في الذكرى ٤٦ لإنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية شعوب منطقتنا والعالم ترفض وتقاوم الهيمنة الصهيوأمريكية….
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
يحتفل الشعب الإيراني الشقيق في الجمھورية الإسلامية الإيرانية ھذھ الأيام بالذكرى ٤٦ لإنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وفي ھذھ الذكرى العطرة والمناسبة الوطنية التي يعتز ويفتخر بها الشعب الإيراني الشقيق يجب أن نتحدث ھنا عن ثورة حقيقية تم من خلالھا الخلاص من حكم الشا٥ البغيض وشرطي المنطقة آنذاك والعميل لأعداء الشعب الإيراني والأمة الإسلامية، وھي ثورة مجيدة وعظيمة كانت اللبنة الأولى التي من خلالھا حرر الشعب الإيراني المسلم نفسھ والمنطقة من طاغية وديكتاتور وعميل أمريكي، وھي ثورة قامت على نصرة الشعب الإيراني وكل مظلوم من الظلم والإستبداد، وھي ثورة لم تهدم وتدمر بل بنت وعمرت وجعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة قوية كبرى في المنطقة والعالم….
وقد أسست محورا إسلاميا مقاوما قويا في منطقتنا العربية والإسلامية عامة وفي غزة وفلسطين خاصة، بالرغم من كل المؤامرات والعقوبات والحصار الصهيوغربي منذ إنتصار ھذھ الثورة المباركة عام ١٩٧٩ لغاية يومنا الحالي، فرحمة الله على روح الإمام الخميني وأدخله فسيح جناته، والذي أسس فاتحة الإنتصارات للشعب المسلم الإيراني الشقيق ولشعوب المنطقة، وقد نجحت الثورة الإسلامية بكل ما تعنيه الكلمة من نجاح ومنذ الساعات الأولى لنجاحها وضع الإمام الخميني سياسة خارجية واضحة أمام المنطقة والعالم إتجاه معظم القضايا التي تهم الشعب الإيراني المسلم وإتجاه الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين المحتلة من قبل عصابات الصهيوغربيين، فطرد السفير الصهيوني وإستدعى الشهيد ياسر عرفات لرفع علم فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية على مقر السفارة الصهيونية لتكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول الدول الإسلامية التي فتحت سفارة فلسطينية ممثلة للشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية، فأعاد الكرامة للدولة الفلسطينية وللثوار الفلسطينين آنذاك، بل وقدم كل الدعم اللوجستي الكامل لتحرير وطنهم المحتل ومقدسات الأمة العربية والإسلامية من آيادي هؤلاء الصهاينة المدعومين أمريكيا وغربيا بكل أنواع الدعم، وأيضا وحتى لا ننسى فلسطين والقدس طلب من الشعب الإيراني وشعوب الأمة العربية والإسلامية بأن تكون آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما للقدس يسمى (يوم القدس العالمي) ومنذ ذلك الوقت لغاية أيامنا الحالية يتم الإحتفاء بهذا اليوم في منطقتنا وفي كل دول العالم…
ثم خلفھ المرشد السيد علي خامنئي أطال اللھ عمرھ والذي تابع المسيرة العطرة بكل صدق وأمانة وقوة وتصميم على تحقيق أھم اھداف الثورة الإسلامية وھو صحوة الأمة العربية والإسلامية والعمل على وحدتھا لتنھض من كبواتھا المتلاحقة وتحافظ على أراضيھا وحدودھا وشعوبھا وخيراتھا وثرواتھا البرية والبحرية وحتى الجوية التي حباھا اللھ لھا لتكون أمة قوية يھابھا أعدائھا ولا يفكرون مجرد تفكير بالھيمنة والسيطرة عليھا، فأتخذ طريقا واضحا لتحقيق ذلك وھو طريق ونھج المقاومة لكل المحتلين ورفض إملاءات وتدخلات المستكبرين الصھيو أمريكيين، فأعاد الأمل للأمة كاملة بتحرير فلسطين كاملة والمسجد الأقصى وكل مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وكل منطقتنا من التواجد الصھيوأمريكي غربي…
لذلك حوربت تلك الثورة من الصهيوغربيين وأوقعوا العرب والمسلمين بدهاليز ومخططات سياساتهم الصهيوأمريكية غربية لتبقى الدول العربية والإسلامية في شقاق وخلاف وفرقة وفتن وحروب إلى أن ينهوا بعضهم بعضا، وتأتي أمريكا مدعية أنها مصلح إجتماعي ودولي بين الدول المتنازعة، كيف لا وتاريخ سياستهم الغربية (فرق تسد) لإحتلال الدول وقتل الشعوب البريئة بالملايين والسيطرة على قرارها السيادي ونهب خيراتها وثرواتها الطبيعية، وقادة إيران الإسلامية السابقين والحاليين وعلى رأسهم المرشد على خامنئي حفظه الله ورعاه والرئيس مسعود بزكشيان والحكومة وكل القادة العسكريين والمدنيين والشعب الإيراني بأكمله ساروا على نهج الإمام الخميني وحافظوا على ثورتهم ضد المستكبرين في الأرض الصهيوغربيين إلى أن يتم الخلاص من هيمنتهم على منطقتنا والعالم أجمع قريبا بعون الله تعالى…
وهذه ھي السياسة الغربية الشيطانية عبر تاريخهم الأسود الملطخ بدماء الملايين من شعوب أمتنا وشعوب العالم أجمع، وآخرھا الإبادة الجماعية والتدمير الكامل والممنھج للبشر والشجر والحجر التي أرتكبت بحق شعب غزة ولبنان وعلى مرأى من العالم المنافق، وهي سياسة ممنهجة لهم يتبعونها في كل مؤامرة ومخطط ومشروع صهيوغربي متجدد على دولنا العربية والإسلامية لفرض ھيمنتھم بالقوة العسكرية، ظنا منھم أن شعب غزة وفلسطين وشعوب منطقتنا سيرفعون لھم الراية البيضاء والإستسلام والقبول بحكمھم…
وللأسف الشديد أن بعض العرب والمسلمين ما زالوا تائهين بوعود وعهود أمريكا المتصھينة الكاذبة، والتي لم تقدم لهم عبر تاريخها إلى الوعود والعهود الفارغة من أي مضمون أو مصلحة لنا كدول وشعوب عربية وإسلامية ولا لقضايانا وعلى رأسها قضية فلسطين المحتلة، وتلك الوعود والعهود لم ينفذ منها شيئا على الإطلاق وعلى رأسها ما يسمى بحل القضية الفلسطينية (حل الدولتين) لأن أمريكا خاصة والغرب عامة لا يبحثون إلا عن مصالحھم ومصالح كيانهم الصهيوني في فلسطين والمنطقة والعالم برمته، ولا يوجد لھم حليف في المنطقة إلا كيانھم الصھيوني المحتل لفلسطين والذي توسع وتمدد وتمادى وبكل وقاحة وغطرسة بغزة والضفة الغربية وبجنوب لبنان وفي سورية دون أن يجد احدا من أصحاب القرار السياسي من ردعھ ووضع حد لأحلامھ الھستيرية التلمودية الشيطانية التي يعملون على تنفيذھا ھذھ الأيام وبدعم أمريكي، بعد ان عجزوا عن تنفيذھا طيلة اكثر من ثمانية عقود مضت ولم ولن تتحقق بتھديدات وصرعات وتصريحات ترامب المجنون والمنفصل عن الواقع كليا…
لذلك نقول دائما بأن إيران كانت وما زالت وستبقى مقاومة ورافضة لذلك الكيان الصھيوني ولداعميھ في أمريكا ولبقائھم على أرض فلسطين وفي المنطقة برمتھا، ووجد المقاومون في غزة وفلسطين وخارجھا السند الحقيقي والداعم اللوجستي الإقليمي القوي لھم لتحرير أراضيھم ومقدساتھم المحتلة عبر النكبات والنكسات والمؤامرات الدولية، فحقق المقاومون الإنتصار تلو الإنتصار عبر سنوات مضت إلى إنتصار طوفان الأقصى الكبير والذي مرغ انوف قادة وجنود الكيان الصھيوني وداعميھ في أمريكا والغرب في التراب وجعلوھم رغما عن انوفھم بقبول شروط المقاومون في غزة ولبنان وحتى اليمن، وھؤلاء ھم الطائفة المنتصرة من الأمة الذين قال عنھم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وعلى آلھ وصحبھ أجمعين لا يھمھم خذلھم وھم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وقد ھزموا ذلك الكيان الصھيوني المحتل وداعميھ في أمريكا بالرغم من محاولات تشويھ صورة إنتصار غزة وفلسطين وجنوب لبنان وكل محور المقاومة من عملاء الصھيوأمريكيين في دولنا، وكأنھم لا ينتمون لعروبتنا ولا لإسلامنا ولا لتاريخ أمتنا العربية والإسلامية الحافل بتقديم التضحيات والشھداء والجرحى والمصابين لتحرير الأوطان والمقدسات، لذلك يجب عليھم إعادة قراءة تاريخ الأمة وبالذات التضحيات التي قدمت في الماضي البعيد لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى والأمة العربية والإسلامية من أي إحتلال غربي ظالم…
ورغم كل تلك الھزائم المتلاحقة سنويا للكيان الصھيوني ما زال قادته المھزومين المتطرفين في حكومة النتن ياھو يھددون بشن حربا على غزة ولبنان ويهددون إيران ظنا منهم أن إيران ومحور المقاومة والمقاوميين في لبنان وغزة…وغيرهم قد ھزموا، بالرغم من كل القادة العسكريين والسياسيين داخل الكيان الصھيوني وفي عالمنا العربي والإسلامي والعالمي يؤكدون ھزيمة الكيان الصھيوني وداعميھ في أمريكا وإنتصار المقاومة في غزة وفلسطين وجنوب لبنان والمنطقة كاملة، وھؤلاء المقاومون وشعوبھم قوم لا يخافون من تهديدات ترامب ولا النتن ياھو وحكومتھ النازية ولا من عودة الحرب الظالمة، ويعتبرونھا تصريحات جوفاء وفارغة من أي مضمون لأنھم أصحاب حق وصاحب الحق لا يخاف الباطل ولا تزينھ في أعين الناس لأن الباطل إلى زوال بإذن اللھ تعالى إذا لم يكن اليوم فغدا وغدا لناظرھ قريب…
والكيان الصهيوني وداعميھ في أمريكا يعلمون جيدا أنهم لم ولن يستطيعوا ھزيمة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية في غزة ولا في لبنان واليمن وغيرھا، ويعلمون جيدا أن المخفي لديھم من الأسلحة والصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة والعمليات الإنتقامية لدماء شھدائھم وجرحاھم أعظم، ولم ولن تكون لهم قدرة على مواجهة إيران إذا وقعت حرب شاملة وتوسع الصراع ليصبح حربا إقليمية لأنھم عرفوا قوتھا في رد الوعد الصادق ١ و٢ ويعلمون أنھا تلك الحرب إن وقعت فقد تتمدد إلى العالمية، وقد إعترف ترامب بأن إيران دولة قوية لكن لن نسمح لھا بإمتلاك السلاح النووي بالرغم من أن فتوى المرشد الإيراني السيد علي خامنئي منذ سنوات حرم إمتلاك السلاح النووي وأكد أن التكنولوجيا النووية لديھم فقط لأغراض سلمية، وكل تھدياتھم لحماس وحزب اللھ واليمن وإيران ھي مجرد تنفيس لأنھم يشعرون بالهزيمة والفشل والإخفاق في تحقيق أهدافهم وأحلامهم التلمودية ومشاريعهم في غزة وفلسطين وخارجها وقوة وصمود المقاومون وشعوبھم أصابهم بالهستيريا، بعد إرتكابھم الإبادة الجماعية والتطھير العرقي والتدمير الكلي للبنى التحتية وللبشر والشجر والحجر، ولإرضاء غطرستھم وأمراضھم النفسية يحاولون إظھار انفسھم بأنھم إنتصروا، ويحاولون دائما نقل الصراع خارج حدود كيانهم المخترع والمھزوم لتبقى الأحداث في الدول العربية والإسلامية ملتھبة وفي حالة إستنزاف كلي وبكل المجالات وأهمها الجهد والوقت لإيجاد حلول لتلك الأزمات والحروب المفتعلة هنا وهناك، لذلك صرح ترامب والنتن ياھو بتھجير الفلسطينين من غزة وأيضا يھدد بالضفة الغربية مستقبلا إلى مصر والأردن والسعودية للحصول على بعض المكاسب والتنازلات والخنوع والخضوع من ھنا وھناك من خلال فرض غطرسة القوة الزائفة….
لذلك قادة أمريكا المتصھينين بايدن سابقا وترامب حاليا ودولتھم العميقة دائما تستغيث بالوساطة العربية في قطر ومصر لأنھا تعلم جيدا أن كيانھا مھزوم، ولم ولن يحقق أي نتيجة في حربھ على مقاومي غزة وشعبھا البريئ ولا على لبنان وحزب اللھ ولا على اليمن وجيشھ وأنصار اللھ، بل أن ھذا الكيان الصھيوني وقادتھ أصبحوا مطالبين للقانون الدولي وسيتم ملاحقتھم كمجرمي حرب وإبادة جماعية في الأيام والأشھر القادمة، وقد يتم ملاحقة بايدن وإدارته التي كانت شريكا داعما ومدافعا ومشجعا للكيان الصھيوني لإرتكاب ھذھ الإبادة بحق شعب غزة، وملاحقة ترامب وإدارتھ الحالية التي تشجع وتدعم النتن ياھو الكاذب وحكومتھ النازية وعصابات جيشھ لإرتكاب المزيد من الجرائم والإبادة الجماعية والتطھير العرقي بحق شعب غزة والضفة وجنوب لبنان، لذلك فرض ترامب الأخرق عقوبات على المحكمة الدولية وعلى جنوب أفريقيا التي رفعت الدعوى على الكيان الصھيوني ظنا منھم أن المحكمة الدولية وجنوب أفريقيا الحرة الأبية سيوقفون تلك الدعوى والملاحقات لھم ولضباطھم وجنودھم، فكيف سيواجه ذلك الكيان الصھيوني محورا كاملا قويا أو دولة كإيران الإسلامية القوية على مستوى إقليمي وعالمي والتي رفضت هيمنة أمريكا والغرب برمته وحاربتهم في كل الميادين، وهي لا تخافهم أبدا لأنها أعدت ما يرهب ويخيف أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية كاملة وهم الصهيوأمريكيين خاصة والصهيوغربيين عامة، بل ودعمت كل من يقاوم أمريكا علنا دون خوف أو جلل لتنهي تواجدها في منطقتنا، ورسخت علاقات وإتفاقيات طويلة الأمد مع الدول الكبرى التي تحارب هيمنة القطب الأمريكي والغربي الواحد كروسيا والصين..وغيرها.
وأمريكا تعلم جيدا مدى قوة إيران الإسلامية العسكرية البرية والجوية والبحرية على مستوى المنطقة والعالم لذلك تبعث بوسطاء ورسائل لإيران لمتابعة المفاوضات النووية وإيران ترفض أية مقابلة او مفاوضات لأنھ لا ثقة بامريكا وكل إدارتھا الديمقراطية والجمھورية وبنفس الوقت يفرض ترامب العقوبات ظنا منھ بأن إيران ستضعف وتوافق على إجراء مفاوضات جديدة فالعقوبات لم تنجح يوما وطيلة عقود على إيران وكوبا وكوريا الشمالية، ولكن وللأسف الشديد نجحت في سورية لأن الدول العربية لم يخترقوا تلك العقوبات ويرفضوھا ويساعدوا سورية بل ساھموا بتطبيق تلك العقوبات والتي بعد عدة أشھر عادت تأثيراتھا على دولنا وشعوبنا في المنطقة برمتھا…
فتحية وتھنئة حارة للشعب الإيراني الشقيق ولمرشدھ السيد علي خامنئي حفظھ اللھ ورئيسھ مسعود بزيكشيان وحكومتھ وجيشھ بذكرى الثورة الإيرانية الإسلامية المجيدة ولأصحاب الإنتصارات والسيادة الحقيقية والمستقلة المدافعين عن المظلومين وعن الحق والحقيقة وقضايا الأمة والإنسانية وبالذات القضية الفلسطينية، والداعمين للمقاومة والمقاومين للهيمنة الصهيوأمريكية غربية في منطقتنا والعالم أجمع، والواقفين بكل شموخ بوجه الظلم والظلام الصهيوأمريكي غربي، والمدافعين عن الأمة والإنسانية جمعاء بنهجها الحقيقي والصحيح والسليم الذي آراده الله سبحانه وتعالى للأمة ولخلقه أجمعين، ليعيشوا أقوياء شامخين كرماء بين الأمم وينشروا السلام والخير والوحدة والمحبة والأمن والآمان والتعاون والشراكة الإنسانية الحقيقية على وجھ ھذھ الأرض المباركة…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي…