بعد تصريحات ترامب الأخيرة بتھجير شعب غزة إلى مصر وشعب الضفة إلى الأردن ھل سنرى وحدة عربية وإسلامية لمواجھة ھذھ الغطرسة الصھيوامريكية…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
من الضروري وبعد خمسة عشرة شھرا من الإبادة الجماعية التي إرتكبت بحق شعب غزة الأعزل والتي تمددت حسب خطط الفكر التلمودي الصھيوغربي لتصل لمدن الضفة الغربية ومخيماتھا وبعدھا إلى مدن ٤٨ لتھجير وطرد العرب مسلمين ومسيحيين من أرض فلسطين كاملة، وبالذات التجمعات ومخيمات العودة والحاضنة الشعبية للمقاومة وھي تمثل كل شعب فلسطين لأنھ شعب مقاوم، إلا القلة القليلة ممن خانوا وطنھم وشعبھم في الداخل وفي الشتات وتم صھينتھم وخضعوا للمحتل الصھيوني مقابل الكراسي والمناصب الوھمية، وكل تلك الإبادة والتطھير العرقي والعمليات الإجرامية المتنقلة داخل فلسطين وخارجھا ھي لتنفيذ مخططاتھم التي عجزوا عن تنفيذھا منذ أكثر من ثمانية عقود من الإحتلال لتصبح دولة يھودية تلمودية صھيونية نقية بكل ما فيھا من شجر وبشر وحجر…
ومن ثم السيطرة الكاملة على المقدسات الإسلامية والمسيحية وتحويلھا إلى كنس أو أكناس تلمودية يھودية صھيونية، وأيضا السيطرة الكاملة على ثروات فلسطين المتعددة وبكل أنواعھا وبالذات النفط والغاز والزراعة والصناعة وحتى التراث والثقافة الفلسطينية لتھويدھا بالكامل، وتاكيد ذلك الحديث ھو ما نشر في الصحافة العبرية منذ عقود، وما صرح بھ النتن ياھو أمام الأمم المتحدة بعرضھ خارطة لا يوجد عليھا فلسطين ولا دولتھا بل فقط ما تسمى دولة إسرائيل، وما صرح وما زال يصرح بھ النتن ياھو الكاذب وبن غفير الأخرق وسموترتش الجبان من السيطرة والتوسع للدول المحيطة لبنان وسورية والأردن ومصر لأنھم حسب فكرھم التلمودي يعتبرونها من أراضي ما تسمى دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وأيضا لا ننسى الثروات البرية والبحرية في غزة وفلسطين وما نشر في مقال بجريدة الرأي الأردنية تحت عنوان ( ھل غاز غزة ھامشي…؟) في الأول من تموز ٢٠٠٩م، وذكر في المقال أن ھناك إتفاق أبرم عام ١٩٩٩ بين السلطة الفلسطينية وبين إئتلاف شركات بريطانية ( Brttish Gas B.G) و c.c.c. اللبنانية لمنح ذلك الإئتلاف البدء بإستخراج الغاز الطبيعي من مياھ غزة البحرية الإقليمية…
وذكر أيضا في المقال أن الدول العربية المصدرة للنفط في منظمة أوبك آنذاك أكدت على إھتمامھا بمتابعة إكتشاف الغاز في مياھ غزة الإقليمية، وھنا يأتي السؤال لماذا ومنذ ذلك الوقت لم يعلن عن حلف عربي إسلامي موحد لحماية غزة وفلسطين والمنطقة وثرواتھا…؟ للوقوف بأطماع دولة الكيان الصھيوني والتي منذ ذلك الوقت أي منذ إكتشاف الغاز في بحر غزة ولبنان أيضا وفي مياھھما الإقليمية وھي تحاول السيطرة على المياھ الإقليمية لغزة ولبنان، ورغم ترسيم الحدود البحرية قبل عدة سنوات بين لبنان ودولة الكيان الصھيوني إلا ان ھذا الكيان لا يؤتمن طرفھ ولا تؤتمن أمريكا ولا قيادتھا من الحزبين سواء بايدن او ترامب الديمقراطي أو الجمھوري لأنھم جميعا صھاينة ولا يوجد لھم حليف في المنطقة كما صرحوا مرارا وتكرار إلا كيانھم المصطنع والمحتل لفلسطين، ھذھ الدولة الأميريكية التجارية الرأسمالية الفاشية النازية ھي شريكة بالإبادة الجماعية التي جرت وما زالت تجري في غزة وفلسطين والمنطقة برمتھا حاليا، وھي شريكة بالجرائم والإبادة الجماعية التي جرت لشعوب أمتنا والإنسانية جمعاء في الماضي البعيد والقريب، وھي كانت وما زالت تخطط مع كيانھا الصھيوني للسيطرة الكاملة على المنطقة وثرواتھا وخيراتھا وبرھا وبحرھا وجوھا ولو قتلت كل شعب غزة وفلسطين والمنطقة برمتھا…
لذلك يجب ان يتم تكاتف الجھود بين بعض الدول العربية والإسلامية لعمل حلف سياسي وعسكري وإقتصادي لحماية ودعم غزة وفلسطين وشعبھا ومقاوميھا ومحورھا المقاوم الذي ضحى بالغالي والنفيس دفاعا عن الامة كاملة، ولحماية ثرواتھا وخيراتھا البرية والبحرية والجوية من محاولات التوسع والسيطرة والھيمنة الصھيوأمريكية التي تتوسع وتتمدد في فلسطين وفي لبنان وسورية الضحية للمؤامرات الدولية، وھذا التجمع او الحلف الإستراتيجي حان وقتھ ھذھ الأيام العصيبة التي تمر بھا فلسطين ومنطقتنا وكل أمتنا فإما أن نكون او لا نكون، ويجب طي كل الخلافات السابقة والمفتعلة من قبل الصھيوأمريكيين بين بعض الدول العربية والإسلامية بحجج طائفية بغيضة، ويجب ان يكون ھذا التحالف من عدة دول عربية وإسلامية إقليمية ودولية وليس فقط إجتماع على مستوى الجامعة العربية وإن حصل فيجب أن يكون ھناك دول إسلامية كإيران وتركيا ودولا كبرى كروسيا والصين من ضمن الإجتماع المقرر في القاھرة، وإذا إجتمعت تلك الدول وقادتھا وحكوماتھا ووزراء دفاعھا وقادة جيوشھا ورؤساء مجالس نوابھا وأتخذت قرارات حقيقية وفعلية سياسية وعسكرية وإقتصادية لدعم غزة وفلسطين ولبنان وسورية والأردن ومصر ومحور المقاومة، فإن ھذا الحلف وتلك القمة ستوحد الأمة كاملة بعربھا وعجمھا وبمسلميھا ومسيحييھا وبكل طوائفھم، وسيكون صفعة قوية لقادة الكيان الصھيوني ولداعميھم قادة أمريكا المتصھينين السابقين وترامب الأھوج وغيرھم من قادة الصھيوغربيين، وأيضا سيتم وضع حد للإبادة الجماعية وللجرائم والإغتيالات التي ما زالت ترتكب من قبل قادة الصھيوامريكيين وجيوشھم واجھزة إستخباراتھم الشيطانية بحق شعب غزة وفلسطين وشعوب وقادة محور المقاومة وفي كل مكان، وسيتم تعويض غزة وفلسطين ولبنان وسورية واليمن والعراق عما فاتھا من خذلان وتواطئ وصمت عربي وإسلامي مخزي ومذل خلال خمسة عشرة شھرا، ھذا الصمت العربي وعدم التدخل عسكريا وإستخدام الأوراق الكثيرة التي بأيديھم سياسيا جعل بايدن لا يوقف الحرب في السابق وجعل ترامب والنتن ياھو يصرحون بكل وقاحة وغطرسة بتھجير شعب غزة إلى مصر وبعدھا شعب الضفة إلى الأردن وجعلھم يتمادون بوقاحتھم وغطرستھم بتصريحات ھجومية على مصر والأردن والسعودية وكل ذلك التمادي الصھيوأمريكي ما كان ليحصل لولا الصمت العربي وعدم التدخل عسكريا في أحداث معركة طوفان الأقصى المبارك، فالصمت العربي والإسلامي بدأ منذ إحتلال العراق وأفغانستان بحجج كاذبة من قبل قادة وجيوش حلف الناتو الصھيوني بقيادة صھيوأمريكية مرورا بالثوارات الصھيوامريكية غربية المفتعلة في دولنا العربية في عشرية النار لتفتيت الدول وتجزئتھا لشعوب وقبائل وطوائف ومذاھب وعشائر متناحرة ليوم الدين حتى يبقى كيانھم يتوسع ويتمدد وينفذ أفكارھ وأحلامھ التلمودية في فلسطين والمنطقة ومن ثم العالم لحكم الأرض وما عليھا لا سمح اللھ ولا قدر…
وبذلك تكون خرائط النتن ياھو وبن غفير وسموترتش ومن قبلھم ومن سيأتي بعدھم قد نفذت على أرض الواقع (إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات)،وتسمياتھا المتعددة التي حاول قادة ووزراء أمريكا والغرب المتصھينين منذ عقود لتغيرھا وتزينھا بأعين القادة والشعوب فأصبحت الشرق الأوسط الجديد أو الشرق الأوسط الإقتصادي الحر أو الكبير وترامب وتصريحاتھ الأخيرة ھي تنفيذ لما قالھ في حملتھ الإنتخابية بأنھ يرى أن ما يسمى دولة إسرائيل حدودھا صغيرة ويجب ان تتمدد وتتوسع في غزة والضفة ولبنان وسورية الضحية، وھذھ الأفكار الصھيوأمريكية ليست افكار ترامب والحزب الجمھوري فقط بل أفكار القادة السابقين بايدن وكاميلا ھارس والحزب الديمقراطي أيضا، والفرق بين الحزبين أن الحزب الجمھوري وعبر زعمائھ السابقين وترامب الحالي ھم أعداء واضحين بوجھ واحد يظھرون عدائھم وكرھھم للأمة والإنسانية، ويحاولون قتلنا أو يقتلونا مرة واحدة دون لبس وتغير أقنعة متعددة لأوجھھم للظھور بھا أمام العالم بإسم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والطفل والمرأة والحلفاء والشركاء والأصدقاء في المنطقة…وغيرھا كما يفعل الحزب الديمقراطي عبر تاريخ قادتھ السابقين وآخرھم بايدن، والذين قتلونا آلاف المرات وما زالوا يقتلونا وھم يختبؤون وراء تلك الأقنعة والأكاذيب الديمقراطية التي صدعوا بھا رؤوس الأمة وقادتھا وشعوبھا وقادة وشعوب العالم أجمع، لتنفيذ خططھم وھوسھم التوسعي والمسيطر والمھيمن على الأرض وما عليھا…
وقد كشفت حقيقة الحزبين الديمقراطي والجمھوري امام شعبھم الأمريكي وشعوب الغرب والعالم أجمع بأن قادة الحزبين يعملون أعضاء كبار في الصھيونية اليھودية التلمودية العالمية وأنھم قتلوا شعوب العالم أجمع لتنفيذ مشاريع وأحلام ذلك الفكر المجرم ، وھذھ الأجيال الصاعدة في أمريكا وأوروبا بدأت التغيير من خلال بوابة غزة وفلسطين ولم ولن تتوقف حتى تحصل على التغيير الذي تطالب بھ ليلا ونھارا، وھؤلاء سيكونوا قادة أمريكا وأوروبا بعد القضاء الكامل على تغلل الصھيونية العالمية على دولھم وقادتھم وحكوماتھم ومؤسساتھم وجامعاتھم وأموالھم وجيوبھم وبعد ھذا التغيير القادم لا محالة بإذن اللھ تعالى…
فعلى قادة الأمة وجيوشھا أن تقف وقفة رجلا واحد وبصوت عالي يقولون لأمريكا بأن حماس والفصائل الفلسطينية وكل فصائل محور المقاومة في لبنان واليمن والعراق ھم حركات تحرر وطنية وعربية وإسلامية رديفة لجيوشنا وبأن إيران ھي دولة إسلامية شقيقة وھي قدمت الغالي والنفيس لدعم تلك الفصائل في غزة وفلسطين والمنطقة في وقت صمتنا حينما صدقنا أكاذيب قادة أمريكا بأننا حلفائھا وشركائھا وأننا عشنا في ذلك الوھم التاريخي حتى كشفتھ غزة العزة وفلسطين وشعبھا ومقاوميھا ومحورھا المقاوم، فالصحوة الصحوة والوحدة الوحدة يا قادة الأمة ولتلتحم شعوبنا وجيوشنا ومقاومينا بتلك المعادلة الذھبية الإلھية التي ستوحد الأمة وترسخ نھضتھا من كبواتھا التاريخية وتثبت وجودھا وتعيد ھيبتھا وقوتھا في العالم وتحرر فلسطين وتجعل لنا أقطاب في اية متغيرات دولية مستقبلية قادمة لا محالة في المنطقة والعالم، اللھم إني قد بلغت اللھم فأشھد…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي…