الشهيد الصائم النقيب “أحمد عبد الله” الذى رأى قصره فى الجنة فى منامه
سها البغدادي….
يأتى عيد الشرطة من كل عام ويستعيد معه مشاهد التضحيات والفداء فى سبيل الوطن ومن خلال قصص وسير الشهداء، نعلم أبناءنا أن تراب الوطن غالي .
واليوم نكتب قصة الشهيد الصائم النقيب/ أحمد عبد الله عبد المحسن .. استشهد يوم 12 مايو 2021 وهو نجل اللواء عبد الله عبد المحسن مساعد مدير امن الجيزة السابق
الشهيد أحمد معاون مباحث الغردقة قسم تانى .. استشهد وهو صائم اخر يوم رمضان وذاهب لعمله ومعه زميله ووصل الغردقة وانقلبت سيارته أثناء تأدية عمله فى القطاع الذى كان يعمل به ليلقى الله فى لحظتها .. كان مثال للضابط الخلوق ويحمل العديد من القيم الانسانية .
الشهيد قطع أجازته لكي ينزل خدمة عيد الفطر .. دخل مقبرته ليلة العيد الساعة 8 مساء بعد العشاء مع تكبيرات المساجد للعيد ليزف للجنة شهيد الواجب برحمة الله.
قالت د/ سامية صالح والدة النقيب أحمد عبدالله الشهيد الصائم :” ابني شاف قصره في الجنة وعنده 12 سنة .. وفي غرفة الغسل قلت له “لا تحزن على وداع الدنيا يا حبيبي الأخرة خيرا وأبقى”
وقالت وهى تبكي ” : أنه قال لها أنه وقف أمام الكعبة ودعا الله أن يحفظ مصر وشعبها ، وأن يكون ظابط متميز والرئيس السيسي يكرمه ،واستجاب الله لدعوته بالفعل .
روايات عن الضابط الإنسان فى كل تعاملاته
تروى والدة الشهيد أحمد عدة مواقف إنسانية فقالت :”
كان كافل أيتام ، وعامل صدقة جارية في المسجد ،وكان بيشتري الأنسولين لمريض سكر مسجل خطر كان عنده في الحجز بحسب رواية الضباط زملائه.
وبحسب رواية العساكر عنه قالوا كان بياخد المصحف ويقرأ القرآن بعيد على البحر وكان كريم الأخلاق لا يهين أى شخص ويتعامل مع الجميع بلطف وكان رحيم ومتواضع لا يتكبر على أحد .
وبحسب رواية أهل الغردقة كان في ست عجوز هاتتحبس في وصل أمانة بـ3 آلاف جنيه ، دفعهم من جيبه وخرجها هذا بخلاف عطفه على الاهالي هناك فكان أثناء متابعته الأمنية يخرج ليلا لتأمين المنطقة وعندما يجد أى محتاج يساعده بدون أى تردد .
وتقول أم الشهيد “:منذ كان جنين في أحشائي حلمت برؤية أنه مرتديا لبس الإحرام وجالس على الهلال في السماء ، ولما كان رضيع صغير كان هادئ الطبع وذو ملامح ملائكية ، وكل من يراه يحبه ويرتبط به
وبكت وقالت : ” أحمد ” أول فرحتي 24 سنة ، منذ تخرجه لم يحضر معنا أى عيد كان يقدر عمله ، ليه أخ وحيد خريج شرطة أيضا .
والد أحمد حببه في العمل الأمني والتضحية فى سبيل الوطن ، ترك كلية الطب ودخل شرطة وتخرج منها عام ٢٠١٨ واستلم عمله بالغردقة وأصبح في خلال 3 سنين أصغر معاون مباحث قسم شرطة الغردقة ثان ، وأشتغل فى العديد من القضايا خصوصا أن عمله فى مناطق حدودية صحراوية واتجار مخدرات وقطاع طرق وتهريب سلاح وغيرها وكان هدفه يحمى البلد منهم .
أخر يوم في رمضان تم استدعاءه لتأمينات العيد في الغردقة ، فور وصوله القطاع انقلبت سيارته أثناء عمله و استشهد في لحظتها ، سافرت ووقفت على غسله و أخذت الطبنجة من جيبه وقولتله أنا بشيل هم السلاح عنك يا ” أحمد” أنت وفيت بالقسم وحافظت على سلاحك ، و لبيت نداء بلدك يا أبني ما تحزنش على الدنيا يا حبيبي الآخرة خيرا وأبقى.
وزغرطت فى جنازة أبنى ، كانت جنازة مهيبة حضرها أكتر من الـ4 آلاف شخص وأبنى دخل مقبرته مع تكبيرات العيد
وبحسب رواية من حضروا الجنازة قالوا أن وقتها حصلت حاجات غريبة كأن الملائكة كانت بتشيعه ، هبت نسمه باردة جعلت الحاضرين يرتعشوا ويثبتوا في مكانهم ونزلت السكينة عليهم وأول ما ظهرت سيارة الشهيد حدثت دوامات ترابية أسفل الاقدام بدون غبار وكأن أحد بيوسع الطريق لدخوله
وقال والد الشهيد ” : أن القبر كان منور وكأنه فى وقت الظهر رغم أنهم كانوا بيدفنوا على ضوء الهواتف المحمولة الساعة 8,5 مساءا .
رواية أحد الجيران أنه فى صباح يوم استشهاده ، كان الشهيد واقف تحت البيت هو وزميله ظابط أيضا وبيلتقطوا صورة تذكارية مع بعض ، ظهر جار لا يعرفونه عن قرب ووقف الجار وهو ينظر للشهيد مستغربا ولاحظه الشهيد أحمد وصديقه ، وقال له انتظر حتى يمشي هذا الرجل الذي ينظر إليا بتعجب ، وفي ثاني يوم الاستشهاد جاء هذا الجار لصديق أحمد وسأله هو الضابط اللي استشهد ده اللي كان واقف معاك امبارح بياخد صورة قاله اه .. قاله قسما بالله أنا شوفته من بعيد عبارة عن هالة نور بيضاء مشعة جنبك ، وفضلت واقف مستغرب ومش مصدق اللي انا شايفه وبحاول افهم ”
وتختتم والدة الشهيد كلامها :” قبل ما يمشي قالي حطي مصحفي في الشنطة ياماما ، قولتله حاضر و هاحط لك” البسكوت والبيتفور” قالي لاء متحطيش كتير اتاريه هايفطر في الجنة ، وهو عنده 12 سنة كان شايف قصره في الجنة ، جالي وقالي يا ماما أنا شوفت قصري في الجنة ربنا وراهولي ده جميل قوي يا ماما وأفتكرت كلامه عن قصره فى الجنة وهو طفل وأنا بودعه .




