*فادي السمردلي يكتب (رُب رمية من غير رام) النجاح العابر لا يصنع القادة*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
المثل “رُب رمية من غير رام” يحمل رسالة صادمة ولكن واقعية فالنجاح أحيانًا لا يكون انعكاسًا لمهارة أو كفاءة الشخص، بل قد يكون مجرد صدفة عابرة أو حظ أصاب الهدف في لحظة غير متوقعة وهذا المفهوم يصبح خطيرًا عندما يتم تضخيم نجاح فردي عابر أو ظرفي، ومنح صاحبه أدوارًا ومسؤوليات أكبر مما يحتمل فالنجاح الذي يأتي بلا أسس راسخة لا يمكن البناء عليه، ولا يعني بالضرورة أن الشخص قادر على القيادة أو إدارة المواقف المعقدة.
عند النظر في سياق العمل، نجد أمثلة عديدة لأشخاص لمعوا فجأة بسبب نجاح في موقف معين، مثل تحقيق إنجاز سياسي أو إدارة أزمة طارئة، لكن خلف هذا النجاح غالبًا ما تكون هناك ظروف استثنائية أو دعم خارجي لعب دورًا محوريًا ومع ذلك، يُنظر إلى هؤلاء باعتبارهم قادة طبيعيين، ويتم وضعهم في مواقع المسؤولية ولكن بمجرد أن تنحسر تلك الظروف، يظهر افتقارهم إلى المهارات الأساسية المطلوبة للقيادة، مما قد يسبب أضرارًا جسيمة تؤثر على المجتمع ككل فالقيادة ليست مجرد صدفة أو لحظة نجاح، بل تتطلب خبرة، رؤية استراتيجية، والقدرة على اتخاذ قرارات صعبة في أصعب الأوقات.
وفي العمل الخاص، الأمر لا يختلف كثيرًا. كم من مرة نسمع عن رواد أعمال أو مديري شركات يحققون نجاحات مبهرة بسبب ظروف السوق أو ضربة حظ في توقيت مثالي ومع ذلك، عندما يُطلب منهم إدارة مشاريع أكثر تعقيدًا أو مواجهة أزمات حقيقية، يتبين أنهم يفتقرون إلى المهارات الإدارية والقدرة على الابتكار فمثل هؤلاء الأشخاص يصبحون عبئًا على الشركات أو المؤسسات التي تضع ثقتها فيهم بناءً على إنجاز وحيد لا يمكن تكراره.
“رُب رمية من غير رام” يذكرنا بأن النجاح لا يعني بالضرورة الكفاءة فالصدفة قد تضع بعض الأشخاص في دائرة الضوء، لكن هذه اللحظة العابرة لا تعني أنهم يمتلكون القدرة على القيادة أو اتخاذ قرارات مستدامة. لذلك، يجب على المجتمعات والمؤسسات التمييز بين النجاح الظرفي المبني على الحظ والنجاح الحقيقي الناتج عن كفاءة وجهد مستمر فالاعتماد على الأشخاص الذين جاء نجاحهم بالصدفة قد يؤدي إلى كوارث، سواء على مستوى العمل العام أو الخاص، لأنهم غالبًا لا يمتلكون الأدوات اللازمة للاستمرار أو التعامل مع الضغوط والتحديات.
في النهاية، المثل يعكس تحذيرًا بالغ الأهمية ليس كل من حقق إنجازًا يستحق القيادة، فالقائد الحقيقي هو من يصنع النجاح عن وعي وكفاءة واستمرارية، وليس من يصيب الهدف مرة واحدة بالصدفة.