن أي فئة منهم، وهي عملية ستمتد طيلة فترة المرحلة الأولى من الاتفاق”، لافتا إلى أنه سيتم نشر القوائم قبل كل يوم تبادل، ضمن آلية متفق عليها في بنود وقف إطلاق النار.
وكانت وزارة العدل في حكومة الاحتلال، قالت إنه سيتم الإفراج عن 737 أسيرا فلسطينيا في مقابل إطلاق سراح أول دفعة من الأسرى الإسرائيليين، وظهر اسم الأسير زكريا الزبيدي، وهو من قياديي حركة فتح في مخيم جنين، وعضوا في المجلس الثوري للحركة، وسبق وأن كان من بين الأسرى الستة الذين نفذوا عملية الهروب من سجن “جلبوع” في سبتمبر من العام 2021، وهذا العدد سيضاف إليه 1,167 أسير فلسطينيا من قطاع غزة، كانوا قد اعتقلوا خلال العمليات البرية، ويحتجزهم جيش الاحتلال، ولم يشاركوا في أحداث السابع من أكتوبر.
الغائبون عن المرحلة الأولى
ولم يرد في المرحلة الأولى أسماء أي من القادة الكبار في الفصائل الفلسطينية وقادة الجناح العسكري لحماس، وهم مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لفتح، وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، وعباس السيد وعبد الله البرغوثي وغيرهم من قادة حماس، حيث يدور الحديث عن إمكانية إطلاق سراحهم في المراحل اللاحقة، لكن الأمر لم يجر تأكيده حتى اللحظة.
لكن المرحلة الأولى تشمل أسرى “مؤبدات” من غير هذه الأسماء الكبيرة، ويتردد أنه سيتم إطلاق سراح 296 أسيراً محكوم بالمؤبد مدى الحياة، ضمن المرحلة الأولى، منهم 127 أسيراً محكوماً من حركة فتح، و123 أسيراً من حركة حماس، و36 أسيراً من الجهاد الإسلامي، و7 أسرى من الجبهة الشعبية، و3 أسرى من الجبهة الديمقراطية، وكما جرى الإشارة، ستكون أعدادهم مرتبطة بالأسرى الإسرائيليين إن كانوا أحياء أو أموات.
لكن الثابت في الأسرى من ذوي المحكوميات العالية، هم 47 أسيراً، كان الاحتلال أعاد اعتقالهم في العام 2014، بعد إطلاق سراحهم في “صفقة شاليط”، عام 2011، ومن بينهم 11 أسيرا كانوا قد اعتقلوا قبل توقيع “اتفاق أوسلو” للسلام عام 1993.
أبرز المفرج عنهم
وهناك أسرى كبار بارزين من ضمن هذه القائمة وهم:
*نائل البرغوثي، والذي يعد أكثر أسير أمضى وقتا في السجون الإسرائيلية، ويعرف بلقب عميد الأسرى، ويعتبر أيضا أقدم أسير في العالم، وهو مولود في العام 1957 في قرية كوبر التابعة لمدينة رام الله، واعتقل في العام 1977، وحُكم عليه بالسجن المؤبد و18 عاما، قضى منها 34 عاما بشكل متواصل، وأطلق سراحه في “صفقة شاليط” التي أبرمتها حماس مع إسرائيل، ونفذت يوم 18 أكتوبر 2011، وقد اعقد اعتقاله يوم 18 يونيو 2014، وقد حكم بالسجن 30 شهرا، لكن الاحتلال رفض إطلاق سراحه بعد انقضاء المدة، وأعاد له حكمه السابق المؤبد و18 عاما بزعم وجود ملف سري.
*علاء البازيان، المولود في العام 1958، في مدينة القدس، وقد نشط في سبعينيات القرن الماضي في النشاط المسلح لحركة فتح، واعتقل أول مرة عام 1979، بعد انفجار عبوة ناسفة أثناء إعدادها، وقضى وقتها في السجن لعامين، لكنه اعتقل مجددا عام 1981 وحُكم عليه بالسجن 20 عاما، ليطلق سراحه في العام 1985 أطلق سراحه ضمن ما عرفت باسم “صفقة “النورس” التي نفذتها الجبهة الشعبية القيادة العامة، وفي العام 1986، أعيد اعتقاله وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، إلى حبن أن أطلق سراحه في “صفقة شاليط”، ليعتقل مرة أخرى في ذات يوم اعتقال البرغوثي، ليحكم عليه مجددا بالسجن المؤبد.
*سامر المحروم، المولود في العام 1966 في مدينة جنين شمال الضفة، في العام 1986، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وأفراج عنه في “صفقة شاليط” واعتقل كآخرين من محرري الصفقة في 18 يونيو/ حزيران 2014، بعد شهرين من زواجه.
جدير بالذكر أن اتفاق تبادل الأسرى، اشتمل على أن الأسرى الإسرائيليين الـ 9 من المرضى والجرحى من قائمة الـ 33، سيتم إطلاق سراحهم بمقابل إطلاق سراح 110 سجينا فلسطينيا من المحكومين بالمؤيد، كما ستطلق إسرائيل سراح 1000 معتقل من غزة من الذين اعتقلوا بعد 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أما بخصوص فئة كبار السن الرجال فوق الـ (50) من قائمة الـ 33، سيتم إطلاق سراحهم بموجب مفتاح 1 إلى 3 من المحكومين بالمؤيد، و1 إلى 27 من المحكومين بأحكام أخرى، أما الأسيرين ابرا منغستو وهشام السيد، فسيتم إطلاق سراحهم وفقا لمفتاح تبادل 1 لـ 30 بالإضافة إلى الـ 47 سجناء صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم، على أن يتم إطلاق سراح عدد من المسجونين الفلسطينيين إلى الخارج أو في غزة، بناء على القوائم المتفق عليها بين الطرفين.
المصدر : القدس العربي